قال المؤلف في الحاشية: وأعظم منها في حياتنا المعاصرة تلك النظريات الهدامة، التي استهلكت الأذهان والأموال، وأُنشئت لها الكليات والبعثات، مثل أكثر نظريات علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة، والآداب، والفلسفة، ودراسة التاريخ الغابر، والحضارة المنقرضة، بعيداً عن هدي الله.
خامسا: تعقيب آخر على كلام ابن القيم رحمه الله ص 122:
قال ابن القيم: ومنها ـ الأفكار الرديئة ـ الفكر في أنواع الشعر وصروفه، وأفانينه في المدح والهجاء والغزل والمراثي ونحوها " أ. هـ.
قال المؤلف في الحاشية: ومنه ما شاع في المتأخرين من التشطير والتخميس والألغاز، وكذا تكلف المقامات، ثم ما في عصرنا من المسرحيات والقصص، والأعمال النقدية، والصحفية إلا قليل منها.
سادسا: استدراك على العلامة سليمان بن عبد الله في شارح كتاب التوحيد ص 151:
ورحم الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فقد عقد بابا خاصا في كتابه المبارك كتاب التوحيد بعنوان: باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا " أورد فيه قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " والحديث الصحيح " تعس عبد الدينار ... الحديث ومراده أوسع وأعمق مما ذكره حفيده العلامة سليمان بن عبد الله في قوله " إن المراد بهذا الباب " أن يعمل الإنسان عملاً صالحاً، يريد به الدنيا، كالذي يجاهد للقطيفة والخميلة ونحو ذلك " أ. هـ.
فهذا وإن كان داخلاً في المراد لكن تقييده به تضييق لمغزى أوسع، أحسب أن الشيخ المؤلف أراد إيضاحه، وهو أن أكثر الناس المسلمين وغيرهم جعلوا همهم وحرثهم وكدحهم وكبدهم للدنيا وحدها، فلا تتحرك قلوبهم ولا تنفعل إلا لها وبها، حتى أنهم لو دعوا الله وعبدوه فإنما يريدون بذلك زيادة الخير والبركة في الصحة والرزق، وهذا باب أوسع من باب فساد النية مع عمل صالح يفعله العبد المؤمن، فهذا الباب الأخير يصيب الصالحين ويعرض للمخلصين.
سابعا: استدراك على الحافظ ابن حجر رحمه الله في تعريف الإيمان ص 228:
وبيان ذلك يتضح من خلال تأمل كلام أحد علماء السنة المحققين، وهو الحافظ ابن حجر رحمه الله، وهو من هو علما وفهما وإحاطة بأقوال السلف، فانظر إليه حين يقول شارحا ترجمة البخاري: وهو قول وفعل يزيد وينقص " فأما القول فالمراد به النطق بالشهادتين، وأما العمل فالمراد به ما هو أعم من عمل القلب والجوارح، ليدخل الاعتقادات والعبادات، ومراد من أدخل ذلك في تعريف الإيمان هو بالنظر إلى ما عند الله، فالسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله، ومن هنا نشأ لهم القول بالزيادة والنقص كما سيأتي، والمرجئة قالوا: هو اعتقاد ونطق فقط، والكرامية قالوا: هو نطق فقط، والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد، والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطا في صحته، والسلف جعلوها شرطا في كماله " أ. هـ.
قال المؤلف: فقارئ الكلام يفهم منه التناقض بين تعريفي السلف في موضوع العمل، فإنه في التعريف الأول: " قول وعمل " يعتبر ركنا، في حين أنه حسب التعريف الأخير: " اعتقاد وقول وعمل " ليس إلا شرط كمال فقط، ويفهم منه كذلك أن الفرق بين المرجئة والسلف أن السلف زادوا على تعريف المرجئة العمل، وجعلوه شرط كمال، وعليه فمن ترك العمل بالكلية فهو عند المرجئة مؤمن كامل الإيمان، وعند السلف مؤمن تارك لشرط الكمال فحسب، ويمكن أن يفهم منه أيضا أن تعريف المرجئة والمعتزلة أوجه من تعريف السلف، لأن المرجئة عرفوه بركنين، والمعتزلة بثلاثة، والسلف عرفوه حسب فهمه، بركنين وشرط كمال، والتعريفات إنما تذكر الأركان والشروط فضلا عن شروط الكمال.
والأهم من هذا ما سبقت الإشارة إليه من توهم انفصال الأجزاء الثلاثة، بحيث يتحقق الركنان: القول والاعتقاد، مع انتفاء العمل بالكلية، ولا يزيد صاحبه عن كونه ناقص الإيمان، مع أن السلف نصوا على أن تارك العمل بالكلية تارك لركن الإيمان.
ثامنا: استدراك على النووي رحمه الله في موقفه في القتال الدائر بين الصحابة، والذي تمسك به المستشرقون ص 258 أترك نقله لطوله.
تاسعا: تعقيب على كلام المستشرق " فان فلوتن " في ذكره مذهب جهم ص 270:
¥