ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[01 - 04 - 09, 01:54 ص]ـ
حاشى الله أن يكون محمد بن أبي بكر (أو الفاسق بن أبي بكر، كما أسماه التابعي الفقيه الحسن البصري)، صحابياً. وهو محال لأنه كان رضيعاً عندما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يبلغ أربعة أشهر، فلا يمكن أن تصح له صحبة.
كيف يكون محمد بن أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فاسقا، وقد تربى في حجر علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وكانت أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحبه وتلقبه بأبي القاسم مثل كنية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحزنت عليه حزنا عظيما عند موته.
وكيف يكون فاسقا وقد ولاه علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - واستخلفه على مصر.
ثم محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما، قد عده الإمام ابن كثير من الصحابة رضي الله عنهم.
قال ابن كثير في تاريخه: " وقال أحمد أيضا: ثنا إسماعيل - هو ابن علية - ثنا منصور بن عبد الرحمن قال: قال الشعبي: لم يشهد الجمل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غير علي، وعمار، وطلحة، والزبير، فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب.
قلت: قد حضرها عائشة، وابن الزبير، والحسن، والحسين، ومحمد بن أبي بكر، وسهل بن حنيف، وآخرون ". انتهى كلامه.
البداية والنهاية الجزء 10
ولم يشتهر بفضل ولا فقه. قال عنه شيخ الإسلام: "ليس له صحبة ولا سابقة ولا فضيلة". وقال: "ليس هو معدودا من أعيان العلماء والصالحين الذين في طبقته".
نقل الحافظ ابن حجر عن الحافظ ابن عبد البر أنه قال: " كان علي يثني عليه ويفضله وكانت له عبادة واجتهاد ولما بلغ عائشة قتله حزنت عليه جداً ... ".
الإصابة لابن حجر 3/ 472 - 473
وقال: "ليس له ذكر في الكتب المعتمدة في الحديث والفقه"
بل له ذكر في بعض كتب الحديث.
قال ابن حجر: "
محمد بن أبي بكر الصديق ... روى عنه ابنه القاسم بن محمد وحديثه عنه عند النسائي وغيره من رواية يحيى بن سعيد عن القاسم عن أبيه عن أبي بكر
وأخرج البغوي في ترجمته: من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن محمد بن أبي بكر قال: " أظلمت ليلة وكان لها ريح ومطر فأمر رسول الله المؤذنين أن ينادوا صلوا في رحالكم ". ثم قال لا أحسبه محمد بن الصديق ".
الإصابة لابن حجر 3/ 472 - 473
وأما أن يكون قتل عثمان أم لم يقتله فلا فائدة تُرجى من ذلك وأمره إلى الله
بل على العكس هناك فرق بين من قتله ومن لم يقتله، والفائدة التي ترجى أن من قتل عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أعظم إثما وظلما.
وقد أدخل يده في هودج أخته عائشة يوم الجمل فقالت وهي لا تعرفه (حرق الله هذه اليد بالنار) فقال (يا أختاه في الدنيا) قالت (في الدنيا) فكان كذلك.
ذكر علماء التاريخ هذه القصة بدون سند، فاذكر أنت سندها إن كنتَ وقفتَ عليه حتى تُعرف صحتها.
ثم إن محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما أطاع أمير المؤمنين عليا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حينما أمره بحمل هودجها، ثم ردها رضي الله عنها إلى المدينة ومعها أخوها محمد بن أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وأقول لإخواني وفقهم الله، ينبغي الحذر في تناول هذه الأمر وعدم الوقوع في أعراض أولئك القوم، فإنها فتنة أوقعت فسادا وفرقة وشتاتا إلى يومنا هذا، ويجب أن يكون موقفنا من الفتن التي وقعت في عهد الصحابة رضي الله عنهم موقفا موافقا لسلفنا الصالح رضي الله عنهم وهو أن نسلم ألسنتنا من أعراضهم كما سلم الله سيوفنا من الخوض في دمائهم.
قال الإمام ابن كثير في تاريخه في الجزء 10/ 340: " وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة، عن مسروق قال: قالت عائشة حين قتل عثمان: (تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قتلتموه). وفي رواية: (ثم قربتموه فذبحتموه كما يذبح الكبش). فقال لها مسروق: هذا عملك، أنت كتبت إلى الناس تأمرينهم أن يخرجوا إليه. فقالت: (لا والذي آمن به المؤمنون، وكفر به الكافرون، ما كتبت إليهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا). قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها. وهذا إسناد صحيح إليها.
¥