وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا 2
ـ[عيسى 33]ــــــــ[20 - 05 - 08, 08:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي ثاني مشاركاتنا في سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر صحيح سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
وتواصلاً منا ومواصلةً لما اتفقنا عليه من قواعد وأُسُس وأُطُر عامة، نُضيف هنا بعض الأُطر العامة من كتاب ربنا العزيز، وهي كثيرةٌ جدًّا، محاولين أن نذكر أنفسنا، ونذكر إخواننا من القراء بها، لنعمل بها سوية، وندعوا إليها غيرنا من الناس أن يعمل بها.
يقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
وقال سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا}.
فلو تأملنا وتدبرنا هاتين الآيتين، لعلمنا أن المؤمن لا خيار له مع أمر، أو قضاء، أمره الله به، أو قضى به نبي الله صلى الله عليه وسلم، سوى خيار واحد وهو التسليم المطلق لله ولرسوله الكريم، طالما أنه ـ أي المؤمن ـ آمن بالله ورسوله، وذلك بموجب عقد الإيمان الذي أخذه الله على المؤمنين.
ونواصل هنا سرد الأحاديث الواردة في باب قضاء الحاجة راجين من إخواننا المشرفين على هذا المنتدى الكريم أن يتسع صدرهم لنا، وأن يصبروا علينا، فسوف نتابع سرد الأحاديث تباعًا، وحسب ترتيبها فقهيا، لكي تعم الفائدة؛
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ، فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا، بِبَوْلٍ وَلاَ غَائِطٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا".
قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَّامَ، فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ قِبَلَ الْقِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عن وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاَتِي انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ مِنْ شِقِّي، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: يَقُولُ نَاسٌ: إِذَا قَعَدْتَ لِلْحَاجَةِ تَكُونُ لَكَ، فَلاَ تَقْعُدْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَلاَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ:
"وَلَقَدْ رَقِيتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ r قَاعِدًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ، مُسْتَقْبِلاً بَيْتَ الْمَقْدِسِ، لِحَاجَتِهِ.".
ــــــــــــ
رقيت؛ أي صعدت.
(عَلَى لَبِنَتَيْنِ) اللبنة مايعمل من الطين للبناء به.
مُسْتَقْبِلاً بَيْتَ الْمَقْدِسِ؛ إنما النهي الوارد في الأحاديث الصحيحة عن استقبال القبلة.
ــــــــــــ
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلاَ يَسْتَنْجِ بِيَمِينِهِ، وَلاَ يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ:
¥