4816 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال حدثني عبيد بن أبي مريم عن عقبة ابن الحارث قال وقد سمعته من عقبة لكني لحديث عبيد أحفظ قال: تزوجت امرأة.
وفي ((الكفاية)) (ص221 و 222) قال الخطيب: ((باب في أن الحافظ إذا نسي حديثا سمعه من شيخ لم يجز له أن يرويه عنه) لكنه يرويه نازلا عمن ضبطه عن ذلك الشيخ.
أخبرنا أبو الحسن احمد بن عبد الله الأنماطي قال: ثنا محمد بن المظفر قال: ثنا أبو بكر احمد بن محمد بن الهيثم الدلال الدوري قال: ثنا أحمد بن عبدة الضبي قال:ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبى مليكة عن عقبة بن الحارث قال:سمعته يحدث وحدثني عنه صاحب لي قال:وأنا لحديث صاحبي احفظ قال: تزوجت أم يحيى بنت أبى إهاب فدخلت عليها امرأة سوداء فزعمت أنها أرضعتنا جميعا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فأعرض عنى فتحولت وقلت:يا رسول الله إنها كاذبة قال:كيف بها وقد قالت دعها عنك)).
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا عبد العزيز بن جعفر بن احمد الفقيه قال ثنا محمد بن سليمان قال ثنا على بن عبد الله قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا أيوب عن عبد الله بن أبى مليكة قال حدثني عبيد بن أبى مريم عن عقبة بن الحارث قال:وقد سمعته من عقبة ولكني لحديث عبيد أحفظ ثم ساق نحو ما تقدم.
وهذا المعترض لم يفهم مقصد البخاري ولا الخطيب فقد أعاده الخطيب في (ص 288) في باب ما جاء في الرواية عما سمع من المحدث وذكر الفرق في طريقة التحمل والفرق بين سمعت وحدثني فأسند عن الأصمعي قال:سمعت معتمر بن سليمان يقول (سمعت) أسهل علي من (حدثنا) و (أخبرنا) , و (حدثني) , و (أخبرني)؛ لأن الرجل قد يسمع ولا يحدث. قلت: وقد ورد أصل لهذا في حديث .....
ثم أسند عن: ابن جريج قال: حدثني ابن أبي مليكة قال: حدثني عقبة بن الحارث ثم قال:لم يحدثني ولكني سمعته يحدث قال: ... الحديث
ثم أسند عن عمر بن المؤمل الحافظ بمصر يقول:سمعت بعض الحفاظ -قال الوليد: أنا نسيت اسمه- يقول: لا يختلف أصحاب الحديث أن أصح مراتب السماع قول الراوي سمعت فلانا يقول سمعت فلانا يقول إملاء كان من لفظ الراوي أو قراءة أو مذاكرة إذا كان الناقل ثقة متقنا لإنها سماعات من لفظه قال .... )).
قلت: وما جاء في قول الحافظ: ثم أسند عن عمر بن المؤمل الحافظ بمصر يقول:سمعت بعض الحفاظ -قال الوليد: أنا نسيت اسمه- يقول: .. )).
يدل على شيوع إطلاقهم كلمة ((بعض)) ,ويراد به واحد فقط.
فأراد ابن أبي مليكة أن يحدثه عبيد بن أبى مريم لكنه سمع الحديث من عقبة بن الحارث بأذنه فأراد التأكيد وليست هذه بعلة بعكس حديث العقار ويستأنس بكون الخطيب لم يذكره هنا.
فمجاهد في الأصل لم يبالِ بالحديث ولم يهتم به أما هنا فالأمر مختلف فلأمرِ ِما لم يرد عقبة أن يحدثه كما حصل مع النسائي مع شيخه الحارث بن مسكين ,وذلك مما يدفع ابن أبي مليكة للحرص على طلبه.
قال ابن حجر في ((الفتح)) (5/ 269): ((في الإسناد الذي قبله حدثني عقبة بن الحارث أو سمعته منه فيه رد على من زعم أن بن أبي مليكة لم يسمع من عقبة بن الحارث وقد حكاه بن عبد البر. ولعل قائل ذلك أخذه من الرواية الآتية في النكاح من طريق ابن علية عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبيد بن أبي مريم عن عقبة بن الحارث قال ابن أبي مليكة:وقد سمعته من عقبة ولكني لحديث عبيد أحفظ وأخرجه أبو داود من طريق حماد عن أيوب ولفظه عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال: وحدثنيه صاحب لي عنه وأنا لحديث صاحبي أحفظ ولم يسمه.
وفيه إشارة إلى التفرقة في صيغ الأداء بين الإفراد والجمع أو بين القصد إلى التحديث وعدمه فيقول الراوي فيما سمعه وحده من لفظ الشيخ أو قصد الشيخ تحديثه بذلك حدثني بالإفراد وفيما عدا ذلك حدثنا بالجمع أو سمعت فلاناً يقول ووقع عند الدارقطني من هذا الوجه حدثني عقبة بن الحارث ثم قال:لم يحدثني ولكني سمعته يحدث.وهذا يعين أحد الاحتمالين , وقد اعتمد ذلك النسائي فيما يرويه عن الحارث بن مسكين فيقول: الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ولا يقول: حدثني ولا أخبرني؛ لأنه لم يقصده بالتحديث؛ وإنما كان يسمعه من غير أن يشعر به)).
¥