مَن قال: نعم. فلا حاجة للردّ عليه
ومَن قال: لا. قلتُ له فتولّى أنت الردّ على من سوّى كلام ابن القيم بكلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بله كلام ربّ العزّة لأن الحديث حديث قدسي.
وأما الصنف الثاني من التعليقات وهم من قالوا: كلام ابن القيم من التوسع في اللغة أو الإخبار أو المجاز أو غير ذلك فأقول لهم:
لقد كان لأهل العلم نظر ثاقب في فهم هذا الحديث، أنقل من بين كلامهم كلام الشيخين ابن تيمية وابن القيم لتعلقهما بالموضوع ثم أعقب بعد ذلك:
قال شيخ الإسلام في العبودية (ص30):
(ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (يقول الله: العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى واحدا منهما عذبته) فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء أعلى من العظمة ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الإزار
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (ج10/ص253)
الكبرياء تتضمن العظمة ولكن الكبرياء أكمل؛ ولهذا جاءت الألفاظ المشروعة في الصلاة والأذان بقول الله أكبر فإن ذلك أكمل من قول الله أعظم كما ثبت في الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال ((يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما عذبته)) فجعل العظمة كالإزار والكبرياء كالرداء ومعلوم أن الرداء أشرف
وقال الإمام ابن القيم في الفوائد (ص182)
وأما جمال الذات وما هو عليه فأمر لا يدركه سواه ولا يعلمه غيره وليس عند المخلوقين منه إلا تعريفات تعرف بها إلي من أكرمه من عباده فإن ذلك الجمال مصون عن الأغيار محجوب بستر الرداء والإزار كما قال رسوله فيما يحكى عنه الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ولما كانت الكبرياء أعظم وأوسع كانت أحق باسم الرداء فأقول لهؤلاء:
قد استنبط أهل العمل بما حباهم الله من فهم ثاقب أن تخصيص الكبرياء بالرداء بينما خُصّت العظمة بالإزار؛ لأن الرداء أشرف من الإزار.
والسؤال: ما موقع الجلباب في ترتيب الشرف مع الرداء والإزار؟
فإن قلتم هو أدنى منهما قلت لكم: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}
وإن قلتم: بل هو أشرف منهما. قلت لكم: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}
وإن قلتم غير ذلك، مثل: هو في درجة الإزار وأدنى من الرداء، أو في درجة الرداء وأرفع من الإزار. قلت لكم: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين}
أعلمتم لماذا دعوتُ إلى الالتزام بالنص النبوي، وما قد ينشأ من فتح باب التأويل والتجويز؟
أعلمتم معنى تصحيح العقائد السلفية الذي أقصده÷ وهو تصحيح بعض الفهم الخاطئ لكلام السلف سواء بإضفاء العصمة والقدسيّة عليه أو بتقديمه بين يدي كلام الله ورسوله؟
فالمقصود تصحيح خطأ فهم القارئ للكلام وخطأ ما ينشأ عنه من اعتقادات نتيجة لهذا الفهم الخاطئ.
فلا هو تصحيح لعقيدة السلف التي لا تشوبها شائبة أبدا
ولا هو تصحيح لمعتقد قوم حملوا راية العقسدة الصحيحة في عصورهم حتى توفاهم الله على ذلك.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:25 م]ـ
لكن ما دمتِ قد أعدتِينا إلى لبّ الموضوع فناسب ذلك عودي للكلام
بارك الله فيكم ..
و قد تعقبت جميع ما تيسر لي من أقوال الشيخين ابن تيمية و ابن القيم في هذه المواضع و لغيرهما من أئمة السلف قبل طرح السؤال الذي حُذف من قبل المشرف و تمنيت لو ارفقتموه كاملا في مشاركتي تلك .. لأنه ما ترجح لي أنه مقصودكم من التعقيب على كلام الإمام ابن القيم المنقول أعلاه.
و هذه بقية المشاركة ...
فإن كان الإمام ابن القيم قد أثبت الرداء و الإزار في هذين و أثبتهما صفة لله على ظاهرهما دونما تأويل، فهل يستقيم أن يأتي في موضع آخر بلفظ يوحي بتأويله لهذا المعنى خلاف الأول؟
اقتباس:
وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر
وأرحب بأي تعقيب أو تصويب، إن جانبت الصواب.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
آمين.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:34 م]ـ
قوم حملوا راية العقسدة الصحيحة في عصورهمالتصويب: العقيدة
وليت أحد إخواني من المشرفين الكرام يصوبها في المشاركة الأصلية
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
شيوخى الكرام، اجدنى اوافق الشيخ عيد - وفقه الله، فى وجه من طرحه هذا، فالكلمة فعلا مشكلة، واوافقه فى الاشكال وليس فى الاستدراك، او فى اتخاذ هذا العنوان الرنان
ووجه الاشكال الذى لاح لى هو فى تطبيق القاعدة الذهبية التى ارساها امام اهل السنة والجماعة فى تناول الاسماء والصفات على هذا اللفظ، وهى:
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: (لَا يُوصَفُ اللَّهُ إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ، لَا يُتَجَاوَزُ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ).
،، فلو كانت اللفظة سلفية، لما كان ثم اشكال، ولو كانت من باب استخدام الاسلوب البلاغى، فان فتح ذلك الباب سيبرر لأقوام استخدام الكناية فى صرف الصفات عن اصلها، وسيقولون نحن مسبوقون بفعل شيخ الاسلام: ابن القيم رحمه الله فى استخدام الاستعارة فى وصف صفاته أو افعاله سبحانه وتعالى، فلقد سمعت بأذنى فى اذاعة القرآن الكريم فى بلدنا أحد اساتذة العقيدة بالازهر، يستخدم الكناية فى صرف صفة اليد الى القوة، ودون هذا الباب شر عظيم
،، فاللفظ يحتاج عرض على الشيوخ الكبار فى رفع ابهامه واشكاله، فلعل فهمنا عجز عن ادراكه، او لعل له معن خفى علينا، او ان تكون اللفظة فعلا مما لا يُتابع عليها
،، وليس هذا يعنى انتقاص او استدراك على هذا الجبل الراسخ، ففرق ما بيننا وبينه كفرق مابين السماء والارض، ولكننا نتهم مداركنا الى ان تتدراكنا رحمة ربنا بتوجيه وتقويم علمائنا لنا
،،، والله ولى التوفيق
¥