ـ[عبد الكريم العبد الله]ــــــــ[18 - 02 - 08, 11:15 م]ـ
6 - قوله: "وبالوالدين إحسانا", أي: وأحسنوا بالوالدين إحسانا, فقد قرن الله جل وعلا حق الوالدين بحقه, وهذا دليل على عظم حق الوالدين وقد قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: "رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين", وقد جاء هذا الخبر مرفوعاً وموقوفاً والصواب وقفه على عبد الله بن عمرو بن العاص, وإسناده صحيح, وقد قال الله جل وعلا في حق الوالدين: "ولا تقل لهم أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا", فيجب طاعة الوالدين في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم, ولا يجب طاعة الوالدين ولا غير الوالدين في معصية الله جل وعلا, لأن الطاعة في المعروف, ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, فإذا أمرك والدك بمعصية فلا تستجب له ولا ترفع صوتك عليه, قال الله جل وعلا: "وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي", فلا طاعة للوالدين في معصية الله, وفي نفس الوقت لا يجوز رفع الصوت عليهما, ويجب احترامهما وتقديرهما والإنفاق عليهما إن احتاجا إلى ذلك مهما كانت ديانتهما فكيف إذا كان الوالدان مسلمين وعندهما بعض التقصير!!؟ فحقهما عظيم وكبير, وقد جاء في الصحيحين حديث الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة قاطع رحم", وحق الوالدين أكبر من حق العم, وأكبر من حق الخال, وأكبر من حق الابن, وأكبر من حق الزوجة, فإذا ترتب هذا الوعيد على الرحم فأعظم الأرحام هما والداك, والوالد أوسط أبواب الجنة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وصح عنه, رواه أحمد وغيره.
7 - الشرك قيل بأنه ثلاثة أنواع: أكبر وأصغر وخفي, وهذا المشهور عند المتأخرين, وقال ابن تيمية وابن القيم وجماعة بأن الشرك نوعان أكبر وأصغر, والخفي منه ما هو أكبر ومنه ما هو أصغر وهذا الصواب.
8 - اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في تعريف الشرك الأصغر, فقيل: ما كان وسيلة للأكبر, وقيل: ما سماه الشارع شركا ولم يصل إلى الأكبر, وقيل بمجموع هذين التعريفين ولعله الأقرب.
9 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى: "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا" الآيات, هذا الأثر رواه الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى في جامعه من طريق محمد بن فضيل عن داود الأودي عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن غريب, وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في داود الأودي فقيل: هو ابن يزيد, خرج له ابن ماجه وغيره, وقد اختلف هل خرج له الترمذي أم لا, وقد ضعفه يحيى بن معين والإمام أحمد وأكثر الحفاظ, وذكر الحافظ ابن عدي رحمه الله تعالى بأنه إذا روى عنه ثقة فإنه يكتب حديثه, وقد جاء عند الطبراني في الأوسط هذا الخبر من طريق داود مسمى بابن يزيد الأودي, وقيل: هذا غلط والصواب أنه ابن عبد الله لأمرين: الأمر الأول/ أن الراوي إذا أُبهم فإنه ينصرف إلى الثقة, فلو قال محمد بن فضيل عن داود الأودي ويعني الضعيف دون الثقة وهو ابن عبد الله, لعُدَّ هذا ضربا من التدليس, فحين قال محمد بن فضيل عن داود الأودي كان هذا متجها إلى أنه داود بن عبد الله, وقد ثقه الإمام أحمد وبن معين وجماعة وخرج له الأربعة, الأمر الثاني/ أن داود بن عبد الله خرج له الترمذي بالاتفاق بينما اختلف في داود بن يزيد, فكان هذا أحد المرجحات لداود بن عبد الله, وهذا الخبر رواه ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى في تفسيره ورواه الطبراني وجماعة.
10 - ابن مسعود هو من أعلم الناس بمعاني القرآن وكان يقول: "لو أعلم أحدا تبلغه المَطِي أعلم مني بكتاب الله لرحلت إليه", وقد توفي سنة اثنتين وثلاثين.
(الفوائد كثيرة ولم أستطع إكمال فوائد الباب فآثرت تأجيل الباقي للغد حتى لاأهمل كتابة الفوائد المهمة)
ـ[أبو هاجر القصيمي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 11:43 م]ـ
اين اجد الشرح اريد الشرح للشيخ سليمان العلوان
ـ[عبد الكريم العبد الله]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:13 م]ـ
أخي أبو هاجر, الشيخ يرفض نشر الشرح كاملاً.
ـ[أبو هاجر القصيمي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:23 ص]ـ
أخي أبو هاجر, الشيخ يرفض نشر الشرح كاملاً.
والله نحن في حاجته جدا
ولكن مادام الشيخ لايريد ذلك فعلى العين والرأس
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً