(مقال بين خليفة وقاض في مجلة الأزهر لشهر رمضان 1371 للأستاذ عبد الحميد لبعبادي, وانظر الاسلام بين العلماء والحكام 93)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 08 - 09, 11:40 ص]ـ
بين عبد القادر الكيلاني والمقتفي
وهذا الشيخ عبد القادر الكيلاني _ رحمه الله تعالى_ يقف على منبره محاسبا المقتفي لأمر الله, ومنكرا عليه توليه يحيى بن سعيد المشهور بابن المزاحم الظالم القضاء, فقال له مخاطبا: ولّيت على المسلمين أظلم الظالمين وما جوابك غدا عند أرحم الراحمين؟.
فارتعد الخليفة وعزل المذكور لوقته.
(قلائد الجواهر ص8).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 08 - 09, 11:43 ص]ـ
بين العز بن عبد السلام ونجم الدين أيوب
كان لمماليك الأراك نفوذ في الدولة الاسلامية في أواخر حكم العباسيين, وامتد نفوذهم حتى أصبحوا امراء في الدولة أيام حكم نجم الدين أيوب في مصر, وكان الشيخ العز قاضيا للقضاة فيها, وقام_ رحمه الله_ مصلحا لأمر القضاء منفذا بحزم أحكام الشرع, لا تأخذه في ذلك لومة لائم, فنظر في حقيقة قضية أولئك الأمراء التي أثارها هو ثم أصدر قضاءه الآتي:
قال السبكي: ذكر كائنة الشيخ مع أمراء الدولة من الأتراك وهو جماعة, ذكروا أن الشيخ لم يثبت عنده أنهم أحرار وأن حكم الرق مستصحب عليهم لبيت مال المسلمين. فبلغهم ذلك, فعظم الخطب فيه واحتدم الأمر, والشيخ مصمم لا يصحح لهم بيعا ولا شراء ولا نكاحا, وتعطلت مصالحهم بذلك, وكان من جملتهم نائب السلطنة فاشتاط غضبا واجتمعوا وأرسلوا اليه.
فقال: نعقد لكم مجلسا وينادى عليكم لبيت مال المسلمين ويحصل عتقكم بطريق شرعي, فرفعوا الأمر الى السلطان, فبعث اليه فلم يرجع فجرت من السلطان كلمة فيها غلظة, حاصلها الانكار على الشيخ في دخوله في هذا الأمر, وأنه لا يتعلّق به, فغضب الشيخ وحمل حوائجه على حمار, وأركب عائلته على حمير أخرى, ومشى خلفهم من القاهرة قاصدا الشام فلم يصل الى نحو نصف بريد حتى لحقه غالب المسلمين, لم تكد امرأة ولا صبي ولا رجل لا يؤبه له يتخلف, ولا سيما العلماء والصلحاء والتجار وأنحاؤهم, فبلغ السلطان الخبر, وقيل له متى راح ذهب ملكك قبله, فرجع واتفق معه على أن ينادى على الأمراء فأرسل نائب السلطنة بالملاطفة, فلم يفد فيه, فانزعج النائب.
فقال: ميف ينادي علينا هذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض؟ والله لأضربنّه بسيفي هذا.
فركب بنفسه في جماعة, وجاء الى بيت الشيخ والسيف مسلول في يده, فطرق الباب, فخرج ولد الشيخ .. فرأى من نائب السلطنة ما رأى فعاد الى أبيه وشرح له الحال, فما اكترث لذلك ولا تغيّر.
وقال: يا ولدي أبوك أقلّ من أن يقتل في سبيل الله, ثم خرج كأنه قضاء الله قد نزل على نائب السلطنة, فحين وقع بصره على النائب وسقط السيف منها ارتعدت مفاصله, فبكى وسأل الشيخ أن يدعو له, وقال: يا سيدي, خير أي شيء تعمل؟.
قال: أنادي عليكم وأبيعكم.
قال: ففيم تصرف ثمنا؟.
قال: في مصالح المسلمين.
قال: من يقبضه؟.
قال: أنا. فتمّ له ما أراد ونادى على الأمراء واحدا واحدا وغالى في ثمنهم وقبضه وصرفه في وجوه الخير _ وهذا لم يسمع قبله أحد رحمه الله ورضي عنه.
(الاسلام بين العلماء والحكام 197).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 08 - 09, 11:44 ص]ـ
بين العز بن عبد السلام والصالح اسماعيل
ان خلافا نشأ واشتد, وخصاما طفق منذرا بالكيد والحرب بين الأخوين: سلطان الشام الملك الصالح اسماعيل, وسلطان مصر الصالح نجم الدين أيوب وقد أوجس اسماعيل خيفة من نجم الديت أيوب فاستعان بالصليبين أعداء الاسلام, وتحالف معهم على قتال أخيه, وأعطاهم مقابل ذلك مدينة صيدا على رواية المقريزي وغيره, وأمعن اسماعيل في هذه الخيانة فسمح للصليبين أن يدخلوا دمشق ويشتروا منها السلاح وآلات الحرب وما يريدون, وأثار هذا الصنيع المنكر استياء المسلمين وعلماءهم. فهب الشيخ العز بن عبد السلام واقفا في وجه الخيانة والخائنين, وأفتى بتحريم بيع السلاح لهم, وصعد على منبر جامع الأموي بدمشق في يوم الجمعة, حيث كان خطيبه الرسمي وأعلن الفتوى وشدد في الانكار على السلطان بومئذ, وصار يدعو بدعاء " اللهم أبرم لهذه الأمة ابرام رشد يعز فيه أولياؤك ويذل فيه أعداؤك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك" والمصلون يضجون بالتأمين على دعائه, ولم يكن السلطان حاضرا لتلك الخطبة, اذ كان خارج
¥