ـ وتشكَّل تيار كبير يضمًُّ خبراء استراتيجيين من أمثال هنري كيسنجر و "زبيغينيو بريجنتسكي" وزعماء سياسيين كثيرين تساندهم مؤسسات إعلامية عريقة:ـ "واشنطن بوست" و" نيوزويك"،و"سي إن إن " و " الديلي تيليغراف " بالإضافة إلى مؤسسات فكرية تلاقت جميعها على تبني عقيدة عسكرية تتخذ من الإسلام عدوا استراتيجيا كما كانت الشيوعية في منتصف القرن الماضي،وتنادي بأنَّ الحرب ضرورة أخلاقية، وهذا هو خلاصة الرسالة المفتوحة التي وقعتها ستون شخصية أمريكية و وجهتها إلى المسلمين بعد أحداث أيلول تأييداً لغزو فغانستان.
ج ـ البعدالديني:
علاقة الطائفة المسيحية الصهيونية بما يحدث في العالم:
ـ في 20/ 10/ من عام 1999 م ذكرت صحيفة الواشنطن بوست نقلاً عن تقرير ـ في أربعين ورقة وزِّع في حينه على العالم ـ صادر من مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي: (أنَّ المتطرفين المسيحيين؟ الأمريكيين يستعدون للقيام بأعمال عنف كبيرة في بداية القرن الحادي والعشرين في الولايات المتحدة، وأن هذا العنف المتوقع سيكون راجعاً لاعتقاد الذين يؤمنون بالإنجيل بأن نهاية العالم ستكون في الألفية الثالثة، وأن عدداً من المنظمات الدينية التي تنتظر يوم الدينونة 2000م خزنت أسلحة في مخابئ سرية بغية تنفيذ اعتداءات تستهدف قواعد للجيش الأمريكي، ومكاتب الأمم المتحدة والسكان السود والأقليات العرقية، و لذلك فقد طلب مكتب التنحقيقات الفيدرالي من أجهزة الشرطة المحلية مراقبة الميليشيات المتطرفة و الطوائف التي يمكن أن تستغِلَّ حلول عام 2000م للقيام بأعمال إرهابية أو عمليات انتحار جماعي).
و ربما لا يبدو هذا الخبر متعلقا بموضوعنا الأساسي فهي منظمات مسيحية تستهدف أعداء المسيح، و لكن إذا علافنا أن الرئيس بوش وجميع معاونيه و أعضاء الكونغرس و مجلس الشيوخ الأمريكيين من أتباع هذه الطائفة ندرك قوَّة الارتباط. [مثال: مستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليسا رايس هي ابنة راهب من أعضاء الطائفة المسيحية المتصهينة].
و أخيرا قطعت جَهِيزةُ قولَ كلِّ خطيب
ـ خلال الحملة الانتخابية الحالية للمرشَّح الأمريكي جون كيري وجَّه اتهامات صريحة [وموثَّقة] للبيت الأبيض الأمريكي أنه كان يعلم بهجمات سبتمبر قبل حدوثها بمدَّة كافية، و على إثر ذلك جرى اتفاق مع البيت الأبيض من قبِلَ لجنة خاصة من "الكونجرس" الأمريكي على استجواب مسؤولة الأمن القومي كونداليزا رايس بشرط عدم اسنجواب أي مسؤول آخر من البيت الأبيض.
ـ إثر تداعيات التحقيق في قضية هجمات مانتهاتن و أسباب الغزو العسكري الأمريكي لأفغانستان اضطر البيت الأبيض ـ يوم الجمعة 12/ 2/1425هـ الموافق 2/ 4/2004م ـ لنشر وثائق تثبت أن الرئيس أمَرَ قبل أسبوع واحد من هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 بخطط شاملة للقيام بعمل عسكري ضد القاعدة.
ودعا ـ في ذلك الوقت ـ الأمرُ الرئاسي الموجَّه إلى وزير الدفاع دونالد رمسفيلد للتخطيط لخيارات عسكرية ضد أهداف طالبان والقاعدة في أفغانستان، بما في ذلك الزعامة والقيادة والتحكم والجو والدفاعات الجوية والقوات البرية والإمدادات والتموين.
ـ وتزامن نشر هذه الوثائق مع موافقة البيت الأبيض على أن تدلي مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس بأقوالها علانية ـ في الثامن من شهر 4/ 2004م الحالي ـ أمام لجنة التحقيق المستقلة في تلك الهجمات بعدما كان البيت الأبيض مُصِراًّ من قبل على أن تتحدث كوندوليزا رايس أمام اللجنة بشكل سري.
ـ وقد اعترفت مسؤولة الأمن القومي كونداليزا رايس خلال ذلك التحقيق أن البيت الأبيض كان قد تلقى معلوماتٍ بشأن اعتداءات سبتمبر، و ذلك قبل الحادثة بشهر! إلاَّ أن البيت الأبيض لم يحمل ذلك على محمل الجد؟.
و اعترفت مسؤولة الأمن القومي كونداليزا رايس أن الرئيس بوش تجاهل تهديدا مُلِحًّا من جانب القاعدة قبل هجمات سبتمبر/أيلول ورَكَّزَ على العراق.
"وشهد شاهدٌ من أهله ":
ـ واعترف أيضاً وزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي يقوم بزيارة لبرلين لمحطة تلفزيون "زد دي إف " الألمانية بمعرفة إدارة بوش المسبقة لتلك الهجمات، إلاَّ أن إدارة بوش ـ في اعتقاده ـ فعلت ما في وسعها حسب ما كانت تعرفه عن الوضع في ذلك الوقت!
¥