رضخاً ويكسر منهمو الزند = 2 2 3 1 3 3 2 2 = 4 3 ((4) 3 4
ثم يقول البلادي:
وباكية تسيل أدمعها = 3 1 3 3 3 1 3
وتستغيث فيُصفع الخد = 3 3 1 3 3 2 2
فيكسر الشطر الأول من بيته المتصدع، ويستقيم لوقال:
ودموع باكية تسيل دماً = 1 3 3 1 3 3 1 3
وتستغيث فيصفع الخد
ثم يقول البلادي (عفا الله عنه):
يندبن معتصماً وأين هو = 2 2 3 1 3 3 1 1 1
أين صلاح الدين والجند = 2 1 3 2 2 3 2 2
فيكسر الشطر الأول من بيته، ولايستقيم إلاً إذا قال: (وأين هوا) ومد الواو وأشبعها، وهذا لم يرد في لغتنا العربية الشاعرة.
ثم يقول البلادي:
انظر إلى الأفُق فسوف ترى = 2 2 3 1 1 1 3 1 3
جيش محمد جاء يحتشد = 2 1 3 3 2 3 1 3
فيكسر البيت بشطريه، ولايستقيم إلا إذا قال:
انظر إلى الآفاق سوف ترى ............. جيشاً لأحمد جاء يحتشد
فيستقيم البيت بهذا التعديل، ولكننا نصطدم بضرب البيت الذي جاء (أحذ) والقصيدة جل أضرب أبياتها (أحذ مضمر)، سوى ثلاثة أبيات منها هذا البيت، ورويّ الأبيات الثلاثة هذه هو: (تلد) و (يرتعد) و (يحتشد).
وأضرب قصيدة البلادي التي بلغت ثلاثة وعشرين بيتاً من الضرب (الأحذ المضمر) سوى هذه الأبيات الثلاثة.
وهذا العمل يعد للبلادي فتحاً جديداً في علم العروض، لم يصل إلى (دوقلة المنبجي) صاحب قصيدة اليتيمة، أو إلى غيره من الشعراء الذين نسبت إليهم القصيدة، ولو علم هؤلاء الشعراء بجواز الجمع بين الضرب (الأحذ)، والضرب (الأحذ المضمر)، في قصيدة واحدة من البحر الكامل لما تكلفوا الشطط في كتابة قصائدهم ..
وللبحر الكامل عروض (حذاء) بتشديد الذال، لها ضربان: أحذ مثلها، وأحذ مضمر، ولايجوز للشاعر أن يأتي بقصيدة تجمع بين الضربين.
والشيء بالشيء ويذكر، فإن زحافات البحر الكامل هي: الإضمار: إسكان الثاني المتحرك [تحول ((4) إلى 4 زوفي الرقمي تعتبر تكافؤاخببيا]، فإذا سكنت التاء من (متَفاعلن) بقي (متْفاعلن) وينتقل إلى (مستفعلن). ويدخل هذا البحر (الخزل)، وهو اجتماع الإضمار والطي [تحول ((4) إلى 2 1]، فتسكن التاء من (متفاعلن) للطي، فتصير (متفعلن) وتنقل إلى (مفتعلن). ويدخله (الوقص) [تحول ((4) إلى 1 2]، وهو حذف الثاني المتحرك، فتحذف التاء من (متفاعلن فتبقى (مفاعلن)، ثم تفتح الميم من (مَفاعلن) طلباً للخفة.
وإذا دخل (الإضمار) التفعيلات الستة من بيت البحر الكامل، كبيت عنترة العبسي:
إني امرؤ من خير عبس منصباً
نصفي وأحمي سائري بالمنصل
ونقطعه هكذا:
اشتبه البحر الكامل، ببحر الرجز، ولايرفع عنا هذا الاشتباه إلاقول عنترة في هذه القصيدة:
طال الثواء على رسوم المنزل
بين اللُّكيك وبين ذات الحرمل
ونقطع البيت هكذا:
فيرد في هذا البيت، وغيره من أبيات قصيدة عنترة عند تقطيعها (متفاعلن) بتحريك التاء، فنعلم أن هذا البحر من الكامل، وليس من البحر الرجز، وقصيدة البلادي الركيكة (لله عين شاقها نجد)، قد دخل الوقص بعض أبياتها السليمة، واجتمع الوقص والخزل في أحد أبياتها، وهو أمر غير معروف في علم العروض، ولو كانت قصيدة البلادي سليمة، لغة ونحواً وعروضاً، لعددنا البلادي مجدداً في علمي العروض والقوافي، حيث جمع بين الوقص والخزل في بيت واحد ..
يقول البلادي (غفر الله له):
الله أكبر إن أمتنا = 2 2 3 1 3 3 1 3
مجيدة فارقها لمجد = 3 3 2 1 3 2 2
ونقطع الشطر الثاني من البيت هكذا:
وأقرأ قصيدة له بعنوان (الرئيس المختار) فأقرأ عجباً، وأتلو على قرائي هذا العجب، يقول البلادي في قصيدته هذه:
قالوا ترافق خلان فاتفقوا = 2 2 3 1 3 2 3 1 3
ليرأس القوم منهم كامل العقل = 3 3 2 3 2 2 3 2 2
فقال شيخ البغال إننا بشر = 3 3 2 3 3 3 1 3
فعارف الدرب يرأسنا بلاجدل = 3 3 2 3 1 3 3 1 3
وكان في القوم جحش لاينازعهم = 3 3 2 3 2 2 3 1 3
طوع مؤدب يحمل كامل الثقل = 3 1 3 3 2 1 3 3 1 3
¥