قال الحافظ في ترجمة الحسن بن محمد رحمه الله وكتابه الذي أَوصى أن يُقرأ على الناس: " ونوالي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، ونجاهد فيهما، لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة، ولم نشك في أمرهما، ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة، فنكل أمرهم إلى الله " فمعنى الذي تكلم فيه الحسن، أنه كان يرى عدم القطع على إحدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئا أو مصيبا، وكان يرى أن يرجئ الأمر فيهما، وأما الإرجاء الذي يتعلق بالإيمان فلم يعرج عليه، فلا يلحقه بذلك عاب والله أعلم " أ. هـ.
قال المؤلف بعد ذلك بأسطر:
لكن ينبغي أن يستدرك على الحافظ رحمه الله قوله " فمعنى الذي تكلم فيه الحسن ... لا يلحقه بذلك عاب " فالحق أن العاب يلحق الحسن، من جهة أن كلامه أعم مما خصصه به الحافظ، بل إن الروايات غير رواية العدني مصرحة بقوله في عثمان وعلي: " فلا يتولوا ولا نتبرأ منهم " ونفي الولاية عن الخليفتين مما يعاب ويبدع صاحبه بلا ريب، كيف وقد ضربه أبوه، وقال: لا تتولى أباك؟ ولا يكون الندم إلا على خطأ أو خطيئة.
الثالث عشر: استدراك على كتاب الإيمان لأبي عبيد المطبوع ص 200:
قال ابن تيمية رحمه الله: " وقال أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام، وله كتاب مصنف في الإيمان، قال: هذه تسمية من كان يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص ... " ثم ذكر علماء الإسلام.
قال المؤلف في الحاشية: الإيمان لابن تيمية (ص 293ـ 295) وهو ليس في كتاب الإيمان المطبوع لأبي عبيد، فإما أنه طبع على نسخ غير كاملة، أو أن أبا عبيد ذكر هذا في مصنف غيره.
الرابع عشر: استدراك على محققي كتاب تفسير ابن كثير ص 202:
قال الحافظ ابن كثير: أن الإيمان إذا استعمل مطلقا، فالإيمان الشرعي المطلوب، لا يكون إلا اعتقادا وقولا وعملا، وهكذا ذهب أكثر الأئمة، بل حكاه الشافعي وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وغير واحد إجماعا " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: وقد علق المحققون على قوله " إجماعا " بقولهم: لعله إجماع الفقهاء والمحدثين، وإلا فإن جمهور علماء الكلام يرون أنه الاعتقاد فقط ".
وهذا التعليق لا وجه له، لأن علماء السنة ومنهم الأئمة الأربعة مجمعون على ذم الكلام وأهله وتعزير أصحابه، فلا يعتد بخلافهم فيما لم يجمع عليه فضلا عما هو أعظم منه، وإنما تذكر أقوالهم على سبيل الذم والإنكار.
الخامس عشر: تعقيب على كلام صاحبي فجر الإسلام ص 255:
وإليك رأي مؤلفي فجر الإسلام حين يتساءلون: " إلى أي حد تأثر العرب بالإسلام؟ وهل انمحت تعاليم الجاهلية، ونزعات الجاهلية بمجرد دخولهم في الإسلام؟ الحق أن ليس كذلك، وتاريخ الأديان، والآراء يأبى ذلك كل الإباء " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: في ص 98 يطعنون في إسلام كل من أسلم يوم الفتح، وفي إسلام سكان البوادي جملة، فإذا كان الأمر كذلك، وكان تأثر الصفوة من أهل المدينة كما ذكروا ص 94، فماذا صنع الإسلام ونبيه ? إذن؟!!.
السادس عشر: تعقيب على المستشرق ويلهاوسن ص 271:
وأما ويلهاوسن فيبدأ من النقطة نفسها، لكنه أكثر وقاحة حين ينسب ذلك للنبي ? فيقول أخزاه الله: " كان محمد قد بدأ خطواته وهو مقتنع أن دينه في جوهره نفس الدين اليهودي والنصراني، فكان يتوقع أن يلقاه اليهود في المدينة وقد فتحوا ذارعهم لاستقباله، غير أنه خاب فأله منهم خيبة مريرة " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: وأوقح منه من يعتمد على آرائه ممن ينتسب للإسلام، وقد جعلوا لكتابه من الأهمية أنهم ترجموه مرتين، إحداهما سورية " يوسف العش "، والأخرى مصرية " أبو ريدة " حتى يستدرك كل منهما ما قد يكون فات الآخر، من هذا الكلام العلمي الموضوعي!!.
السابع عشر: استدراك على المستشرق بروكلمان ص 278:
قال بروكلمان عن عقيدة عبد الله بن أباض إنها وهابية، مع قوله: إنه لم يظهر المذهب الوهابي قبل منتصف القرن السادس الهجري!! " أ. هـ
قال المؤلف: مع ملاحظة أن الصحيح وهبية لا وهابية، ولعل الخطأ من المترجم.
الثامن عشر: استدراك على محقق كتاب اللالكائي ص 279:
قال الأوزاعي: " وقد كان أهل الشام في غفلة عن هذه البدعة ـ الإرجاء ـ حتى قذفها إليهم بعض أهل العراق ممن دخل في تلك البدعة " أ. هـ
¥