تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يها وينبغي تذكير الناس فيها، وأن يهيئ للمعتكفين في وقت الراحة من يحرصهم ويمنع من يشوش عليهم؛ لأن هؤلاء جاءوا لقصد عظيم، وطاعة جليلة ومن يعينهم على ذلك فهو مثاب شرعا فنوصي لهؤلاء أن يتقوا الله.

أما حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - مع صفية فأين هذا من هذا؟! وهل جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - مع امرأته يتحدث بصوت عال يشوش على الصحابة - رضوان الله عليهم - حاشا وكلا وأين أنت من رسول الهدى - عليه الصلاة والسلام - الذي هو أخشى لله - تعالى - وأشد حياء من العذراء في خدرها - صلوات الله وسلامه عليه - كان على الأكمل والأفضل فلا تنسب للسنة ما ليس بصحيح ولا تستدل بحديث عن هوى.الأحاديث لها دلالات ينبغي أن تقيد بضوابط العلماء وأصولهم ولا يستدل بحديث على عمومه هكذا هذه أذية وضرر ولا يجوز أن يؤذي المسلم ويضر. والله تعالى أعلم.

س14: فضيلة الشيخ لو أصاب المعتكف مرض فهل يخرج من اعتكافه وإذا خرج فهل يقطع خروجه التتابع أم أنه لا يزال معتكفا، وما هو الضابط في ذلك. وجزاكم الله كل خير؟

المرض على قسمين:

القسم الأول: أن يكون مرضا يسيرا يمكن الصبر عليه مثل: الصداع مثل: أذى الأسنان كما ذكر العلماء في بعض أحواله فهذا يصبرويحتسب عند الله - تعالى - الأجر وهو مثاب.

النوع الثاني من المرض: المرض المزعج المقلق أو المؤذي للمسجد مثلا أن يكون معه استطلاق في البول - أكرمكم الله - أو استطلاق في العذرة الغائط فهذا لا يمكنه أن يجلس في المسجد فإذا كان المرض مضرا خرج من المسجد ولم يقطع ذلك التتابع وعلى هذا يفصل في المرض. والصحيح أنه إذا خرج أثناء خروجه يتقيد بقدر الحاجة والضرورة ولا يفعل شيئا يخل بالاعتكاف. والله تعالى أعلم.

س15: هل الصعود إلى سطح المسجد للصلاة فيه يبطل الاعتكاف أو لا وهل الأفضل في المسجد الحرام الصلاة في الدورالأرضي أو الدور العلوي مع ذكر الدليل في هذه المسألة والتفصيل فيها. وجزاكم الله كل خير؟

الصعود إلى سطح المسجد فيه تفصيل:

إذا كان من داخل المسجد أو السلالم المرتبطة بداخل المسجد لم يؤثر أما إذا كان في صعوده يحتاج أن يخرج من باب المسجد حتى يصعد من باب خاص من المصاعد فهذا يؤثر ولذلك ينبغي أن يفصل في مسألة الصعود بهذا التفصيل لأنه يكون في هذه الحالة قد خرج من المسجد والأصل في المعتكف أن لا يخرج.

وأما مسألة: هل الدور الأول أفضل أو الثاني أو السطح؟ فالأفضل الدور الأول، والأقدم أفضل؛ لأن الله تعالى يقول: {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فيه رجال}.

فالمسجد القديم أفضل وأحق بالقيام به كما نص الله - تعالى - ثم بعد ذلك الأقرب فالأقرب فإذا حصل ازدحام أو في أحوال خاصة مثلا في شدة الزحام الطواف يصعد إلى الدور الثاني حتى لا يؤذوه الناس بذهابهم والطائفون لا يمرون بين يديه ويزعجوه ويؤثر على خشوعه فحينئذ هذه أحوال خاصة لكن الأصل العام أن القديم مقدم على الجديد. والله تعالى أعلم.

س16: يتشدد البعض في اعتكافه إلى درجة يلتزم فيها الصمت ولا يكلم أحدا ولا يختلط بأحد ويتساهل البعض في اعتكافه فيدمن الجلوس مع الآخرين ولا يبالي باغتنام الوقت في ذكر الله. نرجو التوجيه وجزاكم الله كل خير؟

الوسط من الإنسان يعطي العبادة حقها ويعطي الأنس حقه فإن النبي- صلى الله عليه وسلم - كان على هذا الوسط، ولذلك جاءته صفية - رضي الله عنها - فحدثها وحدثته - رضي الله عنها -، ولم ينقض ذلك اعتكافه، ولم يؤثر في الاعتكاف وسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا التوسعة على المعتكف وخرج بهذا عن ضيق الرهبانية ولذلك كان يدني رأسه إلى أم المؤمنين عائشة فترجله وهو معتكف بالمسجد - صلوات الله وسلامه عليه -.

فالوسط أن الإنسان يصلي أوقات الجد، أوقات العبادة عبادة في بعض الأوقات يريد الإنسان أن يروح عن نفسه يستجم بعض الشيء يجلس مع أخيه يستفيد منه يفيده يذهب إلى حلقة يسمع فيها الشيء يذكره بالله - تعالى - يستمع إلى قارئ يقرأ القرآن يستمع إلى أخيه يتكلم في أمر فيه فائدة، هذا بقدر.

وأما بالنسبة للإفراط في الغلو والتشدد والتساهل أيضا كلاهما مذموم، وينبغي للمسلم أن يتوسط بينهما. والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير