ومن حسن الحظ أن الأخ الأستاذ العروضي سليمان أبو ستة قد أدلى بدلوه حول التجديد في أحد المنتديات ولكن في وزن آخر. وهذه مشاركته
*************
من بدائع العروض
منذ القدم، وربما من قبل أن يجف الحبر الذي كتب به الخليل كتاب العروض، والشعراء العروضيون يواصلون تذمرهم مللا من الأوزان التي كتب عليها العرب أشعارهم في الجاهلية، فتراهم بين الحين والحين ينتفضون لقتل هذا الملل بقصائد على أوزان يريدون لها أن تكون غريبة عن عروض الخليل. وأول هؤلاء عرفناه من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، قال: "وهو عبدالله بن هارون بن السميدع، مولى قريش، من أهل البصرة. وأخذ العروض من الخليل ابن أحمد، فكان مقدماً فيه. وانقطع إلى آل سليمان بن علي وأدب أولادهم، وكان يمدحهم كثيراً، فأكثر شعره فيهم. وهو مقل جداً. وكان يقول أوزاناً من العروض غريبة في شعره، ثم أخذ ذلك عنه ونحا نحوه فيه رزين العروضي فأتى فيه ببدائع جمة، وجعل أكثر شعره من هذا الجنس. فأما عبدالله بن هارون فما عرفت له خبراً ولا وقع إلي من أمره شيء غير ما ذكرته".
ولم نعرف من بدائع رزين الجمة إلا قصيدة يتيمة قيل إنها بلغت ستين بيتا مدح بها الأمير الحسن بن سهل ومات قبل أن ينشده إياها، وأولها:
قربوا جمالهمُ للرحيلِ** غدوةً أحبّتكَ الأقربوكْ
خلَّفوكَ ثم مضوا مُدلجينَ**مُفرَداً بهمّكَ ما ودعوكْ
وفيها حسب ما نقلته من معجم الأدباء لياقوت قوله:
من مبلغ الأمير أخي المكرمات ** مدحة محبرة في ألوك؟
تزدهي كواسطة في النظام ** فوق نحر جارية تستبيك
يابن سادة زهر كالنجوم ** محيياً سيادة ما أولوك
ذو الرياستين أخوك النجيب ** فيه كل مكرمة وفيك
ذو الرياستين وانت اللذان ** يحييان سُنّة غازي تبوك
لم تزالا حياً للبلاد ** والعباد ما لكما من شريك
أنتما إن أقحط العالمون ** منتهى الغياث ومأوى الضريك
يابن سهلٍ الحسنَ المستغاث ** وفي الوغى إذا اضطرب الفكيك
يا لمن ألح عليه الزمان ** مفزع لغيرك يا بن الملوك
لا ولا وراءك للراغبين ** مطلب سواك حاشا أخيك
ووزنها على النحو التالي:
فاعلن مفاعَلَتن فاعلاتُ ** فاعلن مفاعلتن فاعلاتْ
إلا في نحو خمسة أشطر يبدو أنه وقع في نسخها تحريف.
ولقد توارت هذه القصيدة (البديعة) في زوايا النسيان؛ ومع ذلك فلم نعدم وجود مثلها في كل عصر من عصور الشعر يخرج علينا فيها صاحبها متذمرا من طول استهلاك أوزان الخليل، لتحتل قصيدته مكانها في تلك الزوايا. وآخر تلك المحاولات ما تصدى له أخونا الأستاذ خشان خشان بالرد عليه وعلى غيره ممن يطلعون بين الفينة والفينة باكتشاف وزني جديد.
نصيحتي، إذن، لكل سدنة هيكل الخليل أن افسحوا المجال لهؤلاء الشعراء العروضيين فلعلهم يتحفوننا، كما أتحفنا رزين، ببعض من بدائعهم الجمة!
**********
وهذا ردي على تلك المشاركة:
بين الكتابة باختصار عن وزن أبيات رزين، وانتظار وفرة وقت تبدو بعيدة لإيفائها حقها، اخترت الكتابة باختصار
كل جديد في الوزن نجد له قبولا في ذائقتنا بقدر ما فيه من مشترك مع عروض الخليل، بوصفه ممثلا للذائقة العربية.
أغلب أبيات هذه القصيدة يمثله وزن البيت التالي:
قربوا جمالهمُ للرحيلِ (لْ؟) = غدوةً أحبّتكَ الأقربوكْ
الصدر = قر ربو جما لَ همو لرْ رحي لْ = 2 3 3 1 3 2 3 2
العجز = غدْ وتنْ أحبْ بَ تكلْ أق ربو كْ = 2 3 3 1 3 2 3 ه
قربوا جمالهمُ (و) = غدوةً أحبّتكا
2 3 3 1 3 ............ 2 3 3 1 3
هذا وزن المقتضب
تضحكين من سقي = صحتي هي العجبُ
2 3 3 1 3 ............. 2 3 3 1 3
تضحكين من سقمي يا ليالْ = صحتي هي العجب كالخيالْ
2 3 3 1 3 2 3 ه .................. 2 3 3 1 3 2 3 ه
تضحكين من مسقمي أُخَيّهْ = صحتي غدت فيّ كالبليّهْ
2 3 3 2 3 3 2 ............. 2 3 3 2 3 3 2
جاء في أهدى سبيل عن المقتضب: " أصل تفاعيله – مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن "
مفعلاتُ مستفعلن مستفعلن = 2 3 3 2 3 2 2 3
مفعلاتُ مستعلن مستفعلْ = 2 3 3 1 3 2 2 2
مفعلاتُ مستعلن مُستعلْ = 2 3 3 1 3 2 3
مفعلاتُ مستفعلن متفعلْ = 2 3 3 2 3 3 2
وزوجية صيرورة مستفعلن = 4 3 في أواخر الأعجاز (والأشطر عموما أحيانا) إلى ما يبدو فاعلن = 2 3 و فعولن = 3 2 محور الرابط:
http://www.geocities.com/alarud/108-azwaj.html
¥