تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:09 م]ـ

قال ابن القيم - رحمه الله -: ولا يتعب من حُرم الصدق والإخلاص فقد قُطعت عليه الطريق واستهوته الشياطين في الأرض حيران، فإن شاء فليعمل، وإن شاء فليترك، فلا يزيده عمله من الله إلا بُعداً.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:16 م]ـ

على العبد أن يتمحض القصد لإرادة وجه الله عز وجل، وما عنده من الثواب والجزاء ولا يلتفت إلى شيء آخر - وإن كان مباحاً -: فهو يجاهد يريد ما عند الله فقط لا يريد غنيمة، فضلاً عن المقاصد السيئة كالرياء والسمعة، وهو يصوم يريد ما عند الله عز وجل، ولا يلتفت لأمر يجوز الالتفات إليه كتخفيف الوزن، أو تحسين صحة البدن، أو الحمية، أو ما إلى ذلك، وكالذي يمشي إلى المسجد ليكثر الخطى التي يتقرب بها إلى مولاه لا يلتفت لمعنى آخر، وهو أن ينشط بدنه، ويتقوى هذا البدن ..

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:25 م]ـ

يقول الإمام الكبير سفيان الثوري - رحمه الله - وهُوَ مَنْ هُوَ في العبادة والإخلاص يقول: 'ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي إنها تقلب علي'. ويقول يوسف بن الحسين - رحمه الله -:'كم أجتهد في إسقاط الرياء من قلبي فينبت لي على لون آخر'. يقول: أجاهدها من هذه الناحية، وأسد هذا الباب، فينبت لي من ناحية أخرى، فقد يثني عليه بعض الناس ثم يقول من أنا؟! ما مني شيء؟! وليس لي شيء! أنا المُكَدَّى وابن المُكَدَّى، ثم يقوم يتكلم وهو يحتقر النفس، وينقدح في قلبه إبراز جانب التواضع والإخبات للناس، وعدم الالتفات للنفس، وأنه ليس من أهل العجب.

قد يتكلم العبد ويقول: البارحة في ساعة متأخرة من السحر سمعت كذا وكذا، ثم يقول: لكنى لم أكن في قيام، وإنما قمت لحاجة، هذا يطرد الرياء كما قال الصحابي لما قال: من رأى منكم الكوكب البارحة فقال: أنا، أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت، هذا قالها خالصاً من قلبه، ولكن الإنسان قد يقولها خالصاً فينقدح له وهو يقولها معنى، وهو أنه يريد أن يظهر نزاهته عن الرياء ليقول للناس: لست من المرائين.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:35 م]ـ

انعم الله عليك بأنه خلقك بيده الشريفة ... أوجدك من عدم

ثم

كرمك ولم يجعلك حيواناً أو جماداً أو غيره وجعلك انسان

ثم

لم يجعلك كافراً ويتركك للضلال بل أنعم عليك بنعمة الاسلام

ثم

لم يتركك مسلماً أسماً فقط بل هداك وأرشدك لطريقه لتكون مسلم

علم وقول وعمل

ثم

لم يبقى أمامك غير الشكر له والثناء عليه والالتزام.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:39 م]ـ

ليعلم العبد أنه مسئول عن النعمة (ثم لتُسألن يومئذ عن النعيم) ومحاسب عليها حتى الماء البارد ..

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:40 م]ـ

لو كان شرطاً في الانتفاع بالنعم أداء ثمنها شكراً لله؛ ما وفت كل أعمال العباد ولا على نعمة واحدة [أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي].

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:46 م]ـ

قد يقول قائل هل اشكر الله تعالى على نعمة السمع والبصر والكلام والحركة وغيرها؟؛ مع أن معظم الناس اشتركت فى مثل هذة النعم!

والجواب عليه هو: نعم اشتركت أناس كثيرة فى مثل هذة النعم ولكن البعض حُرم منها وكان من الممكن إذا أراد الله .. أن تكون منهم، وتحرم من نعمة البصر أو الكلام أو أن تولد بمرض ..

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:59 م]ـ

القلب كثير التقلب: فعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: لا أقول في رجل خيراً ولاشراً،حتى أنظر ما يختم له ـ يعني ـ بعد شيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: وما سمعت؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» لقَلب ابنِ آدمَ أشدُّ انقلاباً من القِدْرِ إذا اجْتَمَعَتْ غَلَياناً

و يصوِّر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم القلب وكأنه ريشة لخفته ولتأثير الفتن عليه، صغيرها وكبيرها تماما مثل الريشة التي تؤثر فيها أقل النسمات فتغير اتجاهها؛ ولاستيقان الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة كان يحلف:» لا ومقلِّب القلوب «.

فأدْنى شيءٍ يخدشُه ويُدنِّسُه ويؤثِّرُ فيه، فهو كأبيضِ ثوبٍ يكونُ؛ يؤثِّرُ فيه أدنى أثرٍ، وكالمرآةِ الصافية جدًّا؛ أدْنى شيءٍ يؤثِّرُ فيها، ولهذا تُشوِّشُهُ اللحظةُ واللفظةُ والشهوةُ الخفية

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:37 م]ـ

كم من الناس يغضبون، ثم يتصرفون، ثم يقولون: غضبنا لله، ولو درسنا المسألة دراسة حقيقة مجردة لثبت لنا أنه في الحقيقة لم يكن الغضب لله، بمعنى أنه قد يكون أصل الغضب لله نعم .. مثلاً: قد تأتي لإنسان، فتقول له: قم للصلاة جزاك الله خيرا، فيتلفظ عليك بكلمات، فقد لا تحتمل أعصابك، فتتصرف إما بالضرب، أو بالشتم، أو بغير ذلك .. نعم يحدث هذا، وعندما يقال لك: لماذا هذا التصرف؟ تقول إنني غضبت لله .. تأمل أخي .. أأنت غضبت لله، أم غضبت لنفسك؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير