[عبدالرحمن الناصر وعهد الخلافة فى الأندلس]
ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 12 - 06, 03:45 م]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
عين الأمير عبدالله بن محمد الأول اخر الأمراء فى الأندلس حفيده عبدالرحمن الناصر بن محمد بن الأمير عبدالله ليرثه فى الحكم، وكان عمر عبدالرحمن الناصر ثلاثة أسابيع، وقد أولى الأمير عبدالله حفيده عبدالرحمن عناية خاصة وجعله أمينا على بعض أعماله، وكان يسند إليه بعض المهام ليرثه فى حكم الأندلس من بعده، ولم يخب ظن جده به، فقد حقق اماله وامال الناس فيه.
تلقى عبدالرحمن الناصر من جده الأمير عبدالله العناية وولاه العهد من بعده، وربما كان ذلك تعويضا لفقدان ابنه محمد، فما أن شب عبدالرحمن الناصر حتى ظهرت عليه علامات النجابة والذكاء، وكان عند حسن ظن جده الذى توسم فيه الخير، ولما توفى الأمير عبدالله تولى حفيده الناصر الحكم وكانت الأندلس يومها تحتاج إلى الهمة العالية والسياسة الحكيمة لحل مشاكلها وتوفير الإستقرار المطلوب والإستمرار فى دفع موكب الحضارة الخيرة والإنتاج الفكرى المترعرع فى ربوعها.
كانت الأندلس قد أزعجها القلق بسبب بعض المخالفات الكائنة فيها، كانت مهمته خطرة وصعبة، وكان سنه يوم تولى الحكم ثلاثا وعشرين سنة لذلك بايعه كل أصحاب المكانة ولم ينافسه أحد.
كان الناصر أميرا حازما، وذكيا عادلا، وعاقلا شجاعا، محبا للإصلاح وحريصا عليه قاد الجيوش بنفسه، فأنزل العصاة من حصونهم لشجاعته وسياسته الحكيمة بالسيف أو بالسياسة الرشيدة التى اتبعها، عفا عمن طلب الأمان وعاد إلى الطاعة، حتى أنه عين بعض المخالفين- بعد عودتهم إلى الطاعة - فى مناصب مهمة إذ كانوا من أصحاب الكفاءات، أحبه الشعب وأخلص له، وكان هو قدوة له، لذلك استطاع أن يقضى على العصاة ويعيد للأندلس وحدتها ومكانتها
أدب المتمردين من حكام الشمال الأسبانى وجعلهم يدركون قوة الأندلس حتى انقلب تحرشهم إلى خضوع تام لرغباته، رضخوا للشروط التى يضعا لهم ويمليها عليهم، بلغت الأندلس- أيامه -
فى هذه المدة من القوة بحيث أن حكام أسبانيا الشمالية طلبوا أحيانا إلى السلطات الأندلسية التدخل فى حل مشاكلهم ...... وتأكيدا لقوة الأندلس-مع أسباب أخرى- أعلن عبدالرحمن الثالث الخلافة الأندلسية فأنهى بذلك عهد الإمارة سنة 316 ه (929) م واستمر حكمه نصف قرن من الزمان .... يروى المقرى فى نفح الطيب (أنه وجد بخط الناصر -رحمه الله-: أيام السرور التى صفت له دون تكدير يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا ويوم كذا من كذا .... ، وعدت تلك الأيام فكانت أربعة عشر يوما) .... من كتاب التاريخ الأندلسى / تأليف عبدالرحمن على الحجى
ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 12 - 06, 01:08 م]ـ
استمر عهد الخلافة فى الأندلس منذ سنة 316 إلى 400 هجرية، حين توفى الناصر تولى الخلافة ابنه الحكم الثانى المستنصر بالله (350 - 366هجرية) كانت الأندلس مستقرة على أسس ثابته موحدة، حدودها امنة ومتمتعة بالتقدم والعمران الباهر، وكان الحكم قد أعده أبوه لمثل هذا المنصب، فأسند إليه أمورا مهمة فى حياته، واستمر الحكم راعيا لهذا الموكب أكمل مشاريعا بدأت قبله وأنشأ غيرها، عرف بصفات كثيرة يبرز منها حبه للعلم، وزادت العلوم ازدهارا وزهت الأندلس بمجالس العلم والجامعات والمكتبات العامة، وكان الحكم نفسه عالما كبيرا، جلب الكتب من البلاد الإسلامية كافة وبذل فيها الأموال الكثيرة، كان الحكم ميالا إلى السلم مماجعل حكام الشمال الإسبانى يتصورونه ضعيفا، فبدأوا ببعض الهجومات فجهز جيشا لتأديبهم، وقاده بنفسه ورد المعتدين وأمن حدود بلاده، ولما توفى- بعد حكم دام ست عشرة سنة - تولى وليده البالغ من العمر إحدى عشر سنة وهو هشام المؤيد بالله الحكم، وبموت الحكم تتبدل الأحوال فى الأندلس وتأخذ الأمور والأحداث مجرى جديدا، إذ لم يكن باستطاعة هذا الوليد النهوظ بأمور الأمة،وهو غير قادر لصغر سنه على رعاية شؤون الدولة، ونهض بعض الرجال لتولية غيره، كما رغب اخرون أن يبقى هو،ارتأت جماعة الصقالبة تولية المغيرة بن عبدالرحمن الناصر وكان عمره يومها سبعا وعشرين سنة، وانتهى الأمر بقتل المغيرة والإبقاء على هشام المؤيد بالله ...... كان الرجل القوى وراء هذه الأحداث محمد بن أبى عامر عرف بالحاجب المنصور حيث استطاع أن يأخذ السلطة لنفسه ويحكم باسم هشام ولما توفى ابن أبى عامر حكم بعده ابنه عبدالملك المظفر ثم ابنه الاخر عبدالرحمن (شنجول) وبمقتل الأخير تنتهى الخلافة فى الأندلس.
ويرى بعض المؤرخين أن الخلافة تنتهى بموت الحكم المستنصر ولكن الدولة العامرية كانت امتدادا للخلافة إذ كانت تحكم باسمها وتحتمى بظلها.
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 12 - 06, 10:37 م]ـ
عهد الطوائف
بعد انتهاء الخلافة فى الأندلس عاشت الأندلس سنوات من الفرقة والتنافس، حاول عدد من المخلصين حتى سنة 422 هجرية استمرار وحدته وإعادة خلافته وبذلوا فى ذلك الجهود الكبيرة دون جدوى، فانتابت الأندلس حالة مريعة تبعث على الأسى، عندها يبدأ قيام الطوائف، حين تصدع بنيان ذلك الصرح الشامخ أعلن أهل قرطبة وعلى رأسهم أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور إلغاء الخلافة، أسند القرطبيون أمرهم إلى شيخ الجماعة الوزير أبى حزم بن جهور قال ابن بسام فى الذخيرة (نقلا عن ابن حيان): (فأعطوا منه قوس السياسة باريها،وولوا من الجماعة أمينها، فاخترع لهم - لأول وقته - نوعا من التدبير حملهم عليه فاقترن صلاحهم به، وأجاد السياسة فانسدل به الستر على أهل قرطبة مدته)
¥