تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و في ((الفتح)) (9/ 153) قال: ((وعبيد بن أبي مريم مكي ماله في الصحيح سوى هذا الحديث, ولا أعرف من حاله شيئاً إلا أن ابن حبان ذكره في ثقات التابعين.وقد أوضحت في الشهادات بيان الاختلاف في إسناده على بن أبي مليكة وأن العمدة فيه على سماع بن أبي مليكة له من عقبة بن الحارث نفسه)).

قلت: فظهر أن البخاري اعتمد على سماع ابن أبي مليكة من عقبة بن الحارث دون السند الآخر فلو لم يكن ما ضر البخاري شيء.

بعكس حديث العقار الذي اعترف مجاهد بأنه لم يحفظه ولم يبالِ بالسماع أصلاً فغاية الأمر أنه حفظ من شيخه وتثبت فيه من عبيد فالمسالة دائرة بين حافظ وأحفظ أما هناك في حالة مجاهد فبين عدم الحفظ والحفظ وحديث البخاري فيه التنبيه على صيغة التحمل حيث قال ابن أبي مليكة

: حدثني عقبة بن الحارث ثم قال لم يحدثني ولكني سمعته يحدث.وهذا من الفوائد في المصطلح.

وقال البدر العيني في ((عمدة القاري)) (2/ 101) نحوه.

حديث آخر في صحيح البخاري

5710 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة

: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة إن يدع طعامه وشرابه) قال أحمد:أفهمني رجل إسناده

المفهم: رجل ثقة ولا يضر المتن وقد خرجه بسند آخر

وفي فتح الباري (1/ 332) قوله حدثنا أحمد بن يونس حدثنا بن أبي ذئب وقال في آخره قال أحمد أفهمني رجل إسناده هذا الرجل هو ابن أخي بن أبي ذئب كذلك ذكره أبو داود عن أحمد بن يونس وكذا أخرجه الإسماعيلي عن إبراهيم بن شريك عن أحمد بن يونس)).

والافهام المذكور لعله في المتن كما في رواية أبي داود وليس ذلك بقادح في تحمل الرواية

18 - المعترض والمصطلح:

ذكر ص 126) كلام ابن كثير في ((الباعث)) (ص 98):

((قد روي عن الإمام العلم عبد الرحمن بن مهدي إنه قال: يكفيك من الحديث شمه ..... وقد كانت المجالس تُعقد ببغداد وبغيرها من البلاد، فيستمع الفِئام من الناس، بل الألوف المؤلفة، ويصعد المستملي على أماكن مرتفعة، ويبلغون عن المشايخ ما يملون، فيحدث الناس عنهم بذلك، مع ما يقع في مثل هذه المجامع من اللغط والكلام وحكى الأعمش: إنهم كانوا في حلقة إبراهيم إذا لم يسمع أحدهم الكلمة جيدا استفهمها من جاره، وقد وقع هذا في بعض الأحاديث عن عقبة بن عامر وجابر بن سمرة وغيرهما. وهذا هو الأصلح للناس، وإن قد تورع آخرون وشددوا في ذلك، وهو القياس. والله أعلم)).

قلت: هذا سوء فهم لكلام أهل العلم مع أن له شيوخا وسألهم سؤالات: لكن كما قال العلماء العبرة بالحفظ والفهم وليس الشبوخ!

وقد ورد في ((مقدمة ابن الصلاح)) (ص 83 وما بعدها): ((قد كان كثير من أكابر المحدثين يعظم الجمع في مجالسهم جدا حتى ربما بلغ ألوفا مؤلفة ويبلغهم عنهم المستملون فيكتبون عنهم بواسطة تبليغ المستملين فأجاز غير واحد لهم رواية ذلك عن المملي

روينا عن (الأعمش) رضي الله عنه قال: كنا نجلس إلى إبراهيم فتتسع الحلقة فربما يحدث بالحديث فلا يسمعه من تنحى عنه فيسأل بعضهم بعضا عما قال ثم يروونه وما سمعوه منه

وعن حماد بن زيد: أنه سأله رجل في مثل ذلك فقال: يا أبا إسماعيل كيف قلت؟ فقال: استفهم ممن يليك.

وعن ابن عيينة: إن أبا مسلم المستملي قال له: إن الناس كثير لا يسمعون قال ألا تسمع أنت؟ قال: نعم قال: فأسمعهم).

وأبى آخرون ذلك: روينا عن خلف بن تميم قال: سمعت من سفيان الثوري عشرة آلاف أو نحوها فكنت أستفهم جليسي فقلت لزائدة فقال لي: لا تحدث منها إلا بما تحفظ بقلبك وسمع أذنك قال: فألقيتها.

وعن أبي نعيم: إنه كان يرى فيما سقط عنه من الحرف الواحد والاسم مما سمعه من (سفيان) و (الأعمش) واستفهمه من أصحابه: إن يرويه عن أصحابه لا يرى غير ذلك واسعا له

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير