ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:08 م]ـ
أقول:
والآن وبعد فائدة الشيخ عبد الرحمن - وفقه الله لكل خير ولا حرمنا من فوائده - التي تفتق الأذهان وتوقظ الوسنان فلنبدأ في تحليل كلام الإمام ابن القيم وكأننا أما المخطوط ولا سبيل الآن لمشاركة ((المطيباتية)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132501)(1) بل المجال هنا لمشايخ التحقيق والتدقيق، وهم كُثُر بفضل الله في هذا الملتقى العلمي المبارك:
سأكتب كلام ابن القيم كما هو مع تقسيمه إلى فقرات متجانسة لنبدأ التحليل:
فصل
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا الا من محبته فإذا أراد منه الغيران يعلق تلك المحبة به ابى قلبه واحشاؤه ذلك كل الإباء كما قيل: يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل فتبقى المحبة له طبعا لا تكلفا
وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والاحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طمعه وسار الى ربه وحادى الرجاء يحدو ركاب سيره وكلما قوي الرجاء جد في العمل كما ان الباذر كلما قوي طمعه في المغل غلق أرضه بالبذر وإذا ضعف رجاؤه قصر في البذر
وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت او ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص علي المحرمات وانقبضت أعنة رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر
وإذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية وارسال الرسل وانزال الكتب شرع الشرائع انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها وذكرها وتذكرها والتصديق بالخبر والامتثال للطلب والاجتناب للنهي
واذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحي ربه ان يراه على ما يكره او يسمع منه ما يكره او يخفى في سريرته ما يمقته عليه فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسله تحت حكم الطبيعة والهوى
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض اليه والرضا به وما في كل ما يجريه علي عبده ويقيمه مما يرضى به هو سبحانه والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به ورضاه بما يفعله به ويختاره له
وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء اعطت نفسه المطمئنة ما وصلت اليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته
ما رأيكم في هذا التقسيم يا أهل التحقيق
ألا يدل فعلا على وجود تصحيف
لقد كنت مدّة عملي في مجال التحقيق أقف على تصحيفات أخفى من هذا الموضع
وإني أجده أجلى بكثير منها
لذلك أجدني غير قادر على دفع هذا التصوّر
فما تقولون؟
ــــــــــــــــ
(1) الله يعلم أني لم أقصد بذلك أحدا بعينه ولكن قصدي إفساح المجال لأهل التخصص من بابة: فاسألوا أهل الذكر
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:47 م]ـ
ومن باب التجريب
فقد سألت الأستاذ ((جوجل)) عن هذا، فمال إلى تصويب رؤية الشيخ عبد الرحمن، وكان من أدلته:
منتدى الرقية الشرعية ( http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=5395)
فالقرآن الكريم - كما ذكر ابن القيم - كتاب تجلّى الله تعالى فيه لعباده بصفاته العلى، فتارة يتجلّى في صفات الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس ويذوب الكِبْر كما يذوب الملح في الماء. وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، فيتمكن الحب من قلب العبد بحسب ما عرف من صفات جماله ونعوت كماله حتى تصير المحبة طبعا لا تكلفا.
¥