[نقد كتاب (نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر)]
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 06:39 م]ـ
نقد كتاب (نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر وبذيله عقد الجوهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر)
إعداد الدكتور يوسف المرعشلي
يضم هذا الكتاب - كما يقول مؤلفه الدكتور يوسف المرعشلي - علماء القرن الرابع عشر الهجري الذين كانت وَفَياتهم بين سنتي 1301 - 1400هـ، وقد رتَّبهم بحسب الترتيب الألف بائي، ثم ذيَّله بعلماء الربع الأول من القرن الخامس عشر الهجري من الأموات والأحياء.
وكان صدوره عن دار المعرفة - ببيروت 1427هـ = 2006م، في مجلدين، بلغ عدد صفحاتهما 2199 صفحة.
وحين تناهى إليَّ صدور هذا الكتاب استبشرت خيراً، وظننت أنه سيفيدني فيما أنا بصدده من بحوث وكتابات، ولكن سرعان ما تبدَّد استبشاري بعد اطلاعي عليه؛ لأمور أكتفي بذكر أهمها:
أوَّلاً- إن معظم الكتاب (مسلوخ) من كتاب (الأعلام) للعلامة خير الدين الزِّرِكْلي رحمه الله، الذي هاجمه المرعشلي في مقدمة كتابه ص 26 قائلاً:
" ... ولكنه يغفل كثيراً من الأعلام، ويذكر أعلاماً لا فائدة من ذكرهم، ولا يُقَرُّ على أحكامه على بعض الأشخاص، ولم يكن حيادياً منصفاً شأن المؤرخ النزيه، وكأنه متأثِّر بأفكار الغرب أو ساعده في كتابته من هم من غير المسلمين أو نقل عنهم من مراجعهم على عهدتهم دونما مراجعة أو تصحيح أو تعليق منه".
حقاً إن كتاب (الأعلام) مأكول مذموم، يأخذ منه بعض الباحثين ما يحتاجون إليه ثم يذمُّونه، ويطعنون بصاحبه.
ولم يكتف المرعشلي بـ (سلخ) التراجم منه فحسب، بل (سلخ) كثيراً من الخطوط المثبَتَة فيه أيضاً.
وإلى القارئ أمثلة من (سطوه) على (الأعلام):
1 - ص1617 ترجمة معروف الرصافي، هذه الترجمة مع مراجعها - عدا بيتين من الشعر - (مسلوخة) من الأعلام.
وسيدهش القارئ عندما يقرأ في حاشية الترجمة: "من ترجمة له بخطِّه تلقيتها منه سنة 1912"؛ لأن المرعشلي من مواليد سنة 1952، أي أن الترجمة وصلت إليه قبل مولده بأربعين سنة، فما أثبته إنما هو من كلام الزِّرِكْلي رحمه الله الذي هاجمه في المقدمة وأزرى بكتابه!
2 - نموذج الخط ص1685 ترجمة يوسف الخالدي، وهي (مسلوخة) من الأعلام مع مراجعها.
جاء في حاشيته: " ... وترجمة له عندي بخطِّه بعث بها إلى الشيخ علي الليثي من فيينا حيث كان معلماً للعربية والتركية، مؤرخة في 11 محرم 1292"، وكتب المرعشلي تحت خطه: "من رسالة بعث بها إلى الشيخ علي الليثي عندي"، وضمير المتكلم يعود - في ظاهره - إلى المرعشلي، ولكنه في الحقيقة يعود إلى الزِّرِكْلي.
وقد تكرَّر قوله: (عندي) كثيراً تحت الخطوط. ولو أن المرعشلي كان يحيل إلى (الأعلام) مباشرة لكان أكرم له، وأبرأ لعرضه، وأصون لكرامته.
وقد أتبع ترجمة الخالدي بترجمتين (مسلوختين) من (الأعلام) أيضاً.
3 - ص1141 ترجمة الشيخ محمد نصيف، وهي (مسلوخة) من الأعلام حرفاً حرفاً وكلمة كلمة.
جاء فيها: " ... وسألته عن أصل نسبه فأجاب ... "، وضمير المتكلِّم - في ظاهره - يعود إلى المرعشلي، لكنه يعود في حقيقته إلى الزِّرِكْلي؛ لأن الكلام هو كلامه.
وكتب تحت خط الشيخ نصيف: "من رسالة بعث بها للمؤلف بخطِّه عام 1374"، فمن هو المؤلف؟ إنه خير الدين الزِّرِكْلي، وكان عُمرُ المرعشلي حين إرسال الرسالة سنتين.
4 - ص218 ترجمة أحمد الهيبة، وهي (مسلوخة) من (الأعلام).
جاء في حاشيتها: "وقد أطلت في هذه الترجمة لعلاقتها بتاريخ المغرب الحديث ولأنها تكاد تكون مجهولة"، فمن الذي أطال في الترجمة؟ إنه الزِّرِكْلي وليس المرعشلي.
5 - ص435 ترجمة رشاد عبدالمطلب وهي (مسلوخة) من (الأعلام).
كتب المرعشلي تحت خط رشاد: "من ختام رسالة أرسلها المترجَم له للمؤلف"، وسيفهم القارئ أن المؤلف هو المرعشلي، ولكن الصحيح أنه الزِّرِكْلي.
6 - ص1064 ترجمة محمد الخانجي، أثبتها من (الأعلام).
ومن المضحك أنه جعل مذكرات الزِّرِكْلي مذكرات له.
7 - ومن التراجم التي (أخذها) من الأعلام مع مراجعها (للتمثيل فقط): فريد الرفاعي ص147، أحمد ياسين الخياري 219، إدريس العلوي 220، أبوبكر خوقير 281، سليم اليعقوبي 482، طه الراوي 551، عبدالله العنقري 593، العثماني 609، عبدالفتاح الصعيدي 763، عبدالقادر عودة 786.
¥