ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[05 - 05 - 09, 02:19 ص]ـ
أحسنتم أخونا جهاد .... بارك الله فيك ونفع بك ....
قال الجرجاني:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ...... ولو عظّموه في النفوس لعظّما
ولكن أهانوه وهانوا ودنّسوا ........ محياه بالأطماع حتى تجهّما
والله المستعان ......
اللهم اجعل مانتعلّمه حجة لنا لا علينا ..... يارب .....
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:41 م]ـ
وفيكم بورك أخي الكريم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:42 م]ـ
بين أبي حنيفة والمنصور (1)
انتفض أهل الموصل على أبي جعفر المنصور, وقد اشترط المنصور عليهم أنهم ان انتفضوا تحل دماؤهم له, فجمع المنصور الفقهاء وفيهم الامام أبو حنيفة.
فقال: أليس صحيحا أنه عليه السلام قال/"المؤمنون عند شروطهم"؟ وأهل الموصل قد شرطوا ألا يخرجوا عليّ, وقد خرجوا على عاملي وقد حلذت دماؤهم.
فقال رجل منهم: يدك مبسوطة عليهم وقولك مقبول فيهم, فان عفوت فأنت أهل العفو وان عاقبت فبما يستحقون.
فقال لأبي حنيفة: ما تقول أنت يا شيخ؟ ألسنا في خلافة نبوة وبيت أمان؟.
فأجاب: انهم شرطوا لك ما لايملكون (وهو استحلال دمائهم) وشرطت عليهم ما ليس لك, لأن دم المسلم لا يحل الا بأحد معان ثلاث*.
فأمرهم المنصور بالقيام فتفرقوا فدعاه وحده.
فقال: يا شيخ, القول ما قلت. انصرف الى بلادك ولا تفت الناس بما هو شين على امامك فتبسط أيدي الخوارج.
*يشير الامام أبي حنيفة رحمه الله تعالى الى قوله عليه الصلاة والسلام:" لا يحلّ دم امرىء مسلم الا باحدى ثلاث: الثيّب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة". متفق عليه.
(المناقب لابن الجوزي ج2 ص 17)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:44 م]ـ
بين أبي حنيفة المنصور (2)
أراد أبو جعفر المنصور أن يولّي أبا حنيفة القضاء فأبى, فحلف عليه ليفعلنّ, فحلف أبو حنيفة ألا يفعل, فقال الربيع بن يونس الحاجب: ألا ترى أمير المؤمنين يحلف؟.
فقال أبو حنيفة: أمير المؤمنين على كفارة أيمانه أقدر مني على كفارة أيماني, وأبى أن يلبّي الأمر.
قال الربيع: رأيت المنصور ينازل أبا حنيفة في أمر القضاء وهو يقول: اتق الله ولا ترعي أمانتك الا من يخاف الله, والله ما أنا مأمون الرضا فكيف أكون مأمون الغضب؟ لو اتجه الحكم عليك, ثم هددتني أن تغرقني في الفرات أو تلي الحكم لاخترت أن أغرق, ولك حاشية يحتاجون من يكرمهملك, ولا أصلح لذلك فقال له: كذبت أنت تصلح, فقال له: قد حكمت لي على نفسك, كيف يحل لك أن تولي قاضيا على أمانتك وهو كذاب؟! ,
(وفيات الأعيان 5\ 407).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:47 م]ـ
بين الأوزاعي وعبد الله بن علي
لما دخل عبد الله بن علي دمشق, بعد أن أجلى بني أميّة عنها, طلب الأوزاعي, فتغيّب عنه ثلاثة أبام, ثم حضر بين يديه, قال الأوزاعي: دخلت عليه وهو على سريره وفي يده خيزرانة والمسودة عن يمينه وشماله معهم السيوف مصلتة, والغمد والحديد, فسلمت عليه فلم يرد. نكت بتلك الخيزرانة التي في يده.
ثم قال: يا أوزاعي ما ترى فيما صنعناه من ازالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد؟ أجهادا ورباطا هو؟
فقلت: أيها الأمير سمعت يحيى بن سعيد الأنطاري التيمي يقول: سمعت محمد بن ابراهيم يقول سمعت علقمة بن وقاص يقول: قال عمر بن الخطاب رضي الله عن سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول:" انما الأعمال بالنيّات وانما لكل امرىء ما نوى, فمن كانت هجرته الى الله ورسوله, فهجرته الى الله ورسوله, ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه".*
فنكت بالخيزرانة أشدّ ما ينكت وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم.
ثم قال: يا أوزاعي ما تقول في دماء بني أميّة؟
فقلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يحلّ دم امرىء مسلم الا باحدى ثلاث, النفس بالنفس, والثيّب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة".*
فنكت أشد من ذلك.
ثم قال: ما تقول في أموالهم؟.
قلت: ان كانت في أيديهم فهي حرام عليك أيضا, وان كانت حلال فلا تحل لك الا بطريق شرعي.
فنكت أشد ما ينكت قبل ذلك.
ثم قال: ألا نوليك القضاء؟.
قلت: ان أسلافك لم يكونوا يشقون عليّ في ذلك, اني أحب ما ابتدأوني به من الاحسان.
فقال: كأنك تحب الانصراف؟.
¥