أذاعَ الأمن واجثثَّ الفتونَ
به عَمِلَ القضاءُ به الفتاوى
به ساسَ الوُلاةُ الحاكمونَ
عليه رعاتَنا عودوا وعوجُوا
إليهِ لنستريح ونستكينَ
لتُقص مذاهبُ الدنيا فلسنا
لغير المالكيِّ مقلدينَ
أعيدوا مجدَه فينا وأحيوا
قواعدَه نديرُ بها الشؤونَ
معاملة أقضيةٌ وحكما
ليشملَ عندنا دنيا ودينا
نذود به الفواحشَ والخطايا
فنصبحُ سالمينَ وآمنينَ
فلا نسمعْ ولا نقرأْ فتاوى
أتتْ من غيره للسائلين
طوائفُ للتَّسلفِ مدَّعون
على الفُتْيا تراهم َيْجرُؤونَ
بدعوى نصرةِ التوحيد صاروا
جيوشَ مُشَرِّكين مبدِّعينَ
بلا أدبٍ ولا فقهٍ ولكنْ
لهمْ عذرٌ على ما يفعلونَ
خَلتْ لهم الجِواءُ فلا غَيورٌ
يقومُ مقامهم مِن عالمينَ
أعيدوا للفقيه الكفءِ دوراً
يليقُ به ويهدي القائدينَ
ليَأتوه فإنَّ (العلمَ يُوتَى
ولا يَأتي) ركابَ الحاكمينَ
ولا تعدُوا المحاكمُ في الدَّعاوَى
لدى الأحكامِ مذهبَنا المتينَ
فأحكامُ الحدودِ معطَّلاتٌ
فحُققَ ما ابتغاه المفسدونَ
فسوقٌ معلنٌ عَهْرٌ وخمرٌ
وعُرْيٌ في بلادِ المسلمينَ
لعولمةِ الرذائلِ قابلونَ
لعولمةِ الفضائلِ رافضونَ
إذا عن وضعنا المذمومِ نَرضى
فنحنُ عن المحجةِ ناكبونَ
فلو بُعِث الأمامُ لقال: أنتم
لما دوَّنتُ لسمْ تابعينَ
إذا عمَل المدينة منْ أُصولي
فما أعمالُ مدْنكمُ؟ سَلُونا
نبذتمْ مذهبي إلا فروعاً
بها أمسيتمُ مسْتمسكينَ
يهاجمها إباحيُّون بُغضاً
وَيُؤذيها تصرفُ جامدينَ
تريدُ الدعم من متمكنينَ
تريدُ مجددين مُؤصلينَ
ألم يصلحْ لعصركم كتابي؟
ألم يَحْضٌنْه قُطركمُ قرونا
دَعُوا من خالفوكمْ فليقولوا:
ظلاميونَ أو متعصبونَ
فإن الزيغَ يبقى الزيغَ حتى
وإن أَلبستَه النورَ المبُينَا
أتغييرُ المناهجِ يقتضى أن
تكونوا للفروضِ مُعَطِّلينَ؟
فأين وأينَ أمرٌ باعتصام
بحبل الله لِمْ تتفرقونَ
توحَّدَ كلُّ جنس آدميّ
ـ برغم الخلفِ ـ إلا المسلمينَ
وأينَ وصيةُ المولى تعالى:
أعدوا ما استطعتم ترهبونَ
فلا كُتُبَ المغازي تَدرسونَ
ولا بابَ الجهادِ تُترجمونَ
وما يعني جهادَ النفسِ قولي
ولكنْ دفعَ قوم يعتدونَ
فهل تتقهقر الأعداء إلا
به ويُرَدُّ كيدُ الطامعينَ
وإلا لن يَرى أيَّ احتلالٍ
كفاحاً من سلاحِ مقاومينَ
أتخشونَ الأجانبَ أن يقولوا:
أُصوليونَ أو متطرفونَ
وهمْ في إخوة الإسلامِ ليلاً
نهارا يذبحونَ يُدمرونَ
تريدونَ التسامحَ والتغاضي
وإن القوم لا يتسامحونَ
يجوز رضاهم عنكم ولكنْ
إذا للدينِ كنتم نابذينَ
وأفرعُ مذهبي لم تبقَ لولا
شيوخٌ في العتائق رابضونَ
همُ درَسوا النصوصَ ودرَّسوها
همُ لمتونها مستظهرونَ
لِخريجيهمُ سِيما اعتدالٍ
فهمْ متواضعون مسالمونَ
فليسوا للسياسة جانحونَ
وليسوا للزعامةِ طامحونَ
بقانونِ الأئمة قد أسأتم
إليهمْ ـ ويحكمْ ـ متعمدينَ
بهِ منعٌ وإقصاءٌ وحيفٌ
وتضييقٌ على المتفقهينَ
فلو أني طلبتُ خَطابة في
جوامعكم منَ المترشحينَ
لقلتم: لا، فلستَ بمغربي
ففي القانونِ منعكم يقينَا
وأن جنسيةً تمنحْ فهذِي
شروطٌ غيرُها للراغبينَ
فلا يغرُرْك أنك يَعربيٌّ
وأنكَ من رعايا مسلمينَ
فدعْ هذا فما الإسلامُ شرطا
ولا القرآنٌ ضل الحافظون
أَإِن طلبَ الإمامةَ غيرٌ واعٍ
كتابَ إلهِه تستهزئونَ
أَإِن طلبَ الإمامةَ دائنونَ
بدين آخر ٍتتعجبونَ
مواطنةٌ تنافي كل ميزٍ
ألوناً كانَ أم لغةً ودينا
وما التذكيرُ شرطاً رُبَّ أنثى
إذا شاءتْ تؤم مذكرينَ
فعذرا يا (ابنَ عاشرَ) قد قرأنا
على الفقهاءِ (مرشدَك المعينَ)
فخفنا أن يقولَ الغربُ عنا
أناسٌ للنساءِ محقرونَ
وخفنا من يعيرنا بفقهٍ
رجوليّ من المتزلفينَ
منحناهنَّ كل مجالِ شغل
أَإِ ن صلتْ بنا تستغربونَ
وما أعنى الإساءةَ للغواني
وإن أوضحتُ رأيَ مخالفينَ
ومن شرط الخَطابةِ يا إمامي
جوازُك دورة المتكونينَ
عن المطلوبِ عمرُك شيخُ يربو
فعنْ خمسٍ يزيدُ وأربعينَ
وأين إجازةٌ هل أنتَ إلا
كخريجي العتيقِ مهمشونَ
مضى زمنٌ لهمْ فيه سُموُّ
فردوا اليوم أسفلَ سافلينَ
لعل قصيدتي منهمْ شَكَاةٌ
ـساقُ إلى أمير المومنينَ
على يدِ كل مستمعٍ حريصٍ
على الأشياخ والمتتلمدينَ
إذا في المسجدِ التفاز يُجدي
ويغني عن ألوف الواعظينَ
فدعْ أيها الخطيبُ البحثَ عما
تقولُ وكنْ من المتفرجينَ
خبرتَ القومَ لم يصغوا لدرسٍ
ولم يهووه صاروا نائمينَ
أمَا الإرشاد في المذياع يكفي
رؤى التلفاز تجعلنا عمينَ
سئمنا من حديثِ مقصرين
عظينا يا فضائيةٌ عظينا
وعن كل القضايا حدثينا
فليسَ الدين شأنا، بلْ شؤونا
عساكِ تكرهينَ ببث خير
(دُزِيمَ) و (إِثمَ) للمتتبعينَ
وما المذياعُ والتلفاز إلا
برامجُ من جهود المنتجينَ
إذا فَسدوا تضرُّ مخاطبيها
وإن صلحوا تفيدُ السامعينَ
أَجِلوا العالمين وكرموهم
فهمْ لكم هداةٌ مرشدون
همُ ملحُ البلاد ومصلحوها
همٌ حُمَّالُ إرثِ المرسلينَ
غَبَطْنا الشيعةَ الإخوانَ لولا
تحالفُهم مع المستعمرينَ
مراجعُها العظامٌ معظمونَ
مراجعنا الكرامُ محطمونَ
إذا العلماءُ منا لم تكرمْ
فلمْ ولمنْ نكون مكرمينَ