تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه قواعد وشروط مستنبطة من فتاوى شيخنا الأصولي الفقيه العلامة محمد العثيمين رحمه الله في حكم الأناشيد، جمعتها ليتبين لطالب العلم تأصيل هذه المسألة من حيث القواعد والأصول الشرعية، وقد قسمت الموضوع إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول / القواعد المستنبطة من الفتاوى:

القاعدة الأولى: ينبغي لنا أن نتأنى في الحكم على الأشياء وأن لا نتسرع لأننا نحن لسنا مشرعين بل نحن متبعون للشرع فيجب أن نتأنى حتى نعرف أن الشرع منع هذا أم لم يمنعه.

القاعدة الثانية: الأصل في غير العبادات الحل والإباحة إلا ما ورد النهي عنه.

القاعدة الثالثة: كل ما كان سبباً للفتنة فإن الواجب منعه، وكلما كان وسيلة لمحرم فإن الواجب منعه.

القاعدة الرابعة: كل ما حرم استعماله حرم بيعه, لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه).

القاعدة الخامسة: الإنسان إذا اعتاد أن لا يتعظ إلا بشيء معين كألحان الغناء فإنه ربما لا ينتفع بالمواعظ الأخرى لأن نفسه ألفت ألا يتعظ إلا بهذا الشكل من المواعظ وهذا خطير يؤدي إلى الزهد من موعظة القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال أهل العلم والأئمة.

القاعدة السادسة: ينبغي للإنسان أن لا يستمع إلا إلى شيء يجد فيه منفعة بدون مضرة كالقرآن والأحاديث والأحكام الفقهية وغيرها مما ينتفع به السامع.

القسم الثاني / شروط جواز الأناشيد:

الشرط الأول: أن يكون موضوع الأناشيد موضوعاً جيداً غير محظور كأناشيد الصوفية الشركية أو الأناشيد الحماسية للخروج على الأئمة والحكام أو موضوع غرام وفتنة ونحوه.

الشرط الثاني: ألا تلحن تلحين الأغاني الماجنة السافلة، فإن لحنت تلحين الأغاني فهي حرام، لأنه تشبه بقوم لا يجوز التشبه بهم.

الشرط الثالث: ألا تكون بأصوات جميلة جذابة تثير الفتنة وتحرك الساكن، فإن كانت كذلك فلا تجوز لما فيها من الفتنة، وضابط المحرم: أن يستمع إلى الصوت دون مضمون القصيدة، فإن كان المستمع للأناشيد يجد من نفسه طرباً مع الألحان، وتمايلاً مع المدود والإيقاعات، وتحريكاً للوجد والأشجان، فقد خرج من حال الاعتدال إلى المشابهة بأهل الفسق والعصيان، ومن بديع ما جاء عن العلامة ابن القيم قوله في إغاثة اللهفان (1/ 224): " فلو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكنا، ولا أزعج له ظاهرا ولا باطنا، ولا أثار فيهم وجدا، ولا قدح فيهم من لواعج الشوق إلى الله زندا، حتى إذا تلي عليهم قرآن الشيطان، وولج مزموره أسماعهم، فجرت ينابيع الوجد من قلوبهم على أعينهم فجرت، وعلى أقدامهم فرقصت، وعلى أيديهم فصفقت، وعلى بقية أعضائهم فاهتزت وطربت، وعلى أنفاسهم فتصاعدت، وعلى زفراتهم فتزايدت "

ومن نظر إلى أناشيد هذا الزمان لوجد مصداق ما ذكر هذا الإمام مع هؤلاء المنشدين، فالقوم يتنتنون ويدندنون ويتراقصون ويتمايلون كحال أهل الغناء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الشرط الرابع: ألا تكون ديدن الإنسان بحيث يكب عليها كثيراً.

الشرط الخامس: ألا يتخذها الواعظ الوحيد لقلبه دون أن يرجع إلى وعظ الكتاب والسنة.

الشرط السادس: أن تكون خالية من الآت اللهو، ويستثنى من هذا الدف ليلة الزفاف.

القسم الثالث / الفتاوى:

[نور على الدرب شريط رقم (237) الوجه الأول]

السؤال: بارك الله فيكم هذه رسالة وصلت من مستمع للبرنامج المستمع أبو حمزة من المدينة المنورة يقول فضيلة الشيخ ما حكم الشرع في نظركم في الأناشيد الإسلامية أرجو التوضيح بهذا مأجورين؟

الشيخ: الأناشيد الإسلامية لا يمكن الحكم عليها حتى تسمع وينظر ما موضوع الأنشودة وهل أنشدت على وجه التلحين الغنائي الهابط أو أنشدت على وجه الحداء البعيد عن نغمات الغناء الماجن وتلحينه وهل أنشدت بأصوات جميلة جذابة تثير الفتنة وتحرك الساكن أم أنشدت بأصوات عادية لا يحصل بها الفتنة فإذا كان موضوع الأنشودة جيداً لا محذور فيه ولم تلحن تلحين الأغاني السافلة الهابطة ولم يكن فيها أصوات مؤدية إلى الفتنة فإنه لا بأس بها ولكن بشرط ألا تكون ديدن الإنسان بحيث يكب عليها كثيراً وألا يتخذها الواعظ الوحيد لقلبه دون أن يرجع إلى وعظ الكتاب والسنة فهذه ثلاثة شروط الشرط الأول أن يكون موضوع الأناشيد موضعاً جيداً غير محظور ويلتحق بهذا الشرط أن لا تلحن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير