ولذا يجد المتأمل في الطريقة القرآنية في تزكية النفوس باستخدام القصص التاريخي السبيل الناجح المحبب إلى النفوس لإصلاحهم، وقد أمر سبحانه نبيه باستخدام هذه الطريقة فقال جل وعلا:" فاقصص القصص لعلهم يتفكرون".
تنبيهات لطالب علم التاريخ:
1 - من كمال العقل حسن اختيار مجال الدراسة التاريخية ونقل ما جاء فيها من أخبار، قال ابن الجوزي رحمه الله:" وإنما أنقل عن القوم محاسن ما نقل ولا أنقل كل ما نقل إذ لكل شيء صناعته وصناعة العقل حسن الاختيار".
2 - لا بد من معرفة كلام العلماء الثقات في المراجع التاريخية قبل الإعتماد عليها والنقل منها، فمن ذلك ما قاله السخاوي رحمه الله عن كتاب التوابين لابن قدامة رحمه الله:" فيه أشياء ما كنت أحب له إيرادها خصوصا وأسانيدها مختلة". ونقل عن النووي رحمه الله أنه أثنى على الإستيعاب لابن عبدالبر رحمه الله لولا ما شانه من ذكر كثير مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم وحكايته عن الإخباريين والغالب عليهم الاكثار والتخليط ".
3 - لا يعرف تاريخ الدول الحق في وقتها، وقد ذكر المؤرخ الذهبي رحمه الله إعراض أهل الجرح والتعديل عن الكلام في الخلفاء وآبائهم وأهليهم خوفا منهم. قال: وما زال هذا في كل دولة قائمة،يصف المؤرخ محاسنها ويغضي عن مساوئها".
4 - من كمال الأدب مع أعلامنا أن نترحم عليهم عند ذكرهم، وقد قال رزق الله التميمي الحنبلي رحمه الله (ت 488هـ): يقبح بكم أن تستفيدوا منا ثم تذكرونا ولا تترحموا علينا".
5 - التثبت في ما يرد من قصص وأخبار فيما هو مخالف للشرع ممن عرف بالخير، وتطبيق المنهج الحديثي في سند الرواية؛ امتثالا لقوله سبحانه:" ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
6 - لا بد من حمل ما ثبت عن بعض الأعلام على أحسن المحامل، قال السخاوي رحمه اله:" ينبغي تأويل بعض الأخبار كقول علي رضي الله عنه في الإفك وغيره".
7 - العصمة للأنبياء، وكلنا خطاء، وقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله:" ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل – يعني من غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله". وقد صح عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تذكروا هلكاكم إلا بخير".
8 - ينبغي لمن يتصدى لتأريخ الأعلام من رجال الحديث وغيرهم أن يتجنب الألفاظ الجارحة، قال المزني: سمعني الشافعي يوما وأنا أقول: فلان كذاب، فقال لي: أحسِنها، لا تقل كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيء. ونحوه عن البخاري وأيوب رحم الله الجميع. وذلك حتى لا يتوعد لسانه على هذه الألفاظ. وإن قالها مجتهدا فلا شيء عليه.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهم المراجع
• أبجد العلوم لصديق حسن خان.
• الإعلان بالتوبيخ للسخاوي
• الآداب الشرعية لابن مفلح
• صحيح القصص النبوي للدكتور عمر الأشقر
• صفحات من صبر العلماء للشيخ عبدالفتاح أبو غدة
• صحيح الجامع للألباني
• صفة الصفوة لابن الجوزي
• البداية والنهايةلابن كثير
• مشكلة الغلو في الدين لعبدالرحمن اللويحق، الطبعة الأولى 1419هـ، لم يذكر الناشر ولا مكان النشر
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[30 - 09 - 07, 11:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 11:26 ص]ـ
جزاك اللهُ خيرَ الجزاءِ ..
لا زِلتَ مسدَّداً شيخَنَا الفاضلَ ..
ـ[أم يمان الزياده]ــــــــ[30 - 09 - 07, 12:36 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن اليك.
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[15 - 10 - 07, 04:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أخي الحبيب وشكر الله لك حسن صنيعك هذا ونفعك به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم أخوك أبو أسعد من مملكة المغرب ^_^
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[20 - 11 - 07, 10:09 م]ـ
أخي الكريم
عبد العزيز بن سعد، جزاك الله خيرا على موضوعك الرائع.
وصادف أني قد أعددت شبيها له قبل أن أجد موضوعك، فوضعت موضوعي؛لأنه يختلف عن ما سطرته في عدة أمور. فلا تظن بي طن السوء أخي الكريم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=701334#post701334
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 12:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل عبدالعزيز بن سعد
ومنه ما هو محرم وذلك في أربعة مجالات ذكرها السخاوي رحمه الله وهي:
1. ذكر الخرافات المنسوبة إلى الأنبياء
2. البحث فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم لأن ذلك مفضٍ إلى الوقوع فيهم.
3. البحث فيما جرى من الأكابر من شرب للخمور واقتراف للمحرمات وذلك لأنها من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والكذب فيها كثير.
4. ذكر مساوئ السابقين ومثالبهم لحديث" اذكروا محاسن موتاكم" وحديث" لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
أخي الفاضل أول ما وقعت عيني على هذا الكلام استشكلته جدا، فذهبت إلى نسختي من "التوبيخ": تحقيق الخُشت، ص65، فرأيتكم حفظكم الله اختصرتم كلام الحافظ السخاوي اختصارا مخلا خرج به عن قصده وحده، وهذا الذي ذكرتَه لا يُنسَب إلى السخاوي ... والله اعلم.
¥