[تدريس الإعجاز العلمي في القرآن الكريم على مستوى المراحل التعليمية]
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 12:40 ص]ـ
[تدريس الإعجاز العلمي في القرآن الكريم على مستوى المراحل التعليمية]
تئن أدراج المكتبات الإسلامية برسائل الماجستير والدكتوراة ورسائل الأستاذية، وفي كل بلد عربي وإسلامي هناك لجنة خاصة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، هذا إن لم تكن منظمة أو مجمع فقهي متكامل للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وكل رسائل الماجستير هذه والدكتوراة وكل كتب الإعجاز العلمي حبيسة الأدراج وحبيسة الأفكار والأذهان، وتخلو الكتب الدينية من مواضيع خاصة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، في جميع مراحل التعليم، مما يجعل التعليم الديني يقتصر على بعض المواضيع العامة التي يتعلمها الفرد في الكُتّاب الديني أو في درس الفقه في الجامع أو المسجد، وبذلك فإن التعليم الديني في معظم الدول العربية بجميع مراحلها لا يضيف جديداً إلى المتعلم، بل يقتصر كتاب التربية الدينية على بعض المواضيع في الصلاة والزكاة والحج والعمرة فقط، وفي المراحل التالية يتم أيضاً تدريس نفس هذه المواضيع بتوسع ما، فمثلاً بعد أن تم تدريس المواضيع الابتدائية السابقة يتم التوسع فيها في المراحل التعليمية المقبلة، وهكذا، فبعد أن تم تدريس الصلاة، تأتي المرحلة المقبلة بتدريس صلاة الجمعة، وفي مرحلة قادمة صلاة العيدين، وفي مرحلة، وفي مرحلة مقبلة تدريس صلاة النافلة، وبالنسبة للزكاة يبدأ في مرحلة ابتدائية بحديث الزكاة ثم في مرحلة قادمة يتم تدريس زكاة الفطر ثم زكاة الزروع وزكاة المال، وهكذا لا يتغير المنهج التعليمي من مرحلة إلى أخرى منذ أن بدأ يدرس فيه طالب العلم.
ويخلو كتاب التربية الدينية من مواضيع معاصرة تناسب الوقت والعصر والزمن الذي يعيشه الفرد، لا نقول بإلغاء تدريس الصلاة والزكاة والحج والصوم، حاشا وكلا، بل نقول بتناسب المنهج مع تناسب مواضيع العصر حتي يخرج الجيل المتعلم متسلحاً بكل ما يناسب عصره، نقول بإضافة مواضيع جديدة إلى تلك المواضيع المنهجية، لا ننادي بالإلغاء بل ننادي بالإضافة والتجدد والمتابعة لكل ما يهم الفرد في تقويم حياته.
إن إضافة مواضيع فقهية معاصرة، وتدريس الإعجاز العلمي في القرآن الكريم كموضوع بكتاب التربية الدينية في جميع مراحل التعليم عامل هام في توثيق فكر الطالب بالأدلة والحجج القوية وتسليح له بما يناسب عصره، ودعم لهذا الموضوع الهام في بناء حياة الفرد المسلم وفكره وثقافته.
لا يعرف معظم الخرجين حديثاً (من أرقى جامعات الدول العربية) شيئاً عن معظم مواضيع الدين الإسلامي وأحكامه.
يحكى أن أحد طلاب العلم، وأحد خريجي جامعة ... (مشهورة ومعروفة عالمياً) قدّمه الناس ليصلي صلاة الجنازة، فصلى راكعاً وساجداًَ، وهنا ضج عليه الناس، وعلى علمه وعلى ركوعه وسجوده، فأخبرهم أن يصلي على مذهب تعلمه ... !!!! أي مذهب هذا، وأي تعليم؟!!
إن المتأمل لطالب العلم المتخرج من الجامعات حديثاً يقف مذهولاً أمام الأفكار الغريبة والغربية التي تملأ ذهنه، وعندما تسأله في دينه وسلوكياته يقف صامتاً محتجاً بقوله: لم ندرس ذلك أبدا ... !!! أي أنه: لم يدرس ويتعلم طوال رحلته التعليمية أي شئ يفيده في دينه.
مع أن العلوم الدنيوية هدف دراستها هو خدمة الدين لا خدمة الأفكار الغربية والغريبة.
حقيقة إن منهج التربية الدينية في معظم دولنا العربية منهج هش خفيف، يصفه أحد طلاب العلم بأنه منهج ظريف، قلت له: وما الطرافة التي فيه؟ قال: أنه وريقات في كتاب لا تتعدى الـ (70) صفحة. أي (35) ورقة.
(35) ورقة هي كل منهج التربية الدينية منها: صفحة الغلاف وخلفيته، وصفحة المقدمة وخلفيتها، وصفحة المحتويات وخلفيتها، وصفحة الفهرس وخلفيتها، وصفحة بيانات الكتاب وخلفيتها، وصفحة بها اسم الوحدة في بداية كل باب أو فصل وخلفيتها، وصفحات متعددة للأسئلة المتعلقة بكل درس، والأسئلة الشاملة المتعلقة بكل وحدة.
بعد كل هذه الصفحات كم ورقة بقيت ليتم وضع المنهج فيها؟
ـ[عيون المها]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 08:41 م]ـ
أشكرك على هذا الطرح الطيب
وأنا أؤيدك فعلا أن هناك قصورا في تدريس المناهج الإسلامية المعاصرة
والإعجاز العلمي مهم جدا خاصة في ظل الانفتاح الثقافي فالطالب بحاجة إليه كي يعرف كيف يرد على أعدائه
وشكرا
ـ[أبو لين]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 01:03 ص]ـ
أخي الكريم حمدي بارك الله فيك ورعاك على طرحك مثل هذه الموضوعات النيّرة أنار الله بها قلبك.
مما لا شك فيه أنّ للإعجاز العلمي في القرآن الكريم أهميّة قصوى تُعطي المتعلم جرعات كبيرة لغرس محبة القرآن الكريم في نفسه فيزيد حبا وشوقا في تعلم المزيد من الإعجارات , ....... ولكن
إذا كانت المناهج الدينية التي يدرسونها الآن ليست بالكافية ليصبح المتعلم ملما على الأقل بالشؤون اليومية الدينيّة , فكثير من المتعلمين لا يعرف التفريق بين (شروط الصلاة وواجباتها وأركانها - وهي عماد الدين - ولا يعرف كيفية صلاة الخوف ولا الكسوف .... ولا مقدار الزكاة .... ولا ... ولا .. ) وهي من صميم المنهج الإسلامي فكيف نضيف على المتعلم مادة دسمة مثل الإعجاز القرآني إلا إذا كانت المادة تُعطى للطالب مبسطة على شكل قصص أو بأسلوب شائق ففي هذه الحالة أقول لك ممكن وأشد على عضدك.
أمّا أن تُعطى لطالب في المرحلة المتوسطة أو الثانويّة بكل بواطنها وخفاياها فأرى أنّها من الصعب على عقولهم أن تستوعبها جيدا وقد يتوه الطالب في معاني القرآن التي تتطلب علما وافرا جامعا للعربية والإسلاميّة لأننا في زمن يصل عمر الطالب إلى عشرين عاما وهو مازال بعقلية طفل - بكل صراحة - على عكس الماضي فكان صاحب الخمسة عشر عاما يقود الجيوش ولا يهاب الموت .... أ ليس كذلك أخي الحبيب؟
¥