تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[طلبتك يامهلهل .. لا تردني]

ـ[البحر الفصيح]ــــــــ[05 - 05 - 2007, 06:19 ص]ـ

أرجوك يامهلهل أشرح لي القصيده ضروري جدا

فجر الربيع لـ (صفي الدين الحلي)

فجر أطل بوجهه الوضاء ... فكسا الوجود بنضرة وبهاء والروض مُخضَلٌ الجوانب مشرق ... وشذى الزهو يشيع في الأرجاء

والطير تخطب والغصون منابر ... والريح تنشر قالة الخطباء

والزهر أجناد تصيخ بسمعها ... لندا الصباح ويقظة الإغفاء

متع فؤادك بالجلوس هُنيهة ... بين الغدير وروضة خضراء

فهنا الزهور موائل وعواطف ... ومناظر ومفاتن للرائي

قد عمَّمت شجراتها بعمائم ... متباينات الشكل والأزياء

ونهيرها الرقراق يُفعم نبعة ... قلب الخليِّ بمنظر ورواء

فاجلس برابية تُريك بدائعا ... من صنع ربك مبدع الأشياء

واستعرض الزمن المواتَي ولتكن ... عما يثير شجاك ذا إغضاء

يومان بالدنيا: فيوم سعادة ... سرعان ما يمضي ويوم،ويوم شقاء

فاغنم زمانك بؤسه ورخاءه ... فهو القصير بشدة ورخاء

ـ[مهلهل ربيعة]ــــــــ[09 - 05 - 2007, 05:34 م]ـ

:::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أخي البحر الفصيح: عذرا على تأخير في الرد والشرح لعدم التفرغ ...

وأظن موعد تسليم الواجب المدرسي فات ... اعتذر ايضا.

ولكن شرح هذه الأبيات الجميلة لاتخلوا من فائدة.

ملاحظة: شرح الأبيات اجتهاد شخصي قابل للنظر أقبل فيه النقد البناء ووجات النظر إن أحسنت فمن الله والخطأ من نفسي والشيطان والله المستعان!

يقول الشاعر:

فجر أطل بوجهه الوضاء

شبه الشاعر بزوغ نور الفجروبياضه بالرجل الأبيض الوضاء

فكسا الوجود بنضرة وبهاء

أي أن ذلك الرجل لما حضر في محيطه جعل ما حوله جميل وكذلك الفجر لما طلع بنوره شتت الظلام وسطع بنوره ليرى الإنسان بيد صنع الله

والروض مُخضَلٌ الجوانب مشرق

أي أن ذلك الروض الذي سطع فيه نور الفجر لاتكاد ترى فيه مساحة إلا وهي خضراء زاد في خضرتها ضياء الصباح

وشذى الزهو يشيع في الأرجاء

أي عطر الزهر قد ملىء تلك الروضة الغناء

والطير تخطب والغصون منابر

كأن الطير حينا تغرد خطيب يخطب وشبهها بالخطيب لطول تغريدها واستمتاعها بتلك الروضة الجميلة

وشبه الغصن الذي غرد عليه الطير وأطال في تغريده بالمنبر الذي تخطب عليه الخطباء

والريح تنشر قالة الخطباء

أنا أتحفظ على لفظة (الريح) لأن الريح غالبا تكون قوية ومدمرة قال تعالى مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (آل عمران:117) وقال تعالى رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الاحقاف: من الآية24

مع ذلك قد تكون الريح طيبة فكلمة الريح تحتمل القوة وتحمل اللطف وتكون غالبا للقوة

ولكن لو استعمل مثلاالنسيم أو كلمة توافق وزن أبياته مما لايحتمل القوة والتدمير لكان أفضل

والشاعر يقصد بالريح نسيم الصباح الذي يوصل تغريد تلك الطيور إلى جميع أرجاء تلك الروضة البديعة

والزهر أجناد تصيخ بسمعها

شبه الشاعر الزهر بالجنود الواقفين بلافتور

وزاد الزهر نضرة ذلك الندى الذي أفاق الزهر من غفوته وفتح تاجه وزهرته

متع فؤادك بالجلوس هُنيهة

بين الغدير وروضة خضراء

هنا تشخيص فالشاعر يوجه الخطاب إلى نفسه حيث جعلها شخصا آخر

فو يقول سامتع نفسي بالماء الجاري في البستان البهي

ويتعدا بالتشخيص إلى كل أحد عليه أن يتمتع بكل ماهو جميل وبهي

فهنا الزهور موائل وعواطف

ومناظر ومفاتن للرائي

كناية إلى كثرة الزهر وذلك بيله وتشابكه في بعض

مما جعل ذلك المنظر فاتن لمن يراه ويتأمله

قد عمَّمت شجراتها بعمائم

أي أن ذلك البستان ذا أشجار أغصانها مورقة مثمرة كثيفة كأنها العمائم فوق رؤس الرجال

متباينات الشكل والأزياء

كناية عن تنوع تلك الأشجار وتعدد اصنافها فشجرة الرمان تختلف عن شجرة الورد

ونهيرها الرقراق يُفعم نبعة

قلب الخليِّ بمنظر ورواء

نهيرها تصغير نهر وهو يناسب الماء الذي يجري في بستان فالنهر بالنسبة للبستان فيضان بخلاف الجنة فالجنة واسعة ويناسبها لفظ نهر

ولم يقل غدير لكثرة الماء ووفرته وتدفقه مما جعل القفر روضة بديعة

فاجلس برابية تُريك بدائعا

من صنع ربك مبدع الأشياء

هنا أسلوب تشخيص حيث جعل الشاعر من نفسه شخص آخر يوجه إليه حديثه وهو يقول سأتمتع بهذه الروضة الجميلة الذي لايبدع جمالها إلا الله سبحانه وتعالى

ويتعدى الخطاب بالتشخيص إلى كل أحد عليه أن يتمتع بكل ماهو جميل من حوله وينظر ويتدبر جميل صنه الله تبارك وتعالى.

واستعرض الزمن المواتَي ولتكن

عما يثير شجاك ذا إغضاء

أي عش هذه اللحظة الجميلة في الروضة البديعة ودع عنك مشاغل الحياة تأمل في الشجر والزهر وجريان الغدير والطير والتغريد

ولاتفكر فيما يثيرك ويغضبك ويكدر صفوك

يومان بالدنيا: فيوم سعادة

سرعان ما يمضي ويوم شقاء

فاغنم زمانك بؤسه ورخاءه

فهو القصير بشدة ورخاء

أي أن هذا الزمن الذي أنت فيه يجب اغتنام سعادته كي تتقوى على لحظة بؤسه فمن لم يستمتع بلحظة السعادة أصبح قتيلا للحظة الشقاء

تم بحمد الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير