تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأولا: يشترط الإسلام فلا يصح الاعتكاف من كافرلأن الله - عز وجل - أحبط الأعمال بالكفر كما قال عز وجل: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا}. فأحبط الله الأعمال بالكفر فلا يصح اعتكاف الكافر. < O:P>

ثانيا: يشترط العقل فلا يصح الاعتكاف من مجنون ولا يصح الاعتكاف من سكران غائب العقل. < O:P>

وثالثا: يشترط النية فلا يصح الاعتكاف إلا بالنية فلو أنه دخل المسجد ومكث فيه ليالي العشر ولم يستحضر أنه معتكف ولم ينوِ الاعتكاف فإنه يُعتبر متقربا لله - تعالى - مطيعا ممتثلا ولكنه ليس بمعتكف لأنه لم ينوِ الاعتكاف فلا يصح الاعتكاف إلا بنيّة لأن النبّي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)). < O:P>

كذلك يشترط في المعتكف: أن يكون طاهرا من الحدث الأكبر من: الجنابة والحيض والنفاس فلا يصح الاعتكاف من الجُنُب وكذلك الحائض والنفساء ولكن المعتكف إذا أجنب خرج واغتسل ثم رجع إلى المسجد ولا يقطع ذلك اعتكافه لوجود العذر الشرعي. < O:P>

وكذلك المرأة إذا اعتكفت ثم نزل عليها الحيض خرجت من مسجدها واعتكافها. < O:P>

كذلك أيضا يشترط في الاعتكاف: أن يكون في المسجد فلا يصح الاعتكاف في غير المسجد؛ لأن الله - تعالى - خص الاعتكاف في المساجد؛ فقال سبحانه: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}. < O:P>

فدل على أن محل الاعتكاف إنما هو المسجد فإذا استتمّت هذه الشروط فإنه يحكم بصحة الاعتكاف واعتباره واختلف في شرط الصوم فالصحيح عدم لزومه. والله تعالى أعلم. < O:P>

س3: فضيلة الشيخ: لا يخفى أن المساجد تتفاوت في الفضيلة فما هو الضابط في تفضيل المساجد بعضها على بعض في الاعتكاف وأيها يقدم المعتكف ويحرص عليه مع ذكر الدليل على تلك الضوابط من الكتاب والسنة. وجزاكم الله كل خير؟ < O:P>

أول المساجد فضلا وأعظمها أجرا وأعلاها قدرا البيت الحرام فمسجد الكعبة هو أعظم المساجد وأفضلها على الإطلاق لأنه اجتمعت فيه فضائل لا توجد في غيره: < O:P>

فأولا: أن الطواف لا يشرع إلا فيه وهذه فضيلة لا توجد في غير المسجد الحرام والطواف من أجل القربات لله - عز وجل -. < O:P>

وثانيا: مضاعفة الصلاة فيه أكثر من غيره فالصلاة في مسجد الكعبة بمائة ألف صلاة وهذه فضيلة لا توجد في غيره كما نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك. < O:P>

وثالثا: قِدَمه لأنه أول بيت وضع للناس وهو مسجد الكعبة والأقدم مقدّم على غيره - كما سيأتي في ضوابط التفضيل بين المساجد -. فالأفضل مسجد الكعبة ثم يليه مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن الصلاة فيه بألف وهذه فضيلة لا توجد في غيره ما عدا المسجد الحرام ولذلك يفضل مسجد المدينة على ما سواه من المساجد بعد مسجد الكعبة ثم المسجد الأقصى لورود الفضل فيه والصلاة فيه بخمسمائة وكذلك ينظر في التفضيل إلى أصول وضوابط دلت عليها أدلة الكتاب والسنة: < O:P>

فأولها: قِدَم المسجد فإذا كان المسجد أقدم فإنه أفضل وأولى بالاعتكاف والدليل على ذلك قوله تعالى: {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ} فبيّن عز وجل في هذه الآية الكريمة أن المسجد الأقدم أحقّ أن يقوم الإنسان فيه بالعبادة وهذا أخذ منه الأئمة - رحمهم الله - تفضيل المسجد الأقدم. < O:P>

كذلك أيضا: يفضل المسجد الأكثر عددًا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت في الحديث الصحيح عنه أنه قال: ((صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الواحد وما كان أكثر فهو أزكى)) < O:P>

ففضّل الصلاة مع كثرة العدد فتفضل المساجد التي هي أكثر عددا لوجود هذه الفضيلة الثابتة في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -. < O:P>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير