تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إصلاح علم الكلام بوضع فلسفة جديدة حتى يمكن تغيير النفس، بيد أن كلمة (علم

الكلام) ستصبح قدراً مسلطاً على حركة الإصلاح الذي حاد بها جزئيا عن

الطريق) [22].

(وعلم الكلام يمجد الجدال ويشوه المشكلة الإسلامية، ويفسد طبيعتها، حيث

يغير المبدأ السلفي في عقول المصلحين أنفسهم) [23].

3 - إن مالكًا كغيره من المفكرين وكثير من المسلمين يظنون أن العقيدة هي

الإيمان بالله ولا يفرقون بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فقد يؤمن الإنسان

بوجود الله، ولكنه يعرض عن عبادته والخضوع لشرعه، والرسل دعت الأمم

لعبادة الله وحده، يوضح تصوره هذا قوله: (والمسلم - حتى ما بعد الموحدين -

لم يتخل مطلقا عن عقيدته، فلقد كان مؤمنا، ولكن عقيدته تجردت عن فاعليتها،

وإن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم على وجود الله بقدر ما هي أن نشعره

بوجوده ونملأ به نفسه) [24]. إن ضعفه في العلوم الشرعية جعله لا يتبين أهمية

فهم التوحيد فهما صحيحاً، وأن الخلط في هذا الموضوع هو أس البلاء.


(1) مالك بن نبي، مشكلة الأفكار /104.
(2) المصدر السابق /104.
(3) شروط النهضة /23.
(4) مشكلة الأفكار /106.
(5) تأملات /189.
(6) المصدر السابق /191.
(7) وجهة العالم الإسلامي /131.
(8) بين الرشاد والتيه /129.
(9) بين الرشاد والتيه /29.
(10) تأملات /140.
(11) شروط النهضة /48.
(12) معنى لحديث متفق عليه.
(13) الصراع الفكري /53.
(14) في مهب المعركة /154، 194.
(15) فكرة الأفرو آسيوية /79.
(16) المصدر السابق /80.
(17) الصراع الفكري /34.
(18) وجهة العالم الإسلامي /15.
(19) شروط النهضة /127.
(20) وجهة العالم الإسلامي /52.
(21) تأملات /191.
(22) وجه العالم الإسلامي /47.
(23) المصدر السابق /49.
(24) المصدر السابق /48.

((مجلة البيان ـ العدد [16] صـ 28 جمادى الآخرة 1409 ـ فبراير 1989))

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:41 م]ـ
نقد
قراءة في فكر مالك بن نبي
-4 -
محمد العبدة
كان تشخيص أمراض العالم الإسلامي عند مالك بن نبي مقدمة للبحث عن
العلاج، أو للبحث عن أسس النهضة، وكيف تبدأ؟ ومن أين تبدأ؟ إن بلداً مثل
اليابان بدأ نهضته في منتصف القرن التاسع عشر [1] وهي نفس الفترة التي بدأ
الحديث فيها عن النهضة في العالم الإسلامي، فلماذا كان هذا البطء في (الإقلاع)؟.
السبب برأى مالك بن نبي هو عدم وجود منهج واضح للإصلاح ولا نظرية
محددة للأهداف والوسائل وتخطيط للمراحل. (فإذا حللت جهود المصلح الإسلامي
وجدنا فيها حسن النية، ولكنا لانجد فيها رائحة منهج) [2] (وليس هناك تحليل
منهجي للمرض وليس إلا أن عرف المريض مرضه فاشتد في الجري نحو الصيدلي
-أي صيدلي- يأخذ من آلاف الزجاجات ليواجه آلاف الآلام) [3] (وواقعنا الآن
إما فكرة لا تتحقق أو عمل لا يتصل بجهد فكري) [4].
لا شك أن هذا الكلام حول (المنهج) صحيح ودقيق، فليس هناك دراسات
عميقة وتحليلية لأمراض المسلمين، وما هي الحلول والمقترحات وما هو المهم
والأهم، وكل الدراسات تأخذ جانباً من الجوانب تركز عليه والحل الأحادي هو
الغالب، وأعمال كثير من المؤلفين كانت تبريراً ودفاعاً أمام الهجوم الغربي
الاستشراقي على الإسلام [5]، وليست أعمالاً فيها تخطيط للحاضر والمستقبل،
غابت المؤتمرات التي تخرج بنتائج فعلية واقعية وكثرت تلك التي توصي بوصايا
لا تخرج عن دائرة الورق التي كتبت عليه.
والذين كتبوا في أوائل النهضة كتابات جيدة مثل الشيخ رشيد رضا لم يستفد
منها كثيراً ولم تنقح ويؤخذ الايجابي منها، ويبنى عليه، وكذلك الذين جاءوا من
بعده لم يكن هناك خطة علمية لدراسة أقوالهم وآرائهم، وكأنما كل من يأتي يريد
البدء من الصفر، بل نستطيع القول: إن كثيراً من الأخطاء التي وقعت سواء في
مجال الدعوة أو غيرها انما كانت بسبب غياب المنهج أو عدم الالتزام بمنهج.
وإذا كنا لا نملك الوضوح من الناحية النظرية فضلاً عن وجود منهج تطبيقي
عملي فهذا لا يعني عدم وجود المنهج، فالقرآن الكريم والسنة أوجدا المناخ المناسب
لأن يستنبط العلماء منهج أهل السنة في النظر والاستدلال وطرق الحياة التي يريدها
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير