تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1. فقد رواها الطبراني في المعجم الكبير وابن سعد في الطبقات والبزار في مسنده كلهم من طريق عون بن عمرو القيسى، عن أبى مصعب المكي عن المغير بن شعبة وأنس وزيد بن أرقم، هذا سياق يذكر الحمامتين والعنكبوت.

2. ورواها الإمام أحمد في المسند وعبد الرزاق في المصنف من طريق عثمان الجزري إن مقسماً مولى ابن عباس رواه عن ابن عباس، وهذا سياق يذكر العنكبوت وحده.

3. رواه الديلمي من حديث أبى بكر الصديق بلفظ: " جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيراً، فأنها نسجت على وعليك يا أبا بكر في الغار … "

وهو حديث مسلسل بقول كل راو: " إنا أحبها (يعنى العنكبوت) منذ سمعت فلاناً ..

وهذه الروايات روايات ضعاف، فاللفظ الأخير – كما هو مسلسل بهذه اللفظة – وهو مسلسل بجماعة من المجاهيل، منهم إبراهيم بن محمد شيخ عبد الله بن موسى السلامي، وعبد الله بن موسى هذا موسى هذا أيضاً ضعيف، فقد قال عنه أبو سعيد الادريسي الحافظ:

" كتب عمن دب ودرج من المجهولين وأصحاب الزوايا " وهذا يدل على إنه حاطب، دليل يحدث عمن يعرف ومن لا يعرف من القصاص والمتحدثين في الزوايا، والذي يؤكد ذلك جهالة شيخه إبراهيم بن محمد. فالحديث في غاية الضعف.

أما اللفظ الأول المروي عن ثلاثة من الصحابة فلا يغنك لأن الافة من رواية عنهم، ومن تلميذه الرواي عنه.

• وأما شيخه أبو مصعب المكي هذا فهو مجهول لا يعرف، قال العقيلى: " وأبو مصعب رجل مجهول " ().

ولذلك قال ابن كثير عقب سياقته له: هذا حديث غريب جداً من هذا الوجه.

قلت: وهذا الاستغراب لا يحمل إلا على الضعف الشديد، لما علمت من حال عون بن عمرو وشيخه.

ولعل حال اللفظ الثاني لهذه الروايات أحسن قليلاً من هذين، فقد حسنه الحافظ بن كثير قال: " وهو أجود ما روي في قصة العنكبوت على فم الغار " وتعقبه العلامة الألباني بقوله: " كذا قال. وليس بحسن في نقدي ".

ودلل على ذلك بضعف عثمان الجزري، وساق تحقيقاً لاسمه، وحاله، أما الإمام المحدث الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند فإنه اكتفى بقوله: " في إسناده نظر " ().

إلا إن الشيخ الألباني استشهد بقوله تعالى ? وأيده بجنود لم تروها ? -[التوبة / 40]

وهو القول الذي ورد في سياق هجرته ?، استشهد به على إن هذه الجنود لابد إن تكون خافية عن العين لا ظاهرة لها، كالحمائم والعناكب والأشجار. ثم قال:

" والأشبة بالآية إن الجنود فيها إنما هم الملائكة نزلوا يصرفون وجوه الكفار وأبصارهم عن الرؤية ".

وقال في موضع آخر:

" وأعلم إنه لا يصح شيء في عنكبوت الغار والحمامتين، على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته ? إلى المدينة، فكن من ذلك على علم " ().

وإذا كان كاتب هذه السطور يميل إلى رأى الشيخ، فهو لا يستبعد إن يكون هناك أصل لحديث العنكبوت – إلا إن الصحيح الواضح في مثل هذه المناقب يغنى عن الضعيف الذي تحوم حوله الشبهات العلمية.

خواتيم، وضوابط:

ونكتفي بهذا القدر – خشية الإطالة، وفراراً من الملالة – وقد يكون هناك مجال أرحب لذكر المزيد، مشيرين إلى أمور نرى أهميتها ك منها: إن كتابة السيرة النبوية تحتاج في عصرنا هذا إلى علماء محدثين واعين ينفقون عن هذا الموروث خبثه، ويكتفون بالصحيح منه. ولعل كتاب الأستاذ رزق الطرهوني خطوة جادة على هذا الطريق ().

ومنها كان هناك دراسات حول فقه السيرة والمناحي التربوية فيها ككتاب الأستاذ محمد الغزالي – رحمة الله، وكتاب الأستاذ الدكتور البوطي، وكتاب الأستاذ الغضبان، وكتاب الشيخ أحمد فريد، وهي كتب فيها من البحث في موضوعها الكثير من الفائدة، إلا إن هذا اللون من الكتابة يحتاج إلى التسلح أيضاً بسلاح النقد للمرويات التي ينبني عليها حكمهم العلمي واتجاههم التعليمي، كما إن بعضها قد تجاوز في أمور ينبغي إن تناقش في صياغة الدراسات المستقبلة للسيرة.

ومنها: إنه حبذا لو شكلت لجنة من العلماء لعمل الأمرين السابقين معاً – أعنى الإفادة من الجهود المخلصة للمحدثين في كتابة كتاب موثق في السيرة النبوية يتتبع كل جزئياتها بالبحث، فلا يترك صحيحاً إلا سجله، ولا ضعيفاً إلا أشار إليه، حسب الطاقة – وأظن إن طاقة جماعة تتعاون على هذا الأمر سيبارك الله فيها – هذا إلى جانب إن تضم هذه اللجنة ما يصفون من فقه السيرة وجوانبها العملية والتربوية إلى كا باب من أبوابها أو موقف من مواقفها.

والحديث في سيرة المصطفى ? ذو شجون، و (تطويل أخبار الهوى لذة أخرى) – كما يقول الشبراوى – إلا إن المكان وطبيعة المجال عموماً تستحث القلم على الراحة والإراحة راجياً الله إن ينفع بما كتب، إن ولى قدير.

وكتب: محمد القاضي

أرجو ان تسامحوني في عدم مجيء الحواشي مع البحث .....

وأرجو أن تعذروني في الأخطاء الطباعية .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير