تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المسلمين لا يفرح بعدم ألفة المسلمين فيما بينهم فالجواب يكون: بأنّ الوحدة لا تكون على حساب الإسلام نفسه، بل على الزّائغين أن يعلنوا عودتهم لمنهج السّلف الصّالح، وآنذاك تكون الألفة حقيقية وصادقة ولا تكون شبيهة بألفة اليهود حيث وصفهم اللّه تعالى بقوله:?تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون? (2)، ومن الواجب أن نقول: إنّ عدم إنكار البدع خشية الخلاف ممّا يميت السنّة ويروّج للبدعة ويزيد في انتشارها، وكان على الشّيخ "ابن باديس" أن يبيّن أخطاء (الإباضيّة) عقيدة وشريعة ومنهاجا حتّى يفضح للنّاس حقيقتهم، ولكنّه لم يفعل، ولم أجد له نصًّا واحدا في الإنكار عليهم، بل ما وجدتُ له إلاّ النّصوص المساندة للوحدة معهم والاعتزاز بهم وبعلمائهم، وخير دليل على ذلك ثناؤه الشّديد على واحد من كبار علماء الإباضيّة عندنا وهو الشّيخ "إبراهيم اطفيش" حيث كتب عنه "ابن باديس" ما يلي» هَبَط صديقنا الأستاذ العلاّمة الشّيخ "إبراهيم اطفيش" وادي النّيل مهاجرا إليه من وطنه الجزائر من قبل أن يولد الفتح، اكتسبنا صداقته من السنّة الأولى الّتي اتّخذ فيها الوطن المصري وطنا ثانيّا له، فكنّا نحن وجميع أفاضل المصرييّن نعجب بصدقه وصلابة دينه واستعداده للمشاركة في كل خير، فما قامت لخير الإسلام جماعة من ذلك الحين، ولا أرسل المنادون إلى الفلاح صوتهم في أمر، إلاّ كان الأستاذ "أبو إسحاق" الشّيخ "إبراهيم اطفيش" في مقدمّة المعينين على ذلك، ومقالاته المتعدّدة في هذه الصّحيفة وفي أختها الزّهراء شاهد على فضله، ودليل على حسن بلائه في سبيل وحدة المسلمين (1) جزاه اللّه خيرا «(2) ـ إن الإباضيّة فرقة من الخوارج والخوارج من أخطر الفرق الّتي تركت بصماتها الضّالة وآثارها الزّائغة إلى يومنا هذا، وضلالات الخوارج تكون كمايلي:

1.» يُعتقد أنّ ما ابتدعه الخوارج من تكفير للمسلمين واستحلال لدمائهم وأموالهم وتمييزهم بالإمام والدّار (سمّوا دارهم دار الهجرة)، وبدّلوا دار المسلمين دارين: دار كفر ودار حرب، إنّ هذه البدعة هي أوّل بدعة ظهرت في الإسلام ..

2. تسوية الخوارج بين الكبائر و الصّغائر، ويعود ذلك لسوء فهمهم للقرآن الكريم.

3. اعتقاد الخوارج بعدم اتّباع السنّة، الّتي يظنّون مخالفتها للقرآن كالرّجم للزّاني المحصن.

4. تكفير الخوارج لعثمان وعليّ رضيّ اللّه عنهما اللّذين شهد لهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالجنّة.

5. اعتقاد الخوارج بجواز أن يكون الرّسول ظالما.

6. اعتقاد الخوارج أنّ العبد يصير كافرا بالذّنب.

7. اعتقاد بعض فرق الخوارج أنّ من لا يعرف أسماء اللّه وتفاصيل الشّريعة فهو كافر.

8. اعتقاد أتباع "عبد الكريم بن عجرد" من فرق الخوارج أنّ سورة يوسف ليست من القرآن، لأنّها في شرح العشق والعاشق والمعشوق .. ومثل هذا لا يجوز أن يكون كلام اللّه.

9. يُجوِّز أتباع "ميمون بن عمران" من الخوارج نكاح بناتهم، ولا يرون أن الشرّ من اللّه تعالى.

10. لا يرى أتباع خلف من الخوارج أنّ الخير والشّر من اللّه تعالى ..

11. يتبرّأ أتباع "أخنس بن قيس" من كلّ من لا يوافقهم ويسكن في بلد مخالفهم «(1).

ألا تكفي هذه الضّلالات؟ هذه ضلالات الخوارج والإباضيّة واحدة من فرق الخوارج، وللإباضيّة نشاط سرّي في نشر مذهبهم رغم ما يتظاهرون به من السّكوت، ولهم شوكة وقوّة في مدينة (غرداية) عندنا، ويُعرفون في الجزئر ببني ميزاب حيث يشكّلون في المدينة المذكورة دولة داخل دولة كما يقال، بعاداتهم وتقاليدهم المأخوذة من تعصّبهم الفظيع لمذهبهم الإباضيّ فتراهم مثلا:

1. ينكرون إنكارا باتّا رفع اليدين في تكبيرة الإحرام في الصّلاة، ويرفضون المناقشة بكلمة واحدة، (أنّنا معشر الإباضيّة لا نرفع أيدينا في تكبيرة الإحرام).

2. رفضهم تحريك السّبابة عند التّشهد رفضا مطلقا (ليس اقتناعا بدليل بقدر التّعصب بما عليه الأصحاب كما يقولون).

3. والأدهى من هذا وذاك أنّهم من النّاحية الحديثيّة يَعْتدُّون بمسند "الحبيب بن الرّبيع"، ويعتبرونه أحسن وأفضل بكثير من صحيح البخاري العظيم الّذي يعتبر أصحّ كتاب بعد كتاب اللّه تعالى ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير