شيوخٌ في العتائق رابضونَ
همُ درَسوا النصوصَ ودرَّسوها
همُ لمتونها مستظهرونَ
لِخريجيهمُ سِيما اعتدالٍ
فهمْ متواضعون مسالمونَ
فليسوا للسياسة جانحونَ
وليسوا للزعامةِ طامحونَ
بقانونِ الأئمة قد أسأتم
إليهمْ ـ ويحكمْ ـ متعمدينَ
بهِ منعٌ وإقصاءٌ وحيفٌ
وتضييقٌ على المتفقهينَ
فلو أني طلبتُ خَطابة في
جوامعكم منَ المترشحينَ
لقلتم: لا، فلستَ بمغربي
ففي القانونِ منعكم يقينَا
وأن جنسيةً تمنحْ فهذِي
شروطٌ غيرُها للراغبينَ
فلا يغرُرْك أنك يَعربيٌّ
وأنكَ من رعايا مسلمينَ
فدعْ هذا فما الإسلامُ شرطا
ولا القرآنٌ ضل الحافظون
أَإِن طلبَ الإمامةَ غيرٌ واعٍ
كتابَ إلهِه تستهزئونَ
أَإِن طلبَ الإمامةَ دائنونَ
بدين آخر ٍتتعجبونَ
مواطنةٌ تنافي كل ميزٍ
ألوناً كانَ أم لغةً ودينا
وما التذكيرُ شرطاً رُبَّ أنثى
إذا شاءتْ تؤم مذكرينَ
فعذرا يا (ابنَ عاشرَ) قد قرأنا
على الفقهاءِ (مرشدَك المعينَ)
فخفنا أن يقولَ الغربُ عنا
أناسٌ للنساءِ محقرونَ
وخفنا من يعيرنا بفقهٍ
رجوليّ من المتزلفينَ
منحناهنَّ كل مجالِ شغل
أَإِ ن صلتْ بنا تستغربونَ
وما أعنى الإساءةَ للغواني
وإن أوضحتُ رأيَ مخالفينَ
ومن شرط الخَطابةِ يا إمامي
جوازُك دورة المتكونينَ
عن المطلوبِ عمرُك شيخُ يربو
فعنْ خمسٍ يزيدُ وأربعينَ
وأين إجازةٌ هل أنتَ إلا
كخريجي العتيقِ مهمشونَ
مضى زمنٌ لهمْ فيه سُموُّ
فردوا اليوم أسفلَ سافلينَ
لعل قصيدتي منهمْ شَكَاةٌ
ـساقُ إلى أمير المومنينَ
على يدِ كل مستمعٍ حريصٍ
على الأشياخ والمتتلمدينَ
إذا في المسجدِ التفاز يُجدي
ويغني عن ألوف الواعظينَ
فدعْ أيها الخطيبُ البحثَ عما
تقولُ وكنْ من المتفرجينَ
خبرتَ القومَ لم يصغوا لدرسٍ
ولم يهووه صاروا نائمينَ
أمَا الإرشاد في المذياع يكفي
رؤى التلفاز تجعلنا عمينَ
سئمنا من حديثِ مقصرين
عظينا يا فضائيةٌ عظينا
وعن كل القضايا حدثينا
فليسَ الدين شأنا، بلْ شؤونا
عساكِ تكرهينَ ببث خير
(دُزِيمَ) و (إِثمَ) للمتتبعينَ
وما المذياعُ والتلفاز إلا
برامجُ من جهود المنتجينَ
إذا فَسدوا تضرُّ مخاطبيها
وإن صلحوا تفيدُ السامعينَ
أَجِلوا العالمين وكرموهم
فهمْ لكم هداةٌ مرشدون
همُ ملحُ البلاد ومصلحوها
همٌ حُمَّالُ إرثِ المرسلينَ
غَبَطْنا الشيعةَ الإخوانَ لولا
تحالفُهم مع المستعمرينَ
مراجعُها العظامٌ معظمونَ
مراجعنا الكرامُ محطمونَ
إذا العلماءُ منا لم تكرمْ
فلمْ ولمنْ نكون مكرمينَ
شعر: عبد الله التتكي العاطفي
ـ[هشام حاتم]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 12:59 ص]ـ
لقد ظلت هذه القصيدة الرائعة في هذا المنتدى أكثر من خمسة أشهر ولا من يعلق عيها أو يذكرها بخير أو شر، فما أهون الشعروالشعراء في هذا الزمان
وقد صدق الحريري صاحب المقامات حين قال
يقولون إن جمال الفتى * وزينته أدب راسخ
وما إن يزين سوى المكثرين * ومن عنده الخبز والكامخ
لمذهبِ مالك في السابقينَ
مناصرةٌ كما في اللاَّحقينَ
دعانا المجلسُ العلمي فجئنا
لندوته مجييءَ مناصرينَ
(رُدَانَةُ) أنتِ أوْلى المدْنِ هلْ من
صحيحِ القول عندكِ خَبرينا
منْ ابنُ الأصبَحيُّ؟ ومن قفوْه
بِقُطركِ منْ شيوخٍ بارزينَ
حديثُ ذويكِ يكفينا (أيفتى
ومالكُ في المدينة)؟ لن يكونَ
وإن لتواضعٍ تأبينَ إلا
مشاركةً لنا فلتُسعدينا
إذا تاهَ اليراعُ فأرشدينا
وإن زاغَ اللسانُ فنبهينا
وما لمْ ندرِ أو لم تعرفيه
فَـ (لاأدري) ملاذُ العاجزينَ
فمالكُ وهو قدوتُنا جميعا
يجيبُ بها وفودَ السائلينَ
(رُدَانَةُ) موطنُ العلماءِ كمْ هُمْ
لديكِ معزَّزون مكرمونَ
أتوكِ اليومَ تكريماً ِلحَبر
كريمٍٍ فضلُه ما تعلمينَ
فقومي واطربي فرحاً وأَلقي
وروداً فوق هامِ الحاضرينَ
وأَعط وسامكِ العلميَّ شيخاً
أفادَ العلم للمتعلمينَ
عميدَ العلم والعلما رئيساً
أجلَّ بكل تبجيلٍ قمينا
قضىَ ما بين تدريسٍ ودرسٍ
وإِرشادٍ لمن جهلوا سنينَ
له في الفقه والتاريخِ كتْب
سلوها عن جَدَاهُ فلن تَمينَ
أزاح ببحثه عن فقهِ سوسٍ
غباراً فانجلى للناظرينَ
فما للأحْسَن العبادي إلا
ثناءٌ من جميعِ الوافدينَ
هو الحبرُ الذي ماكان يوما
بخدمته لمذهبه ضنينَ
لمذهبِ مالك فضلٌ علينا
فلم ينكره إلا الجاهلونَ
بأحضانٍ وتَرحاب وشوقٍ
تلقاهُ الجدودُ الأولونَ
بنى ملكاً لهم وحمى بِلاداً
ونماها ووحَّدها قرونا
أشاعَ العدلَ ما بين الرعايا
¥