من قرأ التاريخ علم أن حال المسلمين علمياً أفضل بكثير من الآن عندما كانوا متمسكين بدينهم ومطبقين لشرع الله.
ولكن بسبب تركنا لديننا وانغماسنا في دنيانا كتب الله علينا التخلف في كل شيء، لا في الدين ولا في الدنيا ولا في الإدارة ولا في الحكم ولا في غيره.
أما من استقرأ تاريخ الغرب النصراني، فهو سيجد أن المؤرخين اصطلحوا أن العصور المظلمة ابتدأت بعد سقوط عاصمة الإمبراطورية الرومانية الغربية (روما) على يد البرابرة (القوط الغربيين) وذلك في سنة 476 م، وأن هذه العصور المظلمة انتهت بسقوط القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) على يد العثمانيين سنة 1453 م.
في هذه العصور المظلمة ابتدأت هيمنة الكنيسة الكاثوليكية على رقاب العباد في أوروبا النصرانية وزادت وسيطرت بقوة إلى درجة أنها كانت هي التي تخلع الحكام الذين لا يريدهم بابا الفاتيكان!
وظهرت الكثير من مخازي الكنيسة الكاثوليكية من قتل للعلماء وظهور صكوك الغفران وغيرها.
فلما تحرر العلماء والعامة من النصارى في أوروبا من هذه الكنيسة (المظلمة) وقامت ثوراتهم ضدها، ظهر تقدمهم وتطورهم.
في كثير من الأحيان عندما أقرأ للغربيين أو أشاهدهم أستغرب منهم ظهور هذه التضحيات العظيمة في سبيل العلم والمعرفة والإنسانية، ولكن يزول العجب عندما نعلم أن الحضارة عندما تنمو في بلد أو مجموعة من البشر فإنها تولد أمثال هؤلاء الذين يقدمون أبرز التضحيات وأغربها.
وهذا الأمر يشهد له تاريخنا الإسلامي، فالكثير من سلفنا الصالح علماء الحديث كان مستعداً أن يضحي بحياته وكرامته ويطوف المشرق والمغرب من أجل حديث واحد، يترك أولاده وأهله وملذاته من أجل العلم، ولكن هل يقوم بذلك أحدٌ الآن؟ لا أعتقد!
الخلاصة أنه متى ما كانت الحضارة طارئة على قوم، فإن هؤلاء القوم سيتغير تفكيرهم وأسلوب حياتهم من التفكير في النفس وملذات الدنيا إلى خدمة دينه وفكره والإنسانية.
وهذا ما يحصل الآن، فكم من المسلمين يضحي (مقارنة بمليار مسلم) تضحيات كبيرة وينفق الأموال الطائلة على العلم والمعرفة كما يضحي الكفار الآن؟ قليلٌ ما هم وأتمنى أن أراهم!
عزيزي الباحث، كلام جميل، و لكنَّ الأمر لا يرتبط بمدى التمسك بدينٍ و عدمه، فكما ذكرتُ لأستاذنا ابن وهبٍ: " فكم من مسلم ناسكٍ ملازم لدينه عبئاً و كلاًّ على غيره، و كم من كافرٍ، نصراني و غيرِه، ملازم لدينه و طقوسه و هو منتجٌ مُبدعٌ. ".
و بما أنه أمرُ دنيا، فنظام الحياة انتهاز الفُرَص لا تقنينها، و هم أدركوا ذلك فعرفوا مِن أين تُؤكل الكَتِف، و المسلمون انشغلوا و أُشْغِلوا بإخلال كثير من التوازن في حياتهم، و شيئاً من الواقعية نُدرك ذلك، فكان نصيبُ من لَها عن السباقِ الحظوة بالإخفاق.
دمت بخيرٍ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 10 - 08, 10:58 ص]ـ
الأمر كما قال ذُوْ المَعَالِي وفقه الله
وأنبه على أن أحداً لم يقل أن عقول الكفرة أفضل من عقولنا. بل لم أسمع هذه المقولة من أحد من عقلاء الغربيين كذلك. لكن الشعوب الإسلامية اليوم غير مؤهلة للعلم إلا القليل. وهذا بسبب التربية الخاطئة وليس بسبب فطري. منذ سنين طويلة كنت أعمل في مختبر علمي في أحد الجامعات الغربية، ويأتي إليها طلاب من كثير من البلاد الإسلامية. فالذين تدفع لهم حكوماتهم تكاليف الدراسة، لم يكن فيهم أحد يريد الدراسة أصلاً. ويتخرجون بالتحايل على النظام. وربما البلد الوحيد الذي يدفع لطلابه وهم يريدون الدراسة هو ماليزيا. لكن الأصل أن هذه الشعوب الإسلامية تحتقر العلم في ثقافتها المعاصرة. وما هو مذكور في الرابط أعلاه (حذفت محتوياته) يظهر ذلك.
ثم هؤلاء القلائل المهتمين بالعلم لا يجدون في بلادهم إلا الدراسة النظرية (دون مخابر حقيقية). ولا تكاد توجد تخصصات حقيقية في بلاد المسلمين. وإذا درس في الخارج وتخرج من أفضل جامعات الغرب ثم رجع إلى وطنه، كيف ينتج؟
أين المخابر؟ وأين مراكز الأبحاث؟ في كثير من العلوم انتهى عهد الاختراعات الفردية التي تتم في قبو المنزل ... معظم العلوم تتطلب أجهزة مكلفة ومواد غير موجودة في بلاد المسلمين، وتطلب تكاليفاً كبيرة وأبحاثاً طويلة. فمن الذي سيمولها؟ وكيف سيتم العمل الجماعي بدون تنسيق؟
وقد يقول قائل هناك علماء مسلمون كبار مثل أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل ... نعم، لكن أين تخصص؟ في الغرب. وأين أبدع؟ في الغرب. وأين يسكن اليوم؟ أكيد ليس في مصر فليس فيها ما يفعله. وللعلم فإن جزءاً كبيراً من الاختراعات العلمية في أميركا يقدمها الطلاب الأجانب أثناء الدراسات العليا في الجامعات الأميركية، لأن دراستهم ليست نظرية بحتة بل تطبيقية إبداعية.
ثم يسأل البعض ... لماذا نحن فاشلون ... عجباً وهل نحن نحاول أصلاً؟ ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها؟ ****** ان السفينة لا تجري على اليبس
¥