ومن القضايا التي ستطرح للبحث (أهمية سجلات محكمة القدس الشرعية في تاريخ القدس) و (وثائق العائلات كمصدر تاريخي لمدينة القدس) و (الموقف الامريكي من قضية القدس) و (الاجراءات الاسرائيلية في القدس بعد عام 1967) و (الاستيطان في القدس في التراث الصهيوني 1912 - 1947) و (الهوية العربية والاسلامية لحائط البراق) و (القدس في كتابات الرحالة الغربيين في فترة الحروب الصليبية) و (المستشرقون اليهود والتهوين من مكانة القدس في الاسلام).
من جهته أرجع كاتب فلسطيني موافقة بريطانيا على تقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية الى ثورة 1929 التي قال انها شملت معظم المدن الفلسطينية بسبب الخلاف على هوية الحائط الغربي للحرم القدسي الذي يسميه اليهود حائط المبكى في حين يُطلق عليه العرب حائط البراق.
وقال زهير غنايم أستاذ التاريخ بجامعة القدس ان الثورة الفلسطينية بدأت يوم 15 أغسطس اب 1929 عندما قام اليهود "بمظاهرة وصلوا خلالها الى حائط البراق ورفعوا العلم اليهودي وأنشدوا النشيد الوطني اليهودي وهتفوا .. الحائط حائطنا .. وقام المسلمون بمظاهرة احتجاجية (في اليوم التالي) احتجاجا على مظاهرة اليهود وانتزعوا الاسترحامات التي وضعها اليهود في حائط البراق".
وأضاف في بحث عنوانه (القدس في الوثائق البريطانية 1917 - 1947. السكان والاماكن المقدسة) أن ثورة الفلسطينيين استمرت بين يوم 16 و29 من الشهر نفسه وامتدت الى "معظم المدن الفلسطينية وترافقت مع هجمات على الاحياء والمستعمرات اليهودية".
وأشار في بحثه الذي يشارك به في ندوة دولية عنوانها (القدس في المصادر التاريخية) تنتهي مساء يوم الاثنين بالقاهرة الى أن بريطانيا لم تتمكن من القضاء على الثورة الا بعد احضار قوات عسكرية من خارج فلسطين. وتغير موقف بريطانيا بعد تلك الثورة فدعت "لتقسيم فلسطين الى دولتين .. دولة عربية وأخرى يهودية ووضع منطقتي القدس وبيت لحم تحت الانتداب البريطاني" على أن تقوم بحراسة الأماكن المقدسة.
ويشارك نحو 60 باحثا وخبيرا عربيا وأجنبيا في علوم التاريخ والوثائق في الندوة التي افتتحت يوم الاحد بمقر جامعة الدول العربية وتنظمها دار الكتب والوثائق القومية في مصر بالاشتراك مع مؤسسة احياء التراث والبحوث الاسلامية في القدس.
وقال غنايم (50 عاما) ان الوثائق السياسية البريطانية عن الاماكن المقدسة في المدينة تثبت أن الحكومة البريطانية منعت اليهود عام 1925 من جلب الكراسي والمقاعد والستائر ووضعها أمام "حائط البراق. وهذا ما فعلته أيضا في الثامن من (أكتوبر) تشرين الاول 1928".
وأضاف أن اليهود احتجوا على قيام المسلمين بتحويل دار في حارة المغاربة "الى زاوية يقام فيها الآذان وحلقات الذكر واعتبروا ذلك معيقا لهم أثناء صلواتهم. كذلك اعترضوا على إقامة بناء من قبل المسلمين قرب الحائط الجنوبي للبراق. أما المسلمون فقد احتجوا على جلب اليهود لبعض الأدوات كالكراسي والمقاعد والستائر الى الحائط وأن لهم الحق المطلق والمكتسب في الوصول الى الحائط دون قيود أو اعاقة".
وقال: "إن المسلمين شكلوا لجنة الدفاع عن (حائط) البراق وجمعية حراسة المسجد الاقصى والاماكن الاسلامية المقدسة بينما شكل اليهود لجنة الدفاع عن حائط المبكى"البراق".
وفي 29 نوفمبر تشرين الثاني 1947 وافقت الجمعية العامة للامم المتحدة على مشروع القرار 181 الذي يوصى بتقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية ترتبطان معا بوحدة اقتصادية مع وضع مدينة القدس تحت الوصاية الدولية. ثم وقعت القدس الشرقية العربية في قبضة اسرائيل عام 1967 في حرب يونيو حزيران التي احتلت فيها اسرائيل شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.
وقال غنايم الذي نشر كتبا منها (لواء عكا في عهد التنظيمات العثمانية 1864 - 1918) و (الخبر الهاشمي في جريدة فلسطين 1937 - 1952/) ان عدد سكان القدس قفز من 62578 نسمة عام 1922 الى 157503 نسمة عام 1944 "وكانت الزيادة كبيرة جدا بين اليهود الذين تضاعف عددهم عدة مرات خلال هذه الفترة ... المهاجرون اليهود ازدادوا حوالي 63029 نسمة خلال 22 عاما" في حين لم يزد عدد مسلمي المدينة خلال الفترة نفسها الا حوالي 17217 نسمة كما زاد عدد المسحيين 14651 نسمة.
وأرجع سبب تلك الزيادة الى "الهجرة اليهودية المستمرة الى المدينة".
وتبحث الندوة أيضا الملامح التاريخية للمدينة في الارشيف اليمني ودور الوثائق في بعض العواصم الاجنبية ووثائق الجامع الازهر بمصر اضافة الى الوثائق البريطانية بين عام 1917 حيث صدر وعد بلفور الشهير عام 1948 الذي أعلن فيه قيام إسرائيل.
ومن الباحثين والمؤرخين المشاركين في الندوة اليمني القاضي علي أحمد أبو الرجال والاردنيون محمد عبد الكريم محافظة ومحمد عدنان البخيت وأحمد الطراونة والفلسطينيون محمد ماجد الحزماوي وزهير جابر وعماد البشتاوي وتيسير جبارة وخليل عثامنة والحاج زكي الغول وعباس نمر واسحاق البديري ومن مصر قاسم عبده قاسم وعادل غنيم وجمال زكريا قاسم والامريكي روبرت شيك.
وقال رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية بمصر محمد صابر عرب لرويترز ان الندوة تهدف الى التذكير "بقضية القدس التي بدأت تتراجع في الفترة الاخيرة نتيجة التطورات في العراق وأفغانستان".
وذكر عرب أن مناقشة القضايا المتعلقة بالقدس والقضية الفلسطينية لا تحتاج الى مناسبة مشيرا الى أن الندوة تهدف الى التذكير "بالحقوق العربية التاريخية في المدينة كما سيؤكده 60 باحثا يمثلون عشرات المؤسسات البحثية في بلادهم من خلال وثائق عربية وأجنبية" *.
أبو أسامة محمد فيصل العباسي الجزائري
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
* منقول من: شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 20/ حزيران/2005 - 13/ جمادى الأولى/1426
¥