[حوار مع الدكتور علي محمد الصلابي]
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:23 ص]ـ
[حوار مع الدكتور علي محمد الصلابي]
قال الخبير في التاريخ الإسلامي وتاريخ شمال إفريقيا الليبي الدكتور علي محمد الصلابي إن الحضارة والثقافة الإسلامية فيها من الفكر الإصلاحي الذي يمكن أن يتعلم منه الآخرون، وإنه لا ينبغي أن نكون منهزمين أمام الصراع مع ما يسمى الطرح الإصلاحي الغربي، مشيرا إلى أن هناك خلافا كبيرا بينهما لأن الفكر الإصلاحي الغربي ينبثق من قيم وعقائد وثقافة فيها شيء نتفق معهم فيه وأشياء كثيرة نخالفهم فيها في ثقافتنا وعقيدتنا.
وشدد علي الصلابي على أن المشاريع الإصلاحية يجب أن تنبثق من عقيدتنا وحضارتنا وتجاربنا ومن القيم الإنسانية المحضة، مشيرا إلى أن الأنظمة لها الأثر الواضح على المشاريع الإصلاحية التي قال إنها متنوعة ومتغيرة ولها علاقة بالنظام الحاكم وبطبيعة الناس وبعلاقتهم بهذا النظام.
وقال مؤلف كتاب "فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم" إن عموم الحركات الإسلامية وصلت إلى نوع من النضج في مسألة التعامل مع الأنظمة، لكن "هناك بعض الأنظمة لا تزال متصلبة"، مؤكدا أن الإسلاميين ليس لديهم مشكلة في التعامل مع الحكام الذين لديها نوع من المرونة والأخذ والعطاء، مشيرا إلى تجربة عمر بن عبد العزيز الإصلاحية الذي لم يهجر السلطة الحاكمة بل كان قريبا منها ويصلح بقدر المستطاع في قربه من عبد الملك والوليد وسليمان، وأن وصول عبد العزيز رضي الله عنه للحكم لم يكن من فراغ وإنما من خبرة كافية في إدارة الدولة بحكم قربه من الحكام وإشرافه على بعض الأقاليم.
وأوضح مؤلف كتاب "تاريخ الخلفاء الراشدين" أن احترام الإنسان وكرامته وحقوق المرأة والحريات وغيرها تدخل ضمن فقه الخلافة الراشدة، التي قال إن الناس يفهمونها على أنها خليفة يملك الأرض ومن عليها فقط وأن هذا المعنى مخالف للحقيقة التاريخية والدينية.
وأشار الدكتور الصلابي إلى أن الجانب التاريخي أو فقه الحضارات يحتاج إلى اهتمام وعمق ثم تبسيط للمعلومة لأن "الموجود تناول التاريخ بأسلوب نخبوي يصعب على كثير من الناس فهمه"، موضحا أن حركة القادة السياسيين الإسلاميين ممتازة ولديهم قدرة على الاجتهاد، لكن قادة الفكر والقادة الشرعيين لديهم ضعف، منبها إلى أن هناك إشكالية في الجانب الفكري والجانب التأصيلي لاجتهادات العاملين في الميدان السياسي. وأضاف أن المرحلة الحالية تحتاج لقدرات وإمكانيات أكبر وأضخم في التأصيل، وأنه لا يوجد في الفضائيات شخص تميز بالعمق الفكري والقدرة على حل الإشكاليات الحالية بتأصيل شرعي عميق إلا القليل.
وقال صاحب "الوسطية في القرآن" إن تنظيم القاعدة لا يملك مشروعا حضاريا أو نهضويا وإنما هو ردة فعل على الظلم الواقع على الأمة الإسلامية، وأن اجتهاداتهم أربكت أصحاب المشاريع الحضارية الإسلامية الوسطية المعتدلة وفيها حدة في مخاطبة الحكومات والمخالف لها.
وقال مؤلف كتاب "دولتي المرابطين والموحدين في الشمال الإفريقي" بأن تاريخ المغرب يشهد إشكالية والدليل على ذلك أنني أبحث منذ سنتين عن كتاب شامل عن محمد عبد الكريم الخطابي فلم أجده، متسائلا عن سر عدم ترجمة نحو 90 كتابا عن محمد عبد الكريم الخطابي كتبت بالفرنسية والإسبانية. وأضاف أن دولة المغرب بدون إسلام لا قيمة لها تاريخيا، مشيرا إلى أن دولة المرابطين قامت على أكتاف البرابرة الذين حملوا الدين الإسلامي إلى الأندلس وإفريقيا.
وتاليا نص الحوار الذي أجرته التجديد مع الدكتور علي محمد الصلابي بمقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة:
لماذا اخترت التاريخ الإسلامي؟ وما علاقتك به؟
علاقتي بالتاريخ الإسلامي كانت في المعتقل بليبيا حيث احتككت بسياسيين ومثقفين كبار واكتشفت بالنسبة لنا نحن الشباب أن هناك حلقات مفقودة خصوصا فيما يتعلق بتاريخ البلاد وما يتعلق بشخصية محمد علي السنوسي وأحمد الشريف وعمر المختار ومحمد المهدي. كما وجدت أن السيرة النبوية تحتاج إلى دراسة خصوصا فيما يتعلق بالسنن التي تعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم.
¥