تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

محمد بن سعد نا أبو معاوية الضرير نا أبو مالك الأشجعي عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال دخل عمران بن طلحة فذكره وزاد قال ورجلان جالسان على ناحية البساط فقالا الله أعدل من ذلك تقتلهم بالأمس وتكونون إخوانا على سرر متقابلين في الجنة فقال علي قوما أبعد أرض وأسحقها فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة قال علي قال لعمران كيف أهلك من بقي من أمهات أولاد أبيك أما أنا لم أقبض أرضهم هذه السنين ونحن نريد أن نأخذها إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس يا فلان اذهب معه إلى ابن قرظة فمره فليدفع إليه أرضه وغلة هذه السنين يا ابن أخي وائتنا في الحاجة إذا كانت لك حاجة

((حسن وهذا يؤكد أن قاتل طلحة والزبير رضي الله عنهما هو جماعة علي رضي الله عنه قتلة عثمان رضي الله وليس هو مروان كما ذكرنا))

بقولك:

ما الشاهد في هذا على زعمك أن مروان لم يقتل طلحة رضي الله عنه

إن كنت تقصد قول الحارث الأعور ((أن تقتلهم ويكونوا إخواننا ... ))

فهذا كلام عام والمقصود منه أنهم قتلوا في المعركة التي كان علي خصمهم فيها، والأخبار الخاصة الصحيحة التي فيها أن مروان هو القاتل لطلحة تقضي على هذا العموم وتخصصه.

فأقول:

الشاهد هو واضح حيث إن هذه الروايات تنسب القتل لجماعة علي رضي الله عنه وكلام الحارث الأعور ليس عاما كما زعمت بل خاص إذ لو كانوا يعلمون قاتل طلحة وأنه مروان بن الحكم لما احتاج إلى كل هذا الكلام بل قال له نحن لم نقتل والدك بل قتله مروان أي من كان معه في جيشه

وعلي رضي الله عنه لم ينكر قول الحارث الأعور الله أعدل من ذلك تقتلهم بالأمس وتكونون إخوانا على سرر متقابلين في الجنة وإنما أنكر الشق الثاني من الكلام أي ما يتعلق بالجنة

وأما قولك فهذا كلام عام والمقصود منه أنهم قتلوا في المعركة التي كان علي خصمهم فيها والأخبار الخاصة الصحيحة التي فيها أن مروان هو القاتل لطلحة تقضي على هذا العموم وتخصصه

فهذا ليس صحيحا بل نسب القتل لجماعة علي رضي الله عنه صراحة في الروايتين وهناك رواية ثالثة صحيحة صريحة في ذلك وهي التي بعد هذه

وقولك الأخير ليس صحيحا إذ لو كان مروان القاتل لما قال علي ما قال ولما اعترف جنوده بذلك ولما اتهمه أولاد طلحة بذلك فإذا كان كل هؤلاء المعنيين لا يعلمون أن مروان الذي قتله فيدل ذلك على أن اتهام مروان ليس صحيحا وإنما جاء من باب تشويه سيرة هذا الرجل وبعد وفاته الذي احتج به المحدثون والفقهاء

*******************

وأما قولك على الرواية:

محمد بن سعد أنا الفضل بن دكين نا أبان بن عبد الله البجلي حدثني نعيم بن أبي هند حدثني ربعي بن خراش قال إني لعند علي جالس إذ جاء ابن طلحة فسلم على علي فرحب به علي فقال ترحب بي يا أمير المؤمنين وقد قتلت والدي وأخذت مالي قال أما مالك فهو معزول في بيت المال فاغد إلى مالك فخذه وأما قولك قتلت أبي فإني أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله عز وجل ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين فقال رجل من همدان أعور الله أعدل من ذلك فصاح علي صيحة تداعى لها القصر قال فمن ذاك إذا لم نكن نحن أولئك

((هذا إسناده صحيح وهو أقوى حديث وأصرحه أن الذي قتل طلحة هو جماعة علي وعلي رضي الله عنه لم ينكر ذلك وهذا يكذب الخبر الشائع والمشهور عند المؤرخين أن قاتله هو مروان بن الحكم وهو نص في محل النزاع وكل ما سواه فباطل لا يعول عليه كما بينا سابقا))

وقد فصلت ذلك في ترجمة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

وأما قولك:

وهذه جوابها هو السابق

فإن الأخبار الصحيحة تقضي على هذا العموم، وتبين أن طلحة قتله مروان بن الحكم في معركة الجمل، وكان مروان وطلحة في الجيش المقاتل لعلي.

وهذا ما أثبته علماء أهل السنة، وأثبتوه في كتبهم مثل ابن عبدالبر والذهبي وابن حجر وغيرهم

وهم ولله الحمد ليسوا روافض حتى نشك في مقاصدهم، وليسوا من المعروفين بالهوى والانحراف في أحكامهم.والروايات الصحيحة تؤكد ما ذهبوا إليه

أقول:

الأخبار التي ذكرتها مضطربة من حيث مكان الطعن

وهذا الخبر صحيح صريح وهو أن الذي قتل طلحة رضي الله عنه جماعة علي رضي الله عنه وليس مروان بن الحكم وعلي رضي الله عنه لم ينف التهمة عنه وهذا هو الذي يجب المصير إليه جمعا بين الروايات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير