تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

السؤال: ألم نقرأ أنَّ الحرف الأخير من العروض يشبع في الكتابة العروضية؟

فلماذا لاتشبع الكاف لتصبح التفعيلة: مفاعيلن؟

الجواب:

البيت لأبي العتاهية إسماعيل بن القاسم العنزيّ (130 - 211هـ) وهو في قطعةٍ قوامها أربعة أبيات هي:

إذا نحنُ صدقْناكَ ... فضَرَّ عِنْدكَ الصِدْقُ

طلبنا النفعَ بالباطلِ ... إذْ لَمْ ينفع ِ الحقُّ

فلو قَدَّمَ صبَّاً في ... هواهُ الصبرُ والرفقُ

لقُدِّمْتُ على الناسِ ... ولكنَّ الهوى رِزقُ

وتقطيع الأبيات على التوالي:

مفاعيلُ مفاعيلُ ... مفاعلن مفاعيلن

مفاعيلن مفاعيلُ ... مفاعيلن مفاعيلن

مفاعيلُ مفاعيلن ... مفاعيلن مفاعيلن

مفاعيلُ مفاعيلُ ... مفاعيلن مفاعيلن

وهنا يجب الحديث عن نقطتين:

1 - الإشباع في العروض.

2 - زحافات الهزج.

1 - الإشباع في العروض:

تحدّث البعض من العروضيين عن إشباع الحركة حتى يتولد منها حرفٌ في الشعر عموماً على أنَّها ضرورة، ومنهم من أطلق العنان لإشباع حركة العروض (آخر كلمة في الشطر الأول (الصدر) من البيت الشعري)، ومنهم من أشبعَها حتى في الحشو.

وغايةُ ما في الأمر أنَّ الإشباع المطلق يكون في القوافي فقط أي في الأضرب، ويُشبعُ عندها الحرف الصحيح (الصامت) والحرف المعتلّ (الصائت)، أمّا في الحشو والعروض فلا يُشبعُ من الحروف إلا هاءُ الضمير المضمومة أو المكسورة مثل (لهُ، بهِ) فإنّها تكون بعد الإشباع (لَهُوْ، بِهِيْ) وهكذا، إلا في حالة التصريع فإنَّ العروض يُعامل معاملة الضرب.

2 - زحافات الهزج:

الزحافات التي تدخل بحر الهزج هي القَبْضُ (حذف الخامس الساكن) والكَفُّ (حذف السابع الساكن).

قال ابن عبد ربه في الجزء الخامس من العقد الفريد: (القبضُ في مفاعيلن في الهزج قبيحٌ، والكفّ فيه حَسَنٌ).

وقال الزمخشري في القسطاس: (يجوز القبض في صدره وابتدائه دون عروضه وضربه، وقال الزجّاج: إنْ جاءَ لم يُسْتنْكرْ).

وقال المعرّي في الفصول والغايات: (الجزء الثالث من الهزج إنْ أدركه النقص بالكفّ (وهو سقوط النون من مفاعيلن) لم يُعلمْ به في الحسّ، وكذلك الجزءان اللذان قبله مثل قول ابن الزبعْرَى:

فهذانِ يذودانِ ... وذا مِنْ كَثَبٍ يرمي

وإنْ أدركه القبضُ (وهو سقوط الياء من مفاعيلن) بانَ ذلك في الذوق، كقوله:

حَللْنا بأَوْراتٍ ... وأصْبحوا بنُعمانا).

ومن هذا يتّضحُ أنّ الكفّ مُستحسنٌ في الهزج، وأمثلته كثيرةٌ في الشعر العربي، ولذا فإشباع الكاف هنا لا يُسمنُ ولا يُغني من جوع.

ـ[سحر ازهر]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:18 ص]ـ

الاستاذ الشاعر المهندس شاكر الغزي والاستاذ المشرف الحامدي

جزاكما الله تعالى خيرا ولاعدمنا علمكما وفضلكما

اسال الله ان يديم وجودكما في الفصيح

وان يكثر امثالكما

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير