فإن مجزوء البسيط يميل إلى التخفف من 4 3 في آخره إلى 222 أو 3 2 أو 2 3 ليعطينا المخلع 4 3 2 3 3 2 (بالقطع والخبن) أو لاحق خلوف 4 3 4 3 2 3 (بالقطع والطي)
الخفيف ومجتزأه المضارع = 2 3 2 [2] 2 3 2 3 2
المنسرح ومجتزأه المقتضب = 4 3 2 [2] 2 3 1 3
فإن هذا السبب [2] إن كان يستملح فيه حذف ساكنه في الأصل فإن حذف ساكنه واجب في المجتزأ.
وهذا كله يعود بنا إلى قولك:
لا أوافقك على أن هذا الوزن في البسيط محفوف بما يخفف من حدة (قبحه) فمنشأ القبح في هذا الايقاع هوإدراجه ضمن سلسلة أطول مما يحتمل،فالإيقاع الجديد يتميز بقصر النغمة .. لأنه مكافئ كميا للأبحر المجزوءة
وكما ترى فإن الجزء مقترن في الأغلب بمزيد من التخفيف وخاصة في الأسباب، وخاصة في البحور التي يرد في حشوها الرقم 222=6 (ثلاثة أسباب) مستقرة في الأصل، فكيف بتتالي 2222 أريعة أسباب في المجتزأ من البسيط القبيح لقطع فاعلن فيه (4 3 2 2 2 2 3 1 3)، أفليس من باب أولى أن يتم فيه بعض التخفيف. وهنا لا أقصر الثقل الناجم عن تتالي الأسباب الخفيفة (في غير الخبب) إلى الاعتبارات الهندسية فحسب وإنما إلى وقعها على الأذن حتى عند موسقتها
وسأنطلق في رياضة عروضية من هذه الصورة من الأصل (3 2 2 2 2 3) لأنها الأكثر مجافاة للقواعد العامة لعروض الخليل الممثل للذائقة العربية لاحتوائه على أربعة أسباب متتالية
يتم التخفيف وبالتالي اقتراب بعض صور بعد تخفيف إلى المألوف من البحور على نحو ما في الحالات التالية في مجموعتين من الحالات:
الأولى – كسر الرتابة في الأسباب الخفيفة الملونة بتحويل بعضها إلى أسباب ثقيلة
الانطلاق من هذا الأصل 3 2 2 2 2 3 وإحلال سبب ثقيل محل الخفيف
3 1 1 2 2 2 3 = 3 1 3 2 2 3 = فعولُ مفاعيلن فعو ........... من مجتزءات الطويل
الانطلاق من هذا الأصل 3 2 2 2 2 3 وإحلال سبب ثقيل محل الخفيف
3 2 1 1 2 2 3 = 3 2 1 3 2 3 = 3 2 1 – 3 2 1 – 2
= مفاعيلُ مفاعيلُ فعْ ............ تواشج مع الهزج
الانطلاق من هذا الأصل 3 2 2 2 2 3
وإحلال سبب ثقيل محل الخفيف
3 1 1 2 11 2 3 = 3 1 – 3 1 – 3 1 – 2
مفاعلَتُن متفاعلن = فعولُ – فعولُ – فعولُ - فعْ تواشج مع المتقارب ........... كما ذكر الأخ كشكول
الثانية: زحاف بعض الأسباب الخفيفية بالانطلاق من ذات الأصل 3 2 2 2 3
زحاف السبب الملون 3 2 2 2 2 3 تؤول إلى 3 1 2 2 2 3 = 3 3 2 2 3
= متفعلن مستفعلن = مجزوء الرجز
زحاف السبب الملون 3 2 2 2 2 3 تؤول إلى 3 2 1 2 2 3 = 3 2 3 2 2 3
= فعولن مفاعيلن فعو = مجتزأ الطويل
زحاف السبب الملون 3 2 2 2 2 3 تؤول إلى 3 2 2 1 2 3 = 3 2 2 3 3 = 3 4 3 3
= مفاعيلن مفاعلن ........... هزح مع ملاحظة عدم مجيء مفاعلن في الشعر العربي في الهزج.
ولكن ما يثيره جو الحوار معك من تحفز عقلي متناغم مع رسالة شمولية الرقمي أجدّ على بالي الفكرة التالية
لقد بدأت بالقول:
" و لكن الإيقاع الجديد الذي سميته "القاصي" ألح علي إلحاحا شديدا فأثبته عالما بمخالفته التامة لروح العروض الخليلي و هو ما قلته و أعدته مرارا "
وانتهيت إلى القول:
"لا أوافقك على أن هذا الوزن في البسيط محفوف بما يخفف من حدة (قبحه) فمنشأ القبح في هذا الايقاع هوإدراجه ضمن سلسلة أطول مما يحتمل،فالإيقاع الجديد يتميز بقصر النغمة .. لأنه مكافئ كميا للأبحر المجزوءة"
ألا ترى في هذا القول الأخير ظلالا من تحكيم الخليل في الوزن إضفاء شرعية ما على الوزن الجديد؟
واستكمالا لاستعراض ما تبقى من مشاركتك
وهنا أسألك أستاذي الفاضل: لماذا تم إقرار الأشكال المجزوءة لبعض الأبحر دون أشكالها الأصلية كالهزج مثلا؟ ولماذا تم إقرار الوافر في الواقع الشعري بعروض و ضرب مقطوفين " فعولن بدلا من مفاعلتن"؟ أليست:
"مفاعلتن مفاعلتن فعولن " جزءا من " مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن"؟ فلماذا أقصي الشكل الأصلي؟
إن هذا بحاجة إلى درس لفهمه ولكن ألا تراه مختلفا بعض الشيءعما نحن فيه.
كما أن الأسباب في كل من الأصلي والمجتزأ لم يتغير حكمها.
لأكاد يا أستاذي أدمن الحوار معك لذاته فلا تحرمني من هذه المتعة في الآتي من المواضيع.
أسعدتني أسعدك الله.
ـ[خشان خشان]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 08:40 م]ـ
¥