تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلا حول ولا قوة إلا بالله.< o:p>

فإنما التصوف والتأله والسلوك والسير والمحبة ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الرضا عن الله، ولزوم تقوى الله، والجهاد في سبيل الله، والتأدب بآداب الشريعة من التلاوة بترتيل وتدبر، والقيام بخشية وخشوع، وصوم وقت، وإفطار وقت، وبذل المعروف، وكثرة الإيثار، وتعليم العوام، والتواضع للمؤمنين، والتعزز على الكافرين، ومع هذا فالله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.< o:p>

والعالم إذا عري من التصوف والتأله، فهو فارغ، كما أن الصوفي إذا عري من علم السنة، زل عن سواء السبيل.< o:p>

وقد كان ابن الأعرابي من علماء الصوفية، فتراه لا يقبل شيئًا من اصطلاحات القوم إلا بحجة.< o:p>

(101)

( ترجمة أبي حسن القطان رحمه الله) < o:p>

وسمعته يقول: أصبت ببصري، وأظن أني عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة.< o:p>

قال الذهبي رحمه الله:< o:p>

قلت: صدق والله، فقد كانوا مع حسن القصد، وصحة النية غالبًا، يخافون من الكلام.< o:p>

وإظهار المعرفة والفضيلة، واليوم يكثرون الكلام مع قص العلم، وسوء القصد.< o:p>

ثم إن الله يفضحهم، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه.< o:p>

فنسأل الله التوفيق والإخلاص.< o:p>

(102)

( ترجمة أبي عمر غلام ثعلب رحمه الله) < o:p>

قال أبو الحسن ابن المرزبان: كان أبو محمد بن ماسي من دار كعب ينفذ إلى أبي عمر غلام ثعلب وقتًا بعد وقت كفايته ما ينفق على نفسه، فقطع ذلك عنه مدة لعذر، ثم أنفذ إليه جملة ما كان في رسمه، وكتب إليه يعتذر، فرده، وأمر أن يكتب على ظهر رقعته: أكرمتنا فملكتنا، ثم أعرضت عنا، فأرحتنا.< o:p>

قال الذهبي رحمه الله:< o:p>

قلت: هو كما قال أبو عمر، لكنه لم يجمل في الرد، فإن كان قد ملكه بإحسانه القديم، فالتملك بحاله، وجبر التأخير بمجيئه جملة وباعتذاره، ولو أنه قال: وتركتنا فأعتقتنا، لكان أليق.< o:p>

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .. < o:p>

ـ[خالد البحريني]ــــــــ[02 - 09 - 08, 06:32 م]ـ

جزاك الله خيراً .... ننتظر البقية.

ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[04 - 09 - 08, 03:22 م]ـ

وجزاك الله خيرا أخي خالد ..

ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[04 - 09 - 08, 03:23 م]ـ

(103)

(ترجمة ابن حبان رحمه الله)

سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد، سمعت أبي يقول: أنكروا علي أبي حاتم ابن حبان قوله: النبوة: "العلم والعمل"

فحكموا عليه بالزندقة، هجر، وكتب فيه إلى الخليفة، فكتب بقتله.

قال الذهبي رحمه الله:

قلت: هذه حكاية غريبة، وابن حبان فمن كبار الأئمة، ولسنا ندعي فيه العصمة من الخطأ، لكن هذه الكلمة التي أطلقها، قد يطلقها المسلم، ويطلقها الزنديق الفيلسوف، فإطلاق المسلم لها لا ينبغي، لكن يعتذر عنه، فنقول: لم يرد حصر المبتدأ في الخبر، ونظير ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (الحج عرفة) ومعلوم أن الحاج لا يصير بمجرد الوقوف بعرفة حاجًا، بل بقي عليه فروض وواجبات، وإنما ذكر مهم الحج.

وكذا هذا ذكر مهم النبوة، إذ من أكمل صفات النبي كمال العلم والعمل، فلا يكون أحد نبيًا إلا بوجودهما، وليس كل من برز فيهما نبيًا، لان النبوة موهبة من الحق تعالى، لا حيلة للعبد في اكتسابها، بل بها يتولد العلم اللدني والعمل الصالح.

وأما الفيلسوف فيقول: النبوة مكتسبة ينتجها العلم والعمل، فهذا كفر، ولا يريده أبو حاتم أصلا، وحاشاه، وإن كان في تقاسيمه من الأقوال، والتأويلات البعيدة، والأحاديث المنكرة، عجائب، وقد اعترف أن "صحيحه" لا يقدر على الكشف منه إلا من حفظه، كمن عنده مصحف لا يقدر على موضع آية يريدها منه إلا من يحفظه.

(104)

(ترجمة ابن أبي شريح رحمه الله)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير