فصل: وأما نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقل إنهن أفضل من العشرة إلا أبو محمد بن حزم، وهو قول شاذ لم يسبقه إليه أحد وأنكره عليه من بلغه من أعيان العلماء، ونصوص الكتاب، والسنة تبطل هذا القول وحجته التي احتج بها فاسدة .. ـ ذكر حجته ورد عليها ثم قال ـ: وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف، وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره، وما يأتي به من الفوائد العظيمة له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه، كما يعجب مما يأتي من الأقوال الحسنة الفائقة، وهذا كقوله إن مريم نبية، وإن آسية نبية، وإن أم موسى نبية .. اهـ[ .. ثم رد عليه].
وانظر كلام ابن تيمية في الصفدية 1/ 198: على هذه المسألة، والرد على ابن حزم.
وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوي 21/ 207:
ومن لم يلحظ المعاني من خطاب الله ورسوله، ولا يفهم تنبيه الخطاب، وفحواه من أهل الظاهر كالذين يقولون: إن قوله ولا تقل لهما أف لا يفيد النهي عن الضرب، وهو إحدى الروايتين عن داود، واختاره ابن حزم وهذا في غاية الضعف، بل وكذلك قياس الأولى، وإن لم يدل عليه الخطاب لكن عرف أنه أولى بالحكم من المنطوق بهذا؛ فإنكاره من بدع الظاهرية التي لم يسبقهم بها أحد من السلف فما زال السلف يحتجون بمثل هذا وهذا.
وقال في درء تعارض العقل والنقل 8/ 61: [في كلامه على ابن عقيل]
فيوجد في كلامه من الكلام الحسن البليغ = ما هو معظم مشكور، ومن الكلام المخالف للسنة والحق = ما هو مذموم مدحور، وكذلك يوجد هذا، وهذا في كلام كثير من المشهورين بالعلم مثل أبي محمد بن حزم، ومثل أبي حامد الغزالي، ومثل أبي عبد الله الرازي وغيرهم.
قال شيخ الإسلام في الصفدية 2/ 178: .. ابن حزم، وهو ممن يعظم الفلاسفة.
في الفتاوي 9/ 274: .. وهي الفلسفة الأولى، والحكمة العليا عندهم وهم يقسمون الوجود إلى: جوهر وعرض.
والأعراض يجعلونها تسعة أنواع، هذا هو الذي ذكره أرسطو وأتباعه يجعلون هذا من جملة المنطق لأن فيه المفردات التي تنتهي إليها الحدود المؤلفة، وكذلك من سلك سبيلهم ممن صنف في هذا الباب كابن حزم وغيره
وفي الفتاوي 5/ 282: [ذكر أن ابن حزم]: ينفي الصفات.
وفي الفتاوي 4/ 262
فصل: مذهب سائر المسلمين بل وسائر أهل الملل إثبات القيامة الكبرى وقيام الناس من قبورهم والثواب والعقاب هناك وإثبات الثواب والعقاب في البرزخ ما بين الموت إلى يوم القيامة هذا قول السلف قاطبة وأهل السنة والجماعة وإنما أنكر ذلك في البرزخ قليل من أهل البدع، لكن من أهل الكلام من يقول هذا إنما يكون على البدن فقط، كأنه ليس عنده نفس تفارق البدن كقول من يقول ذلك من المعتزلة والأشعرية.
ومنهم من يقول بل هو على النفس فقط بناء على أنه ليس في البرزخ عذاب على البدن، ولا نعيم كما يقول ذلك ابن ميسرة وابن حزم .. وانظر ما بعده.
وانظر: 5/ 446، و525: وفيه: ولهذا صار بعض الناس إلى أن عذاب القبر إنما هو على الروح فقط كما يقوله ابن ميسره وابن حزم، وهذا قول منكر عند عامة أهل السنة والجماعة.
وانظر: الروح لابن القيم ص42 فقد استفاض في المسألة ورد على أبي محمد ابن حزم.
وفي الفتاوي 8/ 8:
في مسألة كون الرب قادرا مختارا، وما وقع فيها من التقصير الكثير مما ليس هذا موضعه، والمقصود هنا الكلام بين أهل الملل الذين يصدقون الرسل فنقول هنا مسائل:
المسألة الأولى: قد أخبر الله أنه على كل شئ قدير، والناس في هذا على ثلاثة أقوال:
طائفة تقول هذا عام يدخل فيه الممتنع لذاته من الجمع بين الضدين، وكذلك دخل في المقدور، كما قال ذلك: طائفة منهم ابن حزم.
وطائفة تقول هذا عام مخصوص يخص منه الممتنع لذاته؛ فإنه و إن كان شيئا فإنه لا يدخل في المقدور كما ذكر ذلك ابن عطية، و غيره، وكلا القولين خطأ.
و الصواب هو:القول الثالث الذي عليه عامة النظار، وهو: أن الممتنع لذاته ليس شيئا ألبتة ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي 4/ 18:
.. كَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ فِيمَا صَنَّفَهُ مِنْ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ إنَّمَا يُسْتَحْمَدُ بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ مِثْلَ مَا ذَكَرَهُ فِي مَسَائِلِ " الْقَدَرِ " وَ "الْإِرْجَاءِ " وَنَحْوِ ذَلِكَ
¥