تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دليلٌ آخرُ: على اليهود قوله تعالى: (كُلُّ الطعامِ كانَ حِلاً لبني إسرائيلَ إلا ما حرَّمَ إسرائيلُ على نفسهِ مِنْ قبلِ أَن تُنَزَّلَ التوراةُ قلْ فأتُوا بالتوراةِ فاتلُوها إنْ كنُتم صادقينَ. فمنِ افترى على اللهِ الكذبَ مِنْ بعدِ ذلكَ فأولئكِ هم الظالمونَ) روي أن إسرائيل أخذه وجعُ العِرْقِ الذي يقال له النَّسا فنذر لئن شفاه اللهُ تعالى منه ليحرِّمِنَّ أحب الطعام والشراب إليه، وكان أحب ذلك إليه لحوم الإبل وألبانها، فَشُفِيَ فوفى بنذره. وادعت اليهود أن ذلك كان حراماً على نوحٍ حتى انتهى الأمر إليهم فبين الله تعالى بطلان دعواهم، وأمر أن يحاجهم بالتوراة فلم يجسروا على إخراجها، وفي ذلك الدلالة الظاهرة على صدق محمدٍ (صلى الله عليه وسلم).

دليلٌ آخرُ: قوله تعالى: (فَارتَقِبْ يومَ تأتي السماءُ بِدُخَانٍ مبينٍ) وهي: السنون التي دعا النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) بها على أهل مكة. والدخان: الجدبُ سُمِّيَ دخاناً؛ لأن الغبار يزيدُ في الجدبِ فيكونُ كالدخان.

فصل:

قد توجه القرآن العظيم على مائة دليلٍ وأربعة عشر دليلاً عدد سورهِ فالتحدي بالطوال منه كالتحدي بالقصار، فعلى هذا السور القصار إذا أخذت عدلها كلماتٍ على ترتيبها كانت معجزة ويقع بهذا التحدي أو سورةٍ من القصار وعدلها من أي القرآن من أي سورةٍ كان كانت معجزة، فإذن تبلغ أدلة التعجيز منه مبلغاً يزيدُ على الألف دليلٍ، وهذا من أسرار الكتاب العزيز وعجائب التنزيل.

دليلٌ آخرُ قوله: (فإنْ لم تفعلُوا ولنْ تفعلُوا) أخبر أن المنكرين نبوتهُ لم يقدروا على معارضته وكذلك جرى.

دليلٌ آخرُ قوله تعالى: (إنَّا نحنُ نزَّلْنا الذكرَ وإنا له لحافظونَ) وهذا خبرٌ لم يسمع إلا من الرسول وكان الأمر كما أخبر.

دليلٌ آخرُ: أخبر أنه: (لا يأتيهِ الباطِلُ من بينِ يديهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ) فكان الأمر كما أخبر بحمد الله ومنه.

دليلٌ آخرُ: (آلم غُلِبَتِ الرومُ في أَدْنَى الأرضِ وهم مِنْ بعدِ غَلَبِهم سَيَغْلِبونَ في بضعِ سنينَ) وقصة مبايعة أبي بكر رضي الله عنه لأبي خلفٍ مشهورةٌ.

دليلٌ آخرُ: (لتدخلُنَّ المسجدَ الحرامَ إن شاءَ اللهُ آمنينَ محلِّقينَ رؤوسَكُم ومقصِّرينَ لا تخافون فَعَلِمَ ما لَم تعلَمُوا) فكان كذلك.

دليلٌ آخرُ: المباهلة قوله تعالى: (فمنْ حاجَّكَ فيهِ من بعدِ ما جاءكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تعالوا نَدْعُ أبناءَنَا وأبناءَكُم ونساءَنَا ونساءَكُم) الآية. وهذا دليلٌ يدلُّ بسياقهِ وبخصوصهِ على نصارى نجران.

دليلٌ آخرُ: يخص اليهود وهو قوله تعالى: (قُلْ إن كانتْ لكمُ الدارُ الآخِرَةُ عندَ اللهِ خالصةً مِنْ دونِ الناسِ فتمنَّوُا الموتَ إن كنُتم صادقينَ ولن يتمنَّوْهُ أبداً بما قدَّمتْ أيديهِمْ واللهُ عليمٌ بالظالمين) وهذا دليلٌ واضح وحجةٌ قاطعةٌ على اليهود، فلو لم يعلموا أنهم إن تمنوه ماتوا، وإلا كانوا تمنوه فيحاجوا به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويبطلوا نبوته، وكان ذلك أهم الأشياءَ عندهم.

دليلٌ آخرُ قوله تعالى: (قلْ للمخلَّفينَ منَ الأعرابِ ستُدعونَ إلى قومٍ أُولي بأسٍ شديدٍ تقاتلونهم أو يسلمونَ) وأصحاب البأس الشديد مسيلمةُ وأصحابهُ يوم اليمامة وقيل فارس والروم، وأيُّما كان فقد أخبر عن الغيب فيه فكان الأمر كذلك.

دليلٌ آخرُ قوله تعالى: (ألم ترى إلى الذينَ نافقُوا لإخوانهمُ الذين كفرُوا مِنْ أهلِ الكتابِ لَئِنْ أُخرجتُم لنخرجَنَّ معكُم ولا نطيعُ فيكم أحداً أبداً وإنْ قوتلُتم لننصرنَّكُم واللهُ يشهَدُ إنهم لكاذبُونَ. لَئِنْ أُخرجُوا لا يخرجونَ مَعَهم ولئنْ قوتِلُوا لا ينصرونهم) وفي هذا دليلٌ ظاهرٌ على صدق الرسول (صلى الله عليه وسلم)؛ لأنه من الغيب الذي لا يعلمه إلا اللهُ، فإنهم أخرجوا فلم يخرجوا معهم وقوتلوا فلم ينصروهم.

دليلٌ آخرُ قوله تعالى: (هوَ الذي بعثَ في الأميينَ رسولاً منْهم يتلُوا عليهِم آياتِهِ ويزكِّيْهِمْ ويعلِّمُهُمُ الكتابَ والحِكمةَ وإنْ كانوا مِنْ قبلُ لفي ضلالٍ مبينٍ. وآخرينَ منهم لما يَلحقوا بهم) قيل هم من بعد الصحابة وقيل هم الأعاجم وعلى كلا الأمرين فقد وقع الخبر موافقاً للمُخْبَرِ به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير