تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تجربة تعليمية!!]

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 09:43 ص]ـ

طريقة الدكتور عبد الله الدنّان في تدريس العربيّة الفصحى المُعْرَبة للأطفال ونجاحه فيها

إنّه الأستاذ الفاضل د. عبد الله مصطفى الدنّان صاحب التجربة الرائدة في تدريس العربية الفصحى لأطفال الروضة في الكويت وسوريا وعددٍ من البلاد العربيّة.

ليس ممّن تخصّص في العربيّة، بل هو أستاذٌ في تعليم اللغة الإنجليزية، ومع ذلك فقد نجح فيما لم ينجح فيه كثيرٌ من المتخصّصين في العربية، ولكنّه بما حملَه من غيرةٍ على العربيّة استطاع تجاوزَ الصعوبات والعوائق فأثبتَ أن العربية ليست صعبةً في ذاتها، وما الفشل الواقع في تعليمها لأهلها إلاّ بسبب فشل مناهجها.

لقد أثبتَ أنّ خدمة اللغة ليست مقصورةً على المتخصّص فيها، بل ربّما كان المتخصّصُ أحدَ عوائقها إذا كان جامدَ الفكرِ لا يحملُ همّ نشرها والدعوة إليها.

له بحثٌ بعنوان (إعداد المعلّم وتدريبه على تعليم اللغة العربية الفصحى في المرحلة الابتدائية) قدّمه إلى (ندوة تعليم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية - الواقع والتطلّعات) المنعقدة في وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 21 - 24 ذي القعدة 1420هـ الموافق 27/ 2 - 1/ 3 / 2000م.

في هذا البحث أبانَ عن مشكلة تعليم العربية للأطفال ونظريّته في حلّها مع بيان أساسها، مع ذكر تجربته في تعليم ولديه وأطفال الروضة، وتقديم تطبيقٍ عمليٍّ لحلّ المشكلة.

أعرض هنا ما يعنينا من هذا البحث فهو أقدر على بيان نظريّته:


حل مشكلة تعليم اللغة العربية ابتداء من رياض الأطفال

ينطلق هذا الحل من الفكرة التالية، وهي:

استغلال القدرة الفطرية الهائلة لاكتساب اللغات عند الأطفال قبل سن السادسة وإكسابهم اللغة العربية الفصحى قبل أن تبدأ بالضمور بعد سن السادسة.

1 - الأساس النظري للحلّ:

كشف علماء اللغة النفسيون (تشومسكي 1959‘ 1965)، و (إرفن 1964) و (لينبرغ 1967) منذ حوالي أربعين عاماً أن الطفل وفي دماغه قدرةٌ هائلةٌ على اكتساب اللغات، وأن هذه القدرة تمكنه من كشف القواعد اللغوية كشفاً إبداعيّاً ذاتيّاً، وتطبيق هذه القواعد ومن ثمَّ إتقان لغتين أو ثلاث لغات في آنٍ واحدٍ. والعجيب أن الطفل في هذه المرحلة يعمّم القواعد بعد كشفها حتى على الكلمات التي لا تنطبق عليها ثم هو يصحّح تصحيحاً ذاتياًّ هذا التعميم الخاطئ.

وقد كشف لينبرغ (1967) أن هذه القدرة لاكتساب اللغات تبدأ بالضمور بعد سن السادسة، وتتغير برمجة الدماغ تغييراً بيولوجيّاً من تعلم اللغات إلى تعلم المعرفة، ولذلك يمكن القول إن مرحلة ما قبل السادسة مخصصة لاكتساب اللغات، وإن مرحلة ما بعد السادسة مخصصة لاكتساب المعرفة. وبناءً على ذلك فإن المفروض بحسب طبيعة خلق الإنسان أن يتفرغ الطفل لتعلم المعرفة بعد سن السادسة من العمر، بعد أن تفرغ لتعلم لغةٍ (أو أكثر) وأتقنها قبل سن السادسة.

أما تعلم اللغة بعد سن السادسة فيتطلب جهداً من المتعلم لأنه يحتاج إلى معلّم يكشف له قواعد اللغة الجديدة. كما يحتاج إلى وقت طويل يبذله في التدرّب على تطبيق هذه القواعد مع تعرّضه للخطأ والتصحيح من قبل المعلم. بينما هو يقوم بهذه العملية بصورةٍ تلقائيةٍ قبل سن السادسة.

وهكذا يمكن القول إن هناك طريقتين لتحصيل اللغة:

الأولى: قبل السادسة من العمر وهي الطريقة الفطرية التي يكشف الطفل فيها القواعد اللغوية ويطبقها دون معرفةٍ واعيةٍ بها، والثانية: تبدأ بعد السادسة من العمر وهي الطريقة المعرفية الواعية والتي لا بدّ فيها من كشف القاعدة للمتعلّم وتدريبه على ممارستها تدريباً مقصوداً ضمن خطة منهجية. وإذا قارنّا بين الطريقتين نلاحظ ما يلي:

(1) الأولى تسمى اللغة المكتسبة بها لغة الأم، بينما اللغة بعد سنّ السادسة لا يمكن أن تكتسب هذه الصفة.

(2) الأولى تتمّ دون تعب،بينما الثانية تحتاج إلى جهد كبير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير