ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[13 - 12 - 07, 04:11 م]ـ
قال شيخ الاسلام في الفتاوى 7/ 287: لو قُدر أن قوماً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك، ونقر بالشهادتين، إلا أنا لا نطيعك في شيءٍ مما أمرت به ونهيت عنه؛ فلا نُصلي، ولا نصوم، ولا نحج، ولا نصدق الحديث، ولا نؤدي الأمانة، ولا نفي بالعهد، ولا نصل الرحم، ونقتل من قدرنا عليه من أصحابك وأمتك، ونأخذ أموالهم بل نقتلك أيضاً، ونقاتلك مع أعدائك، هل كان يُتوهم عاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: أنتم مؤمنون كاملو الإيمان، وأنتم من أهل شفاعتي يوم القيامة، ويُرجى لكم أن لا يدخل أحد منكم النار، بل كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم: أنتم أكفر الناس بما جئت به، ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك ا- هـ.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[13 - 12 - 07, 10:46 م]ـ
أبواب الخير الموصلة إلى الجنان والرضوان فرص ـ يختبر الله بها عباده .. ويصطفي لها من يشاء من عباده ـ قد لا تتكرر .. وقد تُغلق .. فهنيئاً لمن اغتنمها قبل فقدها أو إغلاقها .. وأحسن استغلالها!
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[14 - 12 - 07, 06:46 م]ـ
س: ناقشتُ بعض النصارى في قضية خطيئة آدم عليه السلام وقلت له كيف تلحق بنا هذه الخطيئة ونحاسب عليها ونحن لم نقترفها فقال لي أليس القرآن يقول: قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً. فكتابكم ـ بنص هذه الآية ـ يقول إن آدم وبنيه عوقبوا بأن أنزلوا من الجنة جميعاً رغم أن آدم عليه السلام هو فقط من ارتكب الخطيئة .. وجزيتم خيراً؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. ما دام صاحبك النصراني يستدل بآيات من القرآن الكريم ويحتكم إليها .. ألم يقرأ قوله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى الأنعام:16. وقوله تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ البقرة:37. فكيف يتوب الرب سبحانه وتعالى عليه ثم يُعاقبه ويُعاقب ذريته على ما تاب عليه .. ؟!
فإن قيل: علام إذاً أمره بالهبوط إلى الأرض .. ؟!
أقول: للبلاء والتمحيص .. ولإظهار كثير من معاني العبادة التي لا تتحقق إلا بهذا الهبوط .. والتي منها الاستخلاف في الأرض وإعمارها بالخير وبما ينفع الناس .. ومنها تدافع الحق مع الباطل، كما قل تعالى: وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ البقرة:36. فقوله بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ. أي آدم عليه السلام وذريته، والشيطان وذريته ومن دخل في حزبه من شياطين الإنس .. وهناك حِكَم أخرى معلومة ومبسوطة في كتب التفسير وغيرها .. وحكم أخرى مما لا يعلمها إلا الله تعالى .. فمن الله تعالى الحُكم وعلينا الرضى والتسليم، والإيمان بأن الله تعالى لا يصدر عنه إلا العدل المطلق، والخير المطلق، والحكمة المطلقة.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[15 - 12 - 07, 07:08 م]ـ
البلاء يواجه بالصبر والثبات والاحتساب .. وليس بالانتحار وقتل النفس .. كما قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ البقرة:155. وقال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ محمد:31.
وقد ابتلي الصحابة والسلف الصالح من قبل بجميع صنوف البلاء؛ بما في ذلك السجن، والتحريق في الماء المغلي ـ كما حصل للصحابي عبد الله بن حذافة السهمي ورفاقه عندما كانوا معتقلين في بلاد الروم ـ فما صدهم ذلك عن دينهم، وما التجأوا إلى الانتحار أو حتى فكروا به .. حاشاهم ذلك!
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[16 - 12 - 07, 04:34 م]ـ
وجود العيب في الآخرين ينبغي أن يحملك على أن تحمد الله تعالى على معافاته لك مما ابتلاهم به من العيوب وسلمك منها .. وتعرف عظيم فضله عليك .. لا على أن تتندر بها .. وتنقلها في مجالسك من مجلس لآخر!
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[16 - 12 - 07, 08:48 م]ـ
يا أخى والله جزاك الله خير الجزاء زنفعنا الله بك.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[17 - 12 - 07, 06:29 م]ـ
كثير من الأشياء المخلوقة .. لا يُدركها ولا يُحيط العقل بها علماً .. ومع ذلك فهو يُسلِّم ويؤمن بوجودها .. فعلام لا يفعل نفس الشيء عندما يعجز عن الإحاطة بالله تعالى وبذاته علماً، كما قال تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً طه:110. وقال تعالى: لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الأنعام:103.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[17 - 12 - 07, 06:35 م]ـ
الملحدون لا يؤمنون بالقرآن الكريم .. لكن نطالبهم بأن يطلعوا عليه .. ويقبلوا على دراسته بإنصاف وتجرد عن الأحكام المسبَّقة .. فماذا ستكون النتيجة لو فعلوا ذلك .. وما هي الحقائق التي سيتوصلون إليها؟!
أول ما سيدركونه ـ هذا إذا كانوا يحترمون عقولهم ـ بأنه كتاب مُعجَز في كلماته .. ولغته .. وأحكامه .. وشرائعه .. وقصصه .. وإخباره .. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. لا يمكن لمخلوق أياً كان هذا المخلوق بأن يأتي بسورة من مثله .. ولو اجتمع الإنس والجن بعضهم لبعض ظهرياً .. وإذا كان الأمر كذلك .. ولا بد من أن يكون كذلك .. أليس هذا دليل على أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي ليس كمثله شيء؟!
¥