قد عدها في الصفات الإمام أحمد وابنه الإمام عبد الله بن أحمد والإمام عثمان بن سعيد الدارمي والإمام ابن خزيمة والإمام ابن بطة والإمام اللالكائي والإمام البربهاري والإمام الطبري والإمام ابن عبد البر والإمام ابن القيم والإمام السعدي وغيرهم كثير
فهل كل هؤلاء غلطوا؟
نعم، غلط هؤلاء كلهم - عند شيخ الإسلام ومن تبعه - إذا ثبت هذا الرأي عنهم.
لكن السعدي وابن القيم وأمثالهما رحمهم الله متأخرون عن شيخ الإسلام.
وأما ابن بطة واللالكائي والبربهاري وابن عبد البر فليسوا من السلف، بل هم أتباع السلف. وأقوال هؤلاء ليس عليها اعتماد الشيخ في المسائل الدقيقة، بل قد انتقد الشيخ أمثالهم - رحمهم الله - في مواضع كما لا يخفى عليكم.
وأما ابن خزيمة وعثمان الدارمي رحمهما الله، فمثل هذا التفسير الذي هو الزيادة في الإثبات ليس ببعيد وجوده في كتب الدارمي. وشيخ الإسلام بالفعل قد خطأ ابن خزيمة في هذا الموضع بالذات. فاعتراضكم بمخالفته لشيخ الإسلام لا وجه له، لأن الكلام إنما يقع فيها.
وأما أبو جعفر الطبري، فوالله لا أدري من أين هذا الاستنباط منكم؟؟ ألم يقل رحمه الله في تفسيره بالحرف الواحد:
{والصواب من القول في ذلك: أن الله تعالى ذكره إنما خص الخبر عن المشرق والمغرب في هذه الآية بأنهما له ملكا، وإن كان لا شيء إلا وهو له ملك - إعلاما منه عباده المؤمنين أن له ملكهما وملك ما بينهما من الخلق، وأن على جميعهم - إذ كان له ملكهم - طاعته فيما أمرهم ونهاهم، وفيما فرض عليهم من الفرائض، والتوجه نحو الوجه الذي وجهوا إليه، إذ كان من حكم المماليك طاعة مالكهم. فأخرج الخبر عن المشرق والمغرب، والمراد به من بينهما من الخلق، على النحو الذي قد بينت من الاكتفاء بالخبر عن سبب الشيء من ذكره والخبر عنه، كما قيل: (وأشربوا في قلوبهم العجل)، وما أشبه ذلك. ومعنى الآية إذا: ولله ملك الخلق الذي بين المشرق والمغرب يتعبدهم بما شاء، ويحكم فيهم ما يريد عليهم طاعته، فولوا وجوهكم - أيها المؤمنون - نحو وجهي، فإنكم أينما تولوا وجوهكم فهنالك وجهي. فأما القول في هذه الآية ناسخة أم منسوخة، أم لا هي ناسخة ولا منسوخة؟ فالصواب فيه من القول أن يقال: إنها جاءت مجيء العموم، والمراد الخاص، وذلك أن قوله: (فأينما تولوا فثم وجه الله)، محتمل: أينما تولوا - في حال سيركم في أسفاركم، في صلاتكم التطوع، وفي حال مسايفتكم عدوكم، في تطوعكم ومكتوبتكم، فثم وجه الله، كما قال ابن عمر والنخعي، ومن قال ذلك ممن ذكرنا عنه آنفا. ومحتمل: فأينما تولوا - من أرض الله فتكونوا بها - فثم قبلة الله التي توجهون وجوهكم إليها، لأن الكعبة ممكن لكم التوجه إليها منها. كما قال أبو كريب: حدثنا وكيع، عن أبي سنان، عن الضحاك، والنضر بن عربي، عن مجاهد في قول الله عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله)، قال: قبلة الله، فأينما كنت من شرق أو غرب فاستقبلها. حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني إبراهيم، عن ابن أبي بكر، عن مجاهد قال، حيثما كنتم فلكم قبلة تستقبلونها قال، الكعبة. ومحتمل: فأينما تولوا وجوهكم في دعائكم فهنالك وجهي أستجيب لكم دعاءكم، كما حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، قال مجاهد: لما نزلت: (ادعوني أستجب لكم)، قالوا: إلى أين؟ فنزلت: (فأينما تولوا فثم وجه الله).}
قلت: فأين اختيار أبي جعفر من بين هذه الأقوال يا ترى ....... ؟؟
وقلت: ما نسبه الطبري إلى ابن عمر رضي الله عنه استنباط من عند نفسه، لا موجود مصرحا في كلام ابن عمر، بل هو على عكسه أدل. ولعل ذلك الفهم منه رحمه الله لاعتباره أن اسم القبلة لا تشمل المدينة في كلام ابن عمر رضي الله عنه.
وأما الإمام أحمد، فذلك الذي يرويه ابنه رحمهما الله عنه وجادةً: ليس بالبين ولا بالصريح في أن معنى الوجه في الآية صفة لله بالمطابقة. وبقدر إرادة الإمام أحمد ذلك، فهو داخل في عموم كلام الشيخ رحمهما الله، ولا محذور في ذلك.
قال ابن تيمية: [/
================================================== =======
هكذا قال جمهور السلف
================================================== =======
COLOR] قال عيد فهمي:
¥