تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقيل له ابن احدى عشرة سنة, ثم سأل عنه فاذا هو من ولد سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهم, فأثنى عليه خيرا ودعا له.

بين مكحول ويزيد بن عبد الملك

جلس التابعي الجليل مكحول عالم أهل الشام في مجلسه يلقي درسه كعادته وحوله طلاب العلم يأخذون عنه, اذ أقبل الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك في زينته وتبختره وجاء الى حلقة مكحول, فأراد الطلاب أن يوسعوا له.

فقال مكحول: دعوه يتعلم التواضع.

(سير أعلام النبلاء 5\ 150).

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[13 - 08 - 08, 07:36 م]ـ

بين طاووس وهشام بن عبد الملك

إن هشام بن عبد الملك قدم حاجا إلى مكة فلما دخلها قال: ائتوني برجل من الصحابة.

فقيل: يا أمير المؤمنين قد تفانوا.

فقال: من التابعين.

فأتي بطاووس اليماني العالم الجليل رحمه الله.

فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يسلم عليه بإمرة المؤمنين.

ولكن قال: السلام عليك يا هشام. ولم يكنه وجلس بإزائه.

وقال: كيف أنت يا هشام؟ فغضب هشام غضبا شديدا حتى همّ بقتله.< o:p>

فقيل له: أنت في حرم الله وحرم رسوله, ولا يمكنك ذلك.

فقال: يا طاووس, ما الذي حملك على ما صنعت؟.

قال: وما الذي صنعت.

قال هشام: خلعت نعليك بحاشية بساطي ولم تقبّل يدي ولم تسلم بإمرة المؤمنين ولم تكنني وجلست بإزائي دون إذني وقلت كيف أنت يا هشام؟!.

فقال: أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك فاني أخلعها بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات ولا يعاقبني ولا يغضب عليّ, وأما قولك لم تقبّل يدي فاني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: لا يحلّ لرجل أن يقبّل يد أحد إلا امرأته من شهوة أو ولده من رحمة.

وأما قولك لم تسلم عليّ بإمرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بإمرتك, فكرهت أن أكذب, وأما قولك لم تكنني فان الله سمّى أنبياءه وأولياءه فقال يا داود ويا يحيى ويا عيسى, وكنّى أعداءه فقال تبّت يدا أبي لهب وتب. وأما قولك جلست بازائي فاني سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول: إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام.

فقال هشام: عظني.

قال: سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول: إن في جهنّم حيّات كالقلال وعقارب كالبغال تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيّته. ثم قام وخرج.

(وفيّات الأعيان 2\ 510).

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 05 - 09, 11:01 ص]ـ

بين طاووس والمنصور:

ورد أن أبا جعفر المنصور استدعى طاووس _احد علماء عصره_ ومعه مالكبن أنس_ رحمهما الله تعالى. فلما دخلا عليه, أطرق ساعة ثم التفت الى طاووس.

فقال له: حدثني عن أبيك يا طاووس (ابن كيسان التابعي).

فقال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في حكمه فأدخل عليه الجور في عدله".

فأمسك ساعة.

قال مالك: فضممت ثيابي مخافة أن يملأني من دمه.

ثم التفت اليه أبو جعفر, فقال: عظني يا طاووس.

قال: نعم يا أمير المؤمنين, ان الله تعالى يقول: {ألم ترى كيف فعل ربك بعاد * ارم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد* وثمود الذين جابوا الصخر بالواد* وفرعون ذي الأوتاد* الذين طغوا في البلاد* فأكثروا فيها الفساد* فصبّ عليهم ربك سوط عذاب* ان ربك لبالمرصاد}.

قال مالك: فضممت ثيابي مخافة أن يملأني من دمه. فأمسك عنه ثم قال: ناولني الدواة, فأمسك ساعة حتى اسودّ ما بيننا وبينه, ثم قال: يا طاووس, ناولني هذه الدواة.

فأمسك عنه.

فقال: ما يمنعك أن تناولنيها؟.

فقال: أخشى أن تكتب بها معصية لله فأكون شريكك فيها. فلما سمع ذلك قال: قوما عني.

قال طاووس: ذلك ما كنا نبغ منذ اليوم.

قال مالك: فما زلت أعرف لطاووس فضله.

(تذكرة الحفاظ 1\ 160. وفيات الأعيان 2\ 511).

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 05 - 09, 11:17 ص]ـ

بين ابن أبي ذؤيب وأبي جعفر المنصور

عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى, قال: حدثني عمي محمد بن علي قال: اني لحاضر مجلس أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور وفيه ابن أبي ذؤيب وكان والي المدينة الحسن بن يزيد.

قال: فأتى الغفاريون فشكوا الى أبي جعفر شيئا من أمر الحسن بن يزيد.

فقال الحسن: يا أمير المؤمنين, سل عنهم ابن أبي ذؤيب.

قال: نسأله.

فقال: ما تقول فيهم يا ابن أبي ذؤيب؟.

فقال: أشهد أنهم يحطمون في أعراض الناس, كثيرو الأذى عليهم.

فقال أبو جعفر: أفسمعتم؟.

فقال الغفاريون: يا أمير المؤمنين, سله عن الحسن بن يزيد.

فقال: يا ابن أبي ذؤيب, ما تقول في الحسن بن يزيد؟.

فقال: أشهد أنه يحكم بغير الحق ويتبع هواه.

فقال: سمعت يا حسن ما قال فيك وهو الشيخ الصالح؟.

فقال: يا أمير المؤمنين, سله عن نفسك.

فقال: ما تقول فيّ؟.

قال: تعفيني يا أمير المؤمنين.

قال: أسألك بالله الا أخبرتني؟.

قال: تسألني بالله كأنك لم تعرف نفسك!!.

قال: والله لتخبرني؟.

قال: أشهد أنك أخذت المال من غير حقه فجعلته في غير أهله وأشهد أن الظلم ببابك فاش.

قال: فجاء أبو جعفر من موضعه حتى وضع يده في قفا ابن أبي ذؤيب فقبض عليه.

ثم قال: أما والله لولا أني جالس ههنا لأخذت فارس والروم والديلم والترك بهذا المكان منك.

قال: فقال ابن أبي ذؤيب: يا أمير المؤمنين قد ولّي أبو بكر وعمر وأخذا الحق وقسما بالسوية وأخذا بأقفاء فارس والروم وأصغرا أنوفهم.

قال: فخلّى أبو جعفر قفاه وخلى سبيله.

قال: والله لولا أني أعلم أنك صادق لقتلتك.

فقال ابن أبي ذؤيب: والله يا أمير المؤمنين اني لأنصح لك من ابنك المهدي.

قال: فبلغنا أن ابن أبي ذؤيب لما انصرف من مجلس المنصور لقيه سفيان الثوري.

فقال: يا أبا الحارث: لقد سرّني ما خاطبت به هذا الجبار ولكن ساءني قولك له "ابنك المهدي".

فقال: يغفر الله لك يا أبا عبد الله كلنا مهدي, كلنا كان في المهد.

(الاحياء الجزء السابع ص 27)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير