تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما دليل السّنة فإن النّبي - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان واعتكف العشر الوسطى كما في الصحيح من حديث أبي موسى - ونزل عليه الوحي وذلك في آخر ليلة من ليالي العشر الوسطى نزل عليه جبريل - تعالى - وقال: ((يا محمد إن الذي تطلبه أمامك)) يعني ليلة القدر. فأمر عليه الصلاة والسلام أصحابه أن يعتكفوا معه العشر الأواخر فدلّ هذا على مشروعيّة الاعتكاف فثبت الاعتكاف بالقول من سنّة النّبي - صلى الله عليه وسلم - وثبت بالفعل وكان عليه الصلاة والسلام يفعل الاعتكاف. < O:P>

وأجمع العلماء – رحمهم الله – على مشروعيّة الاعتكاف وأنه قربة لله - تعالى - وطاعة لله - عز وجل - ويتأكّد استحباب هذه العبادة العظيمة في العشر الأواخر من شهر رمضان وهي جائزة في سائر السَنّة يجوز للمسلم أن يعتكف في المسجد في أي ليلة وفي أي يوم وفي أي ساعة على الصحيح: أن الاعتكاف ليس له حد أدنى لعدم عدم ثبوت التحديد والتأقيت ولذلك لا يتقيد بزمان وهذا مذهب الأئمة الأربعة - رحمهم الله - على مشروعية الاعتكاف في سائر السنة وليس مخصوصا في رمضان وأنه يجوز للمسلم أن يعتكف في أيّ يوم أو في أي ليلة ما عدا من يشترط الصوم فإنه يمنع إذا كان يوما محظورا على المسلم أن يصومه. < O:P>

ويتأكّد الاستحباب في العشر الأواخر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأواخر وقد ثبت عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قضى اعتكافه في رمضان في شوّال وهذا يدلّ على مشروعية الاعتكاف في سائر السَنّة لأنه أنزل ليالي في شوال منزلة الليالي من رمضان فدل هذا على صحة الاعتكاف في سائر السنة. < O:P>

والإجماع منعقد على أن هذه العبادة والطاعة مما يتقرّب بها إلى الله - تعالى - إذا حفظ العبد حدودها وقام بحقوقها وأداها على وجهها نال بركتها وخيرها فعظم ثوابه وحسن جزاؤه عند الله - عز وجل - ولذلك قلّ أن ترى عينك رجلا قام بالاعتكاف على وجهه إلا وجدت أثره في نفسه وفي قوله وعمله. < O:P>

ومن الناس من يخرج من اعتكافه صالح الحال سائر السَنّة ومن الناس من يخرج بالقليل والكثير وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء نسأل الله العظيم ربّ العرش الكريم أن يجعل لنا من فضله أوفر الحظ والنصيب والله تعالى أعلم. < O:P>

س2: فضيلة الشيخ: هل الاعتكاف واجب وإذا لم يكن واجبا فمتى يحكم بوجوبه وما هي الشروط التي ينبغي توفرها لصحة الاعتكاف وجزاك الله كل خير؟ < O:P>

الاعتكاف ليس بواجب بل هو قربة وسنة مستحبة وليس هناك دليل يدل على الإلزام بالاعتكاف وإنما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - طلبا للأفضل والأكمل والتماسا لليلة القدر في العشر الأواخر. < O:P>

وأما متى يكون واجبا؟ فإن الاعتكاف يكون واجبا بالنذر فإذا نذر الإنسان أن يعتكف فإنه يوفي بنذره لأن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الحديث الصحيح: ((من نذر أن يطيع الله فليطعه)). < O:P>

فهذا أمر يقتضي وجوب الوفاء بالنذر وثبت عنه - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح حينما سأله عمر عن أنه نذر في الجاهلية أن يعتكف فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يوفي بنذره فهذا يدل على أن الاعتكاف يكون واجبا في حال النذر < O:P>

واختلف العلماء - رحمهم الله - لو كان الاعتكاف نافلة وطاعة فدخل فيها المكلف: هل الشروع في النافلة يُصيّرها فريضة - وقد تقدمت معنا هذه المسألة - وبيّنا أن هناك عبادات نص الشرع على أن الدخول في نافلتها يُصيّرها فريضة ويلزم إتمامها كما في الحج والعمرة وأن هناك عبادات تبقى على الأصل كما في الحديث عنه - عليه الصلاة والسلام - في الصوم أنه قال: ((المتطوع أمير نفسه)). < O:P>

فهذا الحديث أصل عند طائفة من العلماء - رحمهم الله - على أن المتطوع أمير لنفسه إن شاء أتم وإن شاء لم يتم ولا شك أن الأفضل والأكمل أن يتم العبد طاعته لله - تعالى -. < O:P>

أما الشروط التي ينبغي توفرها في المعتكف: < O:P>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير