أنه ما من مزية ومنقبة أعطيها النبي [صلى الله عليه وسلم] سوى ما استثني، إلا وقد أعطيت أمته نموذجا، وهذا يعلم بالاستقراء، ومن ذلك أنه أعطي الوحي له، ولأمته أعطيت الرؤيا الصالحة.
وقال الإمام مالك، وقد سئل: أيفسر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة يلعب، ثم قال: لا يعبر الرؤيا إلا من أحسنها. فإن رأى خيرا أخبره، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت.
وقال الإمام ابن السعدي في تفسيره 2/ 442: ومنها أي الفوائد على الآية السابقة:أن فيها أصلا لتعبير الرؤيا فإن علم التعبير من العلوم المهمة التي يعطيها الله من يشاء من عباده.
وقال أيضا 2/ 449: ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه، وتعليمه.
ومما يدل على وجود التعلم والتعليم عند الصحابةـ أشرف الخلق ـ ما ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا كما في تهذيب التهذيب لابن حجر 12/ 399.
وذكر ابن سعد في الطبقات 7/ 124: أن سعيد بن المسيب كان من أعبر الناس للرؤيا، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر، وأبو بكر أخذ هذا العلم من الرسول الكريم، الذي كان يدعه أحيانا يعبر بعض الرؤى، ويصوبه أحيانا، وقد يخطئه شانه شأن أي معلم وتلميذه، وقد كان هذا التلميذ بارعا في الكثير من المواقف التي امتحن فيها، ولذلك نجده بعد إحدى المرات، وكان يعبر رؤيا رآها الرسول يقول الرسول له إعجابا بتعبيره: كذلك قال الملك.، ولكن حصل له أيضا أن أخطأ في اجتهاده، وكان الرسول [صلى الله عليه وسلم] لا يجامله، بل يخطئه ولذا قال له مرة بعد أن عبر عنده: أخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ فقال النبي: أصبت بعضا وأخطأت بعضا.
كذلك حصل لعائشة رضي الله عنها مواقف تعليمية مع أبيها، فكانت تعرض عليه الرؤى، وحصل لها مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعض المواقف، ولذا فقد عنفها مرة حين عبرت رؤيا لامرأة بأن زوجها يموت وتلد غلاما فاجرا بقوله:
[مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا للمؤمن فاعبروها له على الخير .... ] والشاهد من الحديث طلب الرسول من عائشة أن تسلك منهجا محددا في التعبير، وهو صرفها على الخير.
وقد ذكر الإمام ابن خلدون في مقدمته ص:389 أن هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها، وتعبيره موجود في السلف والخلف، ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف.
[ line]
يمكن الاستفادة من المقالة بشرط الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضة للعقاب الدنيوي والأخروي.
http://www.22522.com/vb/showthread.php?t=12815
ـ[أم أحلام]ــــــــ[06 - 06 - 09, 09:06 ص]ـ
مقال للدكتور فهد بن سعود العصيمي
أبرز الصحابة الذين كانوا يعلمون هذا العلم لغيرهم
من الأمثلة التي يمكن قولها هنا:
ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا، وهي صحابية تزوجها جعفر بن أبي طالب، ثم أبو بكر، ثم علي، رضي الله عنهم، وولدت لهم، وهي ممن روى لها البخاري، وغيره.
وورد أن سعيد بن المسيب، وكان من أبرز من برع في هذا الفن اخذ هذا العلم من أسماء بنت أبي بكر، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين، وبالمناسبة فسعيد بن المسيب كان يضاهي ابن سيرين إن لم يتفوق عليه، وقد قال عنه محمد بن عمر كما في الطبقات للذهبي [7/ 124]: وكان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا
وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر.
كذلك أخذت عائشة هذا العلم عن أبيها أبي بكر رضي الله عنهم،
وقد ورد أن أبا بكر كان أعبر هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت أنه كان يسأل الرسول عن تعبيره للرؤى،
ومن الأمثلة حين ذكر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن عمر بن الخطاب عرض عليه، وله قميص يجره،فقال له أبو بكر: فما أولته؟ فقال الرسول الدين. وممن نص على أن القائل هو أبو بكر ابن حجر في الفتح.
[/ ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]
[line]
يمكن الاستفادة من المقالة بشرط:
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..
http://www.22522.com/vb/showthread.php?t=61615
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[07 - 06 - 09, 08:13 ص]ـ
جزيت خيراً يا أم أحلام
ولكن هذا الكلام كله دليل على أن الله عز وجل يختص من عباده من يعبر الرؤيا دون الغير كما يختص الله سبحانه وتعالى من تكون عنده فراسه فهذا علم وهذا علم وكلاهما لا يتعلم، وأقوال أهل العلم السابقه كلها دليل على ذلك، والكلام على عمر بن الخطاب وأنه كان يسأل الخثعمية عن تعبير الرؤى ليس إلا سؤالأ، يعني هو لا يعبر بل يسأل من يعرف أنه أهل لذلك ليعبر له، فبالمجمل كل ما ذكر ه الدكتور دليل على العكس والله أعلم.
¥