تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وطواف الوداع، وهو واجب عند الجمهور ومندوب عند المالكية، وللحاجّ وغيره

أن يكثر من طواف التطوع ما استطاع.

...

السعي بين الصفا والمروة

السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة عند الجمهور، وعند

الحنفية واجب غير ركن، ويشترط أن يكون بعد الطواف. وعند الملكية يجب ذلك

وليس بشرط، ويجب عندهم الموالاة بينه وبين الطواف، وقال الجمهور: إنه سنة

لا واجب. ويطلق على السعي اسم الطواف والتطوف، كما ثبت في القرآن

والأحاديث؛ واختار الفقهاء اسم السعي للتفرقة بينه وبين الطواف بالبيت.

وكيفيته أن يبدأ بالصفا فيصعد إليها ويستقبل البيت (الكعبة) فيهلل ويكبر

ويدعو الله - تعالى - ثم ينزل ويذهب إلى المروة فإذا انتهى إليها توجه إلى جهة

المسعى ليكون مستقبلاً للبيت ويدعو الله - تعالى - كما دعاه عند الصفا؛ فهذه مرة،

ثم يعود إلى الصفا ثم المروة إلى أن يتم سبعة أشواط، يرمل في ثلاثة منهن بين

الميلين الأخضرين (وهما عمودان في جدار الحرم).

والرمَل سرعة في السعي، ولا يشترط في السعي ما يشترط في الطواف من

الطهارة ولكن يستحب، ويجوز السعي راكبًا وماشيًا والمشي أفضل للقادر عليه.

روى مسلم وغيره من حديث جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دنا

من الصفا قرأ] إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ [(البقرة: 158) وقال: أبدأ

بما بدأ الله به، وفي حديثه عند النسائي (ابدءوا بما بدأ الله به فبدأ بالصفا، فرقي

عليه حتى إذا رأى البيت استقبل القبلة فوحد الله، وكبره وقال: لا إله إلا الله وحده،

أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بعد ذلك، فقال مثل هذا،

ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة) الحديث.

وفيه أنه فعل في المروة كما فعل في الصفا. فينبغي أن يحفظ هذا، وأن

يدعو الساعي بعده بما يفتح الله به عليه لنفسه وأهله وإخوانه وأمته.

...

تنبيه

إن المكان الذي كان يرقى النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه على الصفا،

قد بُني عليه، والصعود إليه ليس شرطًا لصحة السعي، فمن وصل إلى أسفل البناء

هناك وسعى ولم يصعده أجزأه ذلك، ولكن الأفضل أن يصعده لموافقة السنة في

الصعود.

...

الوقوف بعرفة

يخرج الحجاج من مكة (يوم التروية) وهو الذي قبل عرفة ويسميه العوامّ

بمصر والشام (يوم العرفة) ويسمون يوم عرفة (يوم الوقفة) محرمين؛ لأن من

كان متمتعًا يحرم في ذلك اليوم كإحرامه من الميقات، والسنة أن يحرم كل واحد من

المكان الذي هو نازل فيه، وله أن يحرم من خارج مكة إن كان غير مكي، فإن

المكي إنما يحرم من أهله، والسنة أن يبيتوا بمِنًى، ولا يخرجوا منها حتى تطلع

الشمس كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن يسيروا منها إلى

(نمرة) عن طريق (ضب) من يمين الطريق، وهو موضع في حدود عرفة

(ببطن عُرنة). فيقيموا فيها إلى الزوال ثم يسيروا منها إلى بطن الوادي، وهو

الذي صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه الظهر والعصر قصرًا وجمعًا،

وخطب، فيصليها الحُجَّاج كذلك ويخطب بهم الإمام.

وهناك مسجد يقال له: مسجد إبراهيم بني في أول دولة بني العباس ثم

يذهبون إلى عرفات والعدول عن هذه الطريق إلى طريق (المأزمين) ودخول

(عرفة) قبل الزوال كلاهما مخالف للسنة، ولكن لا يجب به شيء لأنه ليس تركًا

لشيء من واجبات الإحرام.

ويقفون بعرفات إلى غروب الشمس، فإذا غربت خرجوا من بين العلمين أو

من خارجها. ويجتهد الحاجّ في الذكر والدعاء في هذه العشية فهي أفضل الأوقات

لهما وأرجاها للمغفرة والرحمة. ولم يعين النبي - صلى الله عليه وسلم - لعرفة

دعاءً ولا ذكرًا ليجتهد كل إنسان في ذلك بقدر معرفته وحسب حاجته. فيهلل ويكبر

ويدعو ما شاء الله من الأدعية الشرعية. ويُسن الغُسل يوم عرفة، ولا يسن

الصعود إلى الجبل الذي هناك الذي يسمى جبل الرحمة، - وهو جبل إلال - ولا

دخول القبة التي فوقة، التي يقال لها: قبة آدم ولا الصلاة فيها.

والسُّنة أن يُفيضوا من عرفات عند الخروج على طريق (المأزمين) فإن

النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج منها على هذه الطريق؛ لأنه دخلها من

طريق (ضب) فسنته في المناسك كسنته في الأعمال والمواسم، إذا جاء من طريق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير