أولا: من ناحية العلم التجريبي: فإن العلم التجريبي يأتي كل يوم بجديد , بل إن نسبة الثابت فيه أقل بكثير من نسبة المتغير .. ففي الحقل الطبي مثلا - مجال تخصصي- بعض ما كان يدرس في الجامعات منذ ثلاثين أو خمسين سنة على أنه حقائق ثابتة صار اليوم أساطير لا تروى إلا للتندر! و قل الشيء نفسه على باقي العلوم التجريبية كالفلك و الجيولوجيا و الفيزياء و ما إلى ذلك. و ما تعتبره أنت حقيقة علمية اليوم قد يضحك عليه أولادنا و أحفادنا في المستقبل , و يرووه على أنه دعابة! ثم يضحك أولادهم بدورهم عليهم ... الخ. أفكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما أمرنا به النبي - صلى الله عليه و سلم - لكلامه؟!
ثانيا (وهو الأهم): من الناحية الشرعية: فلا شك أن هذه الطريقة المقترحة تخالف تماما منهج المسلمين في تلقي الأخبار و ثبوت الأحكام. و لا شك أن الطريقة التي أجمعت الأمة على قبولها - أعني علم الحديث - هي الطريقة الأصوب و الأسلم للحكم على الأخبار النبوية بالصحة أو الضعف , بل لا شك أنها من سبيل المؤمنين الذي أمرنا بعدم اتباع غيره.
ثالثا: من الناحية الشرعية أيضا: فإن اتباع هذه الطريقة سيورث تغييرا لكثير من الأحكام الشرعية. كنا في أحد مجالس العلم ذات مرة , و ذكر بعضنا حديث: "لا تركب البحر إلا حاجا أو معتمرا فإن تحت البحر نارا" , و قال أنه رغم كون علماء الحديث قد حكموا عليه بالضعف إلا أن العلم الحديث يؤكد وجود نار تحت البحر. و تساءل إن كان ما أثبته العلم يرفع الحديث من مرتبة الضعف إلى مرتبة الصحة. فأجابه أحد طلاب العلم ممن كان حاضرا: " إن أثبتّه فعليك إذا أن لا تركب البحر - كما أمر الحديث - و أن تنهى الناس عن ذلك! فهل أنت فاعل؟! ". فحصر صاحبنا و لم يستطع جوابا.
و أخيرا , فإنني أوصيك أخي الفاضل بما أوصى به الإمام أحمد - رحمه الله - حينما قال: " إياك أن تقول بقول ليس لك فيه إمام ". كما أنصحك و نفسي بعدم التسرع في عرض كل ما يخطر لنا من أقكار و مناهج جديدة قبل عرضها على أهل العلم الموثوقين ...
وفقنا الله و إياك , و السلام عليكم و رحمة الله ...
ـ[أبو_عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 08 - 08, 08:45 م]ـ
أخي الحبيب محمدا: جزاك الله خيراً وبارك الله فيك. وسوف أقرأ المرفق بتأن إن شاء الله.
أخي الكريم عبد الكريم: لعلك فهمت الموضوع خطأ وخلطت بين أمرين:
أما الخلط فبين موضوعي "تقويم السيرة النبوية" و"التثبت العلمي من الأخبار"
أما الخطأ فهو أنك ظننت أنني أريد عرض الأحاديث على المكتشفات الحديثة كما يسمونها! بل الحقيقة أنني أدعو إلى الانطلاق من معطيات الأحاديث النبوية للتثبت منها علمياً بطرق التثبت العلمية مع عدم جواز تكذيب أي خبر دون أن يكون هناك دليل على تكذيبه فإذا لم يستطع أحد التثبت من الحديث فإن ذلك لا يعني أنه كذب! حتى يثبت ذلك بالعلم المتيقن المشاهد فإذا لم يستطع فهو دليل على الصحة حتى يثبت العكس.
وقد بينت ذلك في الدورات التي أعطيها حول هذا الموضوع وقد بعثت بملخصات لها لكل من طلب من إخواني فالمقصود هو وضع قواعد علمية للتثبت من الأخبار (ويدخل في ذلك إثبات خطأ الأخبار) وذلك عن طريق المشاهدة وما في حكمها ... ولا شك أنني وغيري ومنهم أنت لا نحتاج إلى هذه القواعد لكوننا نتمسك بطريقة منهجية مثلى تحدثت عنها وسوف أتمم الحديث عنها بعد التفرغ إن شاء الله تعالى وهي منهجية أهل الحديث ولعلك لو التحقت بالدورة فإنك ستلم بموضوعها وستكون لديك المنهجية الكاملة للإحاطة بطرق التثبت العلمي ومنهجية نقد الأخبارولعل للحديث بقية إن شاء الله تعالى ... وأرجو المعذرة للاختصار الشديد.
ـ[أبو_عبدالرحمن]ــــــــ[09 - 08 - 08, 01:24 م]ـ
أخي الكريم محمد سعد
جزاك الله خيراً على ما أتحفتني به، إلا أن أهم ما أريده في البحث لم تبعثه إلى ولعل الفائدة في تتمة البحث، وأرجو ألا تبخل علي بأي تصور أو بحث أو فكرة حول الموضوع فهو موضوع مهم لو تعلم. وجزاك الله خيراً.
وأضيف أمراً آخر وهو حبذا لو قام الإخوة المبرمجون بوضع تقويم مفترض للسيرة النبوية يقبل إدخال البيانات فيه، لتسهيل العمل وتوفير الوقت.
مع العلم بأنني قمت بوضع جدول مفترض باستخدام برنامج (إكسل) وقمت بإدخال البيانات فيه وأعترف بضعفه تبعاً لضعفي بالبرمجة! ثم إن هذا البرنامج يختص بما بعد الهجرة فقط (من السنة الأولى حتى السنة الحادية عشرة للهجرة من1/محرم/1للهجرة إلى30/ذي الحجة/11للهجرة)، والسبب هو ضعفي المشار إليه. ولا زلت أعمل فيه ببطء شديد بسبب البحث والتحري، ولا يزال الأمر في بدايته ...
ولذلك فإنني أرجو من إخواني المبرمجين أن يقوموا بهذه الخدمة وأن يأخذوا الموضوع بعين الاعتبار وأرجو من يريد المساعدة مراسلتي على الخاص وجزاكم الله خيراً كثيراً.
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[16 - 04 - 09, 06:24 ص]ـ
هذا جزء آخر من البحث السابق
¥