تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أهمية دراسة التاريخ]

ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[14 - 02 - 06, 04:52 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[أهمية دراسة التاريخ]

بقلم: عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

يعرف علم التاريخ بأنه معرفة أحوال الطوائف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وصنائع أشخاصهم وأنسابهم ووفياتهم إلى غير ذلك. وقال السخاوي:" والحاصل أنه فن يبحث عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت بل عما كان في العالم".

وقد يكون تعلم التاريخ فرضا على الكفاية كتعلم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما صح من سير الأنبياء والصحابة ورجال الحديث. ومنه ما هو محرم وذلك في أربعة مجالات ذكرها السخاوي رحمه الله وهي:

1. ذكر الخرافات المنسوبة إلى الأنبياء

2. البحث فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم لأن ذلك مفضٍ إلى الوقوع فيهم.

3. البحث فيما جرى من الأكابر من شرب للخمور واقتراف للمحرمات وذلك لأنها من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والكذب فيها كثير.

4. ذكر مساوئ السابقين ومثالبهم لحديث" اذكروا محاسن موتاكم" وحديث" لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".

ولا بد لطالب التاريخ أن يراعي الأهم فالمهم في تعلمه، وقد قال ابن عباس القطان للإمام أحمد رحم الله الجميع: أشتهي أن أجمع حديث الأنبياء فقال لي: حتى تفرغ من حديث نبينا صلى الله عليه وسلم. وسأل رجل الإمام مالك عن زبور داود فقال له: ما أجهلك ما أفرغك، أما لنا في نافع عن ابن عمر عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما يشغلنا بصحيحه عما بيننا وبين داود. وقال ابن الجوزي رحمه الله: قال الإما أحمد: الاشتغال بالأخبار القديمة تقطع عن العلم الذي فرض علينا طلبه.

فوائد القصص التاريخية:

إن للقصص التاريخية فوائد جمة من أهمها:

1 - تثبيت قلوب المؤمنين، قال تعالى:" وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين"، وقال تعالى:" ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين". قال الجنيد رحمه الله: " الحكايات جند من جند الله عز وجل يقوي بها إيمان المريدين".

2 - أنها سبيل إلى معرفة سير أهل الصلاح والاقتداء بهم قال تعالى:" أولائك الذين هدى الله فبهداهم اقتده .. "، قال أبو حنيفة رحمه الله: " الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم".

3 - أنها سبيل إلى أخذ العبر والدروس من السابقين قال تعالى:" لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ... "، وما أصدق الشاعر حين يقول:

اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر

4 - معرفة السنن الكونية من سنن التمكين والنصر ونهاية الظالم ونصر المؤمنين الصادقين ولو بعد حين، كما قال تعالى:" أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر "، وقال سبحانه:" وكذلك ننجي المؤمنين"، وقال جل وعلا:" وهل نجازي إلا الكفور".

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:" وقد قص الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات وذكر الأمم الماضين وكيف فعل بأوليائه وما ذا حل بأعدائه وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانا شافيا".

ولما في القصص التاريخي من فوائد وعبر فإن الله سبحانه قص في كتابه كثيرا من القصص للأنبياء وغيرهم، قال تعالى:" كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا". وقال سبحانه:" ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد". والقصص القرآني أحسن القصص كما قال جل وعلا:" نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ... ". أما سبب كونه أحسن القصص فلأسباب ثلاثة أشار إليها القرآن وهي:

1 - أنها حق وصدق وليست من نسج الخيال قال تعالى:" نحن نقص عليك نبأهم بالحق". وقال سبحانه:" إن هذا لهو القصص الحق".

2 - لأن المخبر بهذه القصص عالم بتفاصيلها ودقائقها لكما علمه وإحاطته سبحانه، قال تعالى:" فلقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين".

3 - أن لا يذكر في هذه القصص شيء إلا لفائدة وما أهمل فلعدم الانتفاع بذكره، ولذا لما ذكر سبحانه اختلاف أهل التاريخ من أهل الكتاب في عدد أهل الكهف قال سبحانه:" قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت منهم أحدا".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير