فمن الضروري -ليكون الاعتكاف ناجحًا- أن يضع القائمون عليه تصورا شاملا لما يرجون أن يكون عليه الاعتكاف مثل: وضع برنامج واضح ومحدد له وتحديد مكان الاعتكاف بالمسجد وتجهيز هذا المكان ليكون صالحًا لإقامة المعتكفين ومن الضروري أيضًا وضع ميزانية متوقعة لهذا الاعتكاف ووضع تصور لكيفية تدبير هذه الميزانية وكذلك أمور الطعام والشراب وغير ذلك من التفاصيل التي يحتاجها الاعتكاف.< O:P>
ثانيًا- حسن الإعلان< O:P>
وذلك بالإعلان عن الاعتكاف في المسجد المقام فيه أو المساجد الأخرى وفي أماكن التجمعات الشبابية مثل الأندية والمدارس ... إلخ وليكن شكل الدعاية جذابًا كأن تكون ملصقًا مصممًا بشكل لافت للنظرأو مطوية صغيرة بها برنامج الاعتكاف والتفاصيل الأخرى الخاصة به.< O:P>
ثالثًا- استضافة عالم قدوة< O:P>
كذلك من الأفكار التي يمكن أن تُعطي للاعتكاف فائدة تربوية كبيرة أن ندعو أحد العلماء أو الدعاة المشهود لهم بالعلم والصلاح وحسن الخلق للاعتكاف مع المعتكفين فمعايشة المعتكفين لمثل هذا العالم أو الداعية القدوة سيكون لها أثر كبير في الارتقاء بهم في الجوانب الروحية والعبادية والسلوكية وغير ذلك فمخالطة الصالحين ومعايشتهم لها عميق الأثر في نفوس من حولهم وإن لم ينطقوا بكلمة واحدة ولذا قال أحد السلف الصالح رضوان الله عليهم: "حال رجل في ألف رجل أبلغ من مقال ألف رجل في رجل" وقيل أيضًا: "مجالسة العارف الزاهد تدعو من 6 إلى 6: من الشك إلى اليقين ومن الرياء إلى الإخلاص ومن الغفلة إلى الذكر ومن الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة ومن الكبر إلى التواضع ومن سوء الطوية إلى النصيحة" فلنحرص على وجود هذا العالم أو الداعية النموذج بين صفوف المعتكفين لينهلوا من علمه وصلاحه.< O:P>
رابعًا- عند وضع البرنامج< O:P>
هناك عدة أمور من الضروري مراعاتها عند وضع برنامج الاعتكاف مثل:< O:P>
- ظروف وأوقات المعتكفين: فمثلاً إذا كان من المعتكفين من سيذهب لعمله أو مدرسته فلا بد من الابتعاد عن هذه الأوقات في تنفيذ فقرات الاعتكاف المجمعة حتى لا يحرم هؤلاء من خيرات هذه الفقرات.< O:P>
- طبيعة المعتكفين وحاجاتهم: فمثلا لو كان المعتكفون من الأطفال فإنهم يحتاجون إلى تناول موضوعات غير التي يتم تناولها مع الكباروإذا كانوا حديثي عهد بالتدين فإنهم يحتاجون إلى موضوعات مختلفة عن التي يحتاجها من عرف التدين منذ زمن بعيد، وهكذا فمن الضروري التنبؤ بطبيعة المعتكفين قبل وضع البرنامج أو تعديل فقراته وموضوعاته.< O:P>
- الاهتمام بتأصيل كل عمل يتم في الاعتكاف، من ذكر فضله، وتوضيح السنة فيه، وذلك في الصلاة، والنوافل، والقرآن، والأذكار، والطعام، والشراب، والنوم، وكل شيء.< O:P>
خامسًا- الاعتكاف أفكار وفقرات< O:P>
هذه بعض الأفكار للفقرات التي يمكن أن تنفذ أثناء الاعتكاف:< O:P>
1- كلمة البدء والافتتاح:< O:P>
وتشمل هذه الكلمة التذكير بفضائل الاعتكاف وما يجنيه المرء من فوائد عظيمة من خلال هذا الاعتكاف وتناول بعض الأحكام الخاصة به كما يتم فيها التذكير بإخلاص النية لله تعالى وكذلك التأكيد على أن يحرص المعتكفون على الاستفادة من كل لحظة تمر بهم في التزود بطاعة من الطاعات ويوضح في هذه الكلمة النظام العام الذي سيكون عليه الاعتكاف.< O:P>
2- مشاريع عباديّة:< O:P>
فمن الضروري أن يكون هناك تشجيع وتحفيز للمعتكفين على الإكثار من الخيرات كالإكثار من النوافل ومن تلاوة القرآن والمداومة على ذكر الله والابتعاد عن فضول الكلام ... إلخ ومن الممكن أن يتم ذلك من خلال وضع مشروع عبادي محدد لكل يوم فمثلاً مشروع اليوم الأول: تلاوة عدد كبير من أجزاء القرآن مع التدبر واليوم الثاني: ذكر الله بعدد كبير ومتنوع من الأذكار واليوم الثالث: مراجعة عدد كبير من آيات القرآن التي كان يحفظها المعتكفون واليوم الرابع: صلاة عدد كبير من ركعات النوافل من باب التطوع المطلق، وهكذا كل يوم مشروع يحفز المعتكفين على الانشغال بطاعة من الطاعات.< O:P>
¥