" ... وهو شيخي استفدت منه كثيرًا، وكان سلفي العقيدة؛ لو قرأت كتابه في التوحيد لعلمت أنه لا يعرف التوحيد الذي في القرآن مثله "
خبر وفاته
كانت في يوم الإثنين 25 شوال 1407هـ الموافق لـ 22 يونيو 1987م .. وفى خبر وفاته نطالع القصة الآتية:
" حدثنا رجل ممن جالس الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله و زاره الشيخ في بيته و هو السيد عبد الإله الشرقاوي الرباطي (و هو مقيم بالمغرب حاليا) أن ابن عم الشيخ المعروف في المغرب بـ "الهلالي" حدثه بما يلي:
كان الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في أواخر أيام حياته مريضا طريح الفراش و كان لا يستطيع أن يتوضأ فكان يتيمم؛و كان رحمه الله لا يرى التيمم بالحجر بل يتيمم بالتراب إذ كان له بمنزله كيس يملؤه بالتراب لذلك الغرض، و إذا قيل له تيمم بالحجر قال لا هذا فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم (يعني التيمم بالتراب).و ذات يوم قال لأهل بيته إيتوني بوَضوء فقالوا له أنت لا تستطيع التوضؤ فتيمم، لكنه أصر على الوضوء فأتوه بوضوء. فتوضأ رحمه الله و صلى ركعتين و استلقى على الفراش و قال لمن كان ببيته من يجيد منكم قراءة القرآن، فقرأ عليه أحدهم سورة ياسين و هو ينصت حتى أتمها؛ ثم قال له الشيخ رحمه الله أعد القراءة من قوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ "، فأعاد القارئ القراءة إلى أن انتهى من قوله تعالى: " وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ " فرفع الشيخ إصبعه إلى السماء (يعني و كأنه يقول: الله هو الذي يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) ففاضت روحه من حينها، فرحمه الله رحمة واسعة و رزقنا و إياكم حسن الخاتمة. آمين."
********
ترجمة الشيخ مشهور للشيخ تقي الدين الهلالي
تحميل الشريط
موقع الشيخ على الشبكة المعلوماتية
http://www.alhilali.net
**********
تعليق صاحب السطور:
عندما سمعت إحدى خطب الشيخ علمت صدق بصيرة هذا الحبر الجليل وحسن منطقه ... هذا الشيخ من علماء أوائل القرن الماضي حيث كانت الأمة تعج وتزدهي بالعديد والعديد من العلماء الذين يوصفون بالعلماء الموسوعيين أي يمتلكون معرفة وعلماً فى كثير من العلوم الفقه والحديث واللغة ودراسات الأديان المقارنة،بل وفى العلوم التطبيقية واللغات أيضاً فالشيخ الهلالي رحمه الله كان يتقن العبرية والإنجليزية والألمانية والأسبانية ... وزاد شغفي بهذا الشيخ عندما قرأت تزكية الشيخ الألباني على علمه، بل البعض يعتبره من أنداد الشيخ الألباني فى العلم .. فما بالك!!،كل ذلك يؤكد أننا أمام عالم عظيم غفل عنا علمه لعد الإهتمام بأمثال هؤلاء العلماء وتتبع سيرهم.
وشاقني أيضاً أن الشيخ من علماء المغرب الأقصى وذلك يزيد فى حبنا للشيخ مع ما تجمع له من علم جم ... فقد رأينا تبدل أحوال أبناء المغرب الشقيق وعلمائهم وتأثير الإستعمار الفرنسي البغيض على ألسنتهم وأمزجتهم، حتى لقد رأيت عدداً منهم يستضافون فى المحتفلات ويدعون للتحدث بالعربية فيتحدثون بعربية ركيكة مكسرة لا يستطيعون أن يقيموا لها حرفاً وتثقل على ألسنتهم ثقلاً عيياً اللهم إلا حين يدعون للإستعانة ببعض الفرنسية لإخراج كلامهم فتنطلق ألسنتهم إنطلاقاً وكأنها فكت من عقالها،بل ولا افترى حين أقول أن هذا حال بعض علمائهم الدينيين أيضاً وأساتذتهم حتى صاروا عرباً بالمسمى .. ولو سألت إنسان عالم حذق أن يذكر لك أسماء ثلاثة من علماء المغرب وشيوخهم .. ربما ما أتاك بجواب إن لم يأتك -وهذا هو الواقع-بإسم ولو عالم واحد من علمائهم .. فهل عجزت المغرب أن تخرج لنا من أمثال هذا العلم الجليل الذي زانت واذدانت به بلاد المغرب الزاهرة.
طرحت لكم ترجمة عالم رباني ربما لم تتيسر لكم معرفة خبر سيرته من قبل .. الإمام العلامة محمد تقي الدين الهلالي .. حجر وطيد فى أركان بناء الدعوة الإسلامية،عساني فى الأيام القادمة أن أترجم للمزيد والمزيد من علماء المغرب الذين غفل عنا ذكرهم وتاهت عنا علومهم عن قصد .. رحم الله الإمام تقى الدين رحمة واسعة وحشره مع الأنبياء والصحابة والصالحين ذوي الدعة.
منقول
ـ[عصام البشير]ــــــــ[09 - 02 - 08, 11:05 ص]ـ
(الكلام هنا ليس مع الأخ أبي السها لأن ناقل فقط، لكن وددت لو أنه نقل الترجمة فقط دون التعليقات الزائدة)
بل ولا افترى حين أقول أن هذا حال بعض علمائهم الدينيين أيضاً وأساتذتهم حتى صاروا عرباً بالمسمى ..
أما هذه فقد افترى فيها صاحب المقال الذي تنقل عنه يا أبا السها!!
وفي جعبتي كلام يمنعني منه خشية الاتهام بالتعصب للوطن، مع أنني لا أرى لهذه الحدود ''الاستعمارية'' بين بلاد الإسلام أثرا في قلبي ولا فكري.
لذلك أكتفي بأن أقول: الدعاة والعلماء بالمغرب أهل فصاحة وحسن بيان، بل لا أعرف منهم من يمكن انتقاده في هذا الباب.
أما العوام والمثقفون المتغربون، فحدث عن العجمة ولا حرج.
ولو سألت إنسانا عالما حذقا أن يذكر لك أسماء ثلاثة من علماء المغرب وشيوخهم .. ربما ما أتاك بجواب إن لم يأتك -وهذا هو الواقع-بإسم ولو عالم واحد من علمائهم .. فهل عجزت المغرب أن تخرج لنا من أمثال هذا العلم الجليل الذي زانت واذدانت به بلاد المغرب الزاهرة.
بعد تجاوز الركة في الأسلوب، واللحن في التركيب، أقول:
هذا أمر قديم مرده إلى أسباب كثيرة. لكن عدم شهرة العلماء المغاربة في المشرق - وفي موطنهم أيضا - لا يعني عدم وجودهم، حتى تسأل مثل هذه الأسئلة الإنشائية الركيكة.
والعلماء موجودون، وكثير منهم مضيق عليه، أو محب للخمول والعزلة، أو لا يجد إلى نشر كتاباته سبيلا بسبب بعده عن دور النشر الشرقية، الخ.
فقليلا من الإنصاف - بارك الله فيكم.
¥