ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[21 - 02 - 08, 01:04 ص]ـ
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (3\ 72): أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم (ابن علية، ثقة ثبت) عن ابن عون (إمام ثقة ثبت) عن الحسن (البصري، إمام ثقة ثبت) قال: أنبأني وثاب –وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر، وكان بين يدي عثمان، ورأيت بحلقه أثر طعنتين كأنهما كبتان طعنهما يومئذ يوم الدار دار عثمان–، قال: بعثني عثمان، فدعوت له الأشتر، فجاء. –قال ابن عون: أظنه قال: فطرحت لأمير المؤمنين وِسادة، وله وسادة–. فقال (عثمان): «يا أشتر، ما يريد الناس مني؟». قال: «ثلاثٌ ليس لك من إحداهن بُد». قال: «ما هن؟». قال: «يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم، فتقول "هذا أمركم فاختاروا له من شئتم"، وبين أن تقصّ من نفسك. فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك». قال: «أمَا مِن إحداهُنّ بُدّ؟». قال: «لا! ما من إحداهن بد». قال: «أمّا أن أخلع لهم أمرهم، فما كنت لأخلع الله. –قال (عثمان) وقال غيره– والله لأن أقْدُمَ فتُضرب عنقي، أحب إليّ من أن أخلع أمة محمد بعضها على بعض –قالوا: هذا أشبه بكلام عثمان–. وأما أن أقُصّ من نفسي، فو الله لقد علمت أن صاحبي بين يدي قد كانا يعاقِبان. وما يقوم بُدٌّ في القصاص. وأما أن تقتلوني، فو الله لئن قتلتموني لا الذئبة بعدي أبداً، ولا تصلون بعدي جميعاً أبداً، ولا تقاتلون بعدي عدواً جميعاً أبداً». ثم قام فانطلق، فمكثا، فقلنا لعلّ الناس. فجاء رويجل كأنه ذئب، فاطّلَعَ من بابٍ ثم رجع. فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلاً، حتى انتهى إلى عثمان. فأخذ بلحيته، فقال بها حتى سمع وقع أضراسه. فقال: «ما أغنى معاوية. ما أغنى عنك ابن عامر. ما أغنت كتبك». فقال: «أرسل لي لحيتي يا ابن أخي. أرسل لي لحيتي يا ابن أخي». قال (وثاب): فأنا رأيت استعداء رجلٍ من القوم يعينه، فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه (في رأس عثمان). قال: ثم ... قلت (الحسن): ثم مه؟ قال: ثم تغاووا والله عليه، حتى قتلوه رحمه الله.
قال ابن سعد: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي (جيد) قال: أخبرنا أبو الأشهب (جعفر بن حيان، ثقة ثبت) قال: أخبرنا الحسن (البصري، إمام فقيه ثبت) قال: «لما أُدرِكوا بالعقوبة –يعني قتلة عثمان بن عفان– أُخِذَ الفاسق بن أبي بكر –قال أبو الأشهب: وكان الحسن لا يسميه باسمه إنما كان يسميه الفاسق– فأُخِذَ فجُعِلَ في جوف حِمارٍ، ثم أُحرِقَ عليه».
رضي الله عن عثمان ولعن الله قتلته
الأخ الفاضل " محمد الأمين " , لم يصرح برؤية الواقعة في من ذكرت إلا " وثاب " , و لم تذكر له ترجمة مع من ذكرت.
فهل توجد له ترجمة في ما بين يدينا من الكتب؟ و هل يصح الاعتماد على روايته؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 02 - 08, 02:09 م]ـ
الأخ محمد الأمين كرَّر مراراً أن الحسن (كان شاهد عيان)
كأنه لا يدري أن شاهد العيان هو الحاضر للحادثة في تلك الحجرة
والخلاف بين الإخوان لفظي على كل حال، لأن عدم مباشرة الإنسان للقتل بيده، فضلاً عن تراجعه عن ذلك في آخر لحظة وترك المباشرة لغيره، ليس معناها براءته 100% من المشاركة في حادثة القتل
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:25 ص]ـ
ذكر بن كثير في كتابه البداية والنهاية كلاماً فقال:
"وأما ما يذكره بعض الناس من أن بعض الصحابة أسلمه ورضي بقتله، فهذا لا يصح عن أحد من الصحابة أنه رضي بقتل عثمان رضي الله عنه، بل كلهم كرهه، ومقته، وسب من فعله، ولكن بعضهم كان يود لو خلع نفسه من الامر، كعمار بن ياسر، ومحمد بن أبي بكر، وعمرو بن الحمق وغيرهم."
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:27 ص]ـ
وجاء في كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" و "تهذيب الكمال" وغيرهم:
وقال أسد: حدثنا محمد بن طلحة قال: حدثنا كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب قال: شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين كانوا يدرءون عن عثمان رضي الله عنه الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان بن الحكم. وقال محمد بن طلحة: فقلت له: هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ قال: معاذ الله دخل عليه، فقال له عثمان: يا بن أخي لست بصاحبي. وكلمه بكلام فخرج ولم يند بشيء من دمه، قال: فقلت لكنانة: من قتله؟ قال: قتله رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم. ثم طاف بالمدينة ثلاثاً يقول: أنا قاتل نعثل.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:38 ص]ـ
وفي "تاريخ المدينة" وغيره, -وأقتبس من آخر الكلام-:
فقال لي: ما يضر عثمان ما عمل بعد اليوم؟ قال نعم.
قال: فكيف تقتلني؟! قال: لا والله لا ألقى الله بدمك أبدا.
قال فدخل عليه آخر، فقال له مثل ذلك، فقال له: لا والله لا ألقى الله بدمك أبدا.
قال فقالوا: لا يقتله إلا من لا يناظره الكلام، فدخل عليه رجل من تجيب من أهل مصر فقال له: اتئد فأخبرك.
قال: لا أسمع كلامك، ومعه قوس له عربية فضرب بها رأس عثمان رضي الله عنه، قال فوقع فتلقاه بمشاقصه فنحره - وتحت عثمان يومئذ بنت شيبة بن ربيعة، فشقت جيبها وصاحت، فخرح غلام لعثمان رضي الله عنه حبشي فلما رأى مولاه قتيلا أخذ السيق ثم تبعه فلم يخرج من الدار حتى قتله.
قال أبي: فأتى على الناس زمان إذا كان بين رجلين منازعة قال: أنا إذا أشر من قاتل عثمان.
حدثنا هارون بن عمر قال، حدثنا أسد بن موسى قال، حدثنا محمد بن طلحة قال، حدثني كنانة مولى صفية بنت حيي ابن أخطب قال: شهدت مقتل عثمان رضي الله عنه، فأخرج من الدار أربعة من شباب قريش مدرجين محمولين كانوا يدرؤون عن عثمان رضي الله عنه، فذكر الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم رضي الله عنهم، فقلت له: هل ندي محمد بن أبي بكر بشئ من دمه؟ فقال: معاذ الله، دخل عليه فقال له عثمان رضي الله عنه: لست بصاحبي، وكلمه بكلام فخرج ولم يند بشئ من دمه.
فقلت لكنانة: من قتله؟ قال رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الايهم، ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول: أنا قاتل نعثل: فأين كان علي رضي الله عنه؟ قال: في داره.
¥