[استفسار عن معاذ بن جبل رضي الله عنه]
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[17 - 03 - 07, 04:41 ص]ـ
في كتاب صفة الصفوة في ترجمة معاذ رضي الله عنه
كان يقول على المنبر في الطاعون (انه رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم) ماذا يقصد رضي الله عنه بدعوة نبيكم
ـ[محمد يحظيه الشنقيطي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 11:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الكلام ورد من خطبة معاذ وأبي عبيدة بن الجراح وشرحبييل بن حسنة وغيرهم
ولعل المراد به ما ورد في حديث اللهم اجعل فناء امتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون رواه أحمد والطبراني كما في الجامع الصغير وهذا كلام شارحه المناوي رحمه الله تعالى يوضح ذلك:
(اللهم اجعل فناء أمتي) أمة الإجابة، وقول الزركشي أراد أمة الدعوة تعقبه ابن حجر (قتلا في سبيلك) أي في قتال أعدائك لإعلاء دينك (بالطعن) بالرمح (والطاعون) وخز أعدائهم من الجن: أي اجعل فناء غالب أمتي بهذين أو بأحدهما.
قال بعضهم: دعى لأمته فاستجيب له في البعض أو أراد طائفة مخصوصة أو صفة مخصوصة كالخيار، فلا تعارض بينه وبين الخبر الآتي: إن الله أجاركم من ثلاث أن يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا.
الحديث.
قال القرطبي: جاءت الرواية عن أبي قلابة بالواو، وقال بعض علمائنا الصحيح بأو، والروايتان صحيحتا المعنى، وبيانه أن مراده بأمته صحبة خاصة لأنه دعا لجميع أمته أن لا يهلكهم بسنة عامة، ولا يسلط أعداءهم عليهم، فأجيب فلا تذهب بيضتهم ولا معظمهم بموت عام ولا بعدو على مقتضى دعائه هذا، والدعاء المذكور هنا يقتضي أن يفنوا كلهم بالقتل والموت عام فتعين صرفه إلى أصحابه لأن الله اختار لمعظمهم الشهادة بالقتل في سبيل الله بالطاعون الواقع في زمنهم فهلك به بقيتهم، فقد جمع لهم الله الأمرين، فالواو على أصلها من الجمع أو تحمل على التقسيمية، قال الراغب: نبه بالطعن على الشهادة الكبرى وهي القتل في سبيل الله
وبالطاعون على الشهادة الصغرى.
وهذا الحديث هو المشار إليه في خبر آخر يقوله: الطاعون رحمة ربكم ودعوة نبيكم، قال العلماء أراد المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يحصل لأمته أرفع أنواع الشهادة وهو القتل في سبيل الله بأيدي أعدائهم إما من الإنس وإما من الجن. انتهى كلامه والله تعالى أعلم